وسط مشاعر الفخر بصمود غزة على مدار القصف المتواصل طيلة 21 يومًا، وفي الذكرى الأولى لمعركة غزة، يتحدث الغزييون المقيمون في الضفة الغربية بكل عزة وكبرياء عن الذكرى الأولى ل"معركة الفرقان"، حيث يجمعون على أن غزة بعد الحرب غدت رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه. فخر وبكاء تقول عائشة سليمان (40 عامًا)، من مدينة غزة ومقيمة في مدينة رام الله بحكم أن زوجها من الضفة: "لم استقبل العام 2009م بالفرحة كعادتنا؛ حيث كان القصف على غزة متواصلاً لليوم السادس، وكنت أخاف أن يصيب عائلتي في مدينة غزة مكروه، لكني اليوم استقبل عام 2010م بنوع من الفرحة والاعتزاز بصمود المقاومة في غزة، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي لم تنهَر رغم القصف والدمار من قبل الاحتلال". وتضيف: "كنت أصوم وأدعو الله قبل عام أن ينصر المقاومة و"حماس" على الاحتلال، وكنت أبكي كلما رأيت صور الأطفال الشهداء، والآن، أنا أفتخر أمام جاراتي في مدينة رام الله بصمود غزة على الاحتلال، بعكس الضفة الحزينة والذليلة، والتي يدوسها جنود الاحتلال متى شاءوا، وأجهزة السلطة "تتفرج" أحيانًا، وأحيانا أخرى تنسق مع الاحتلال، كما حدث قبل أسبوع في نابلس". عباس.. بدل أن يدعم المقاومة هاجمها!! من جهته يقول عمر حمدي، من رفح ومقيم في جنين منذ سنوات بحكم العمل: "أتفاخر أمام جيراني بالمقاومة في غزة التي لم ترفع الراية البيضاء طيلة أيام القصف ال21، وكنت أتوقع من عباس أن يتطرق لصمود غزة في خطابه بمناسبة انطلاقة "فتح"، لكنه للأسف بدأ يجرِّح ويتهجم ويكذب على "حماس" وبطولتها ليرضي الاحتلال وأمريكا". وأضاف: "مع الذكرى الأولى ل"معركة الفرقان" كانت مشاعرنا أثناء العدوان لا توصف، وكنت أتساءل: هل سيُقضى على المقاومة وتستسلم، وبالتالي تضيع فلسطين؟ صدقًا كنت خائفًا جدًّا، ومشاعري من القلق لا توصف، وبحكم أن لي إخوة وأشقاء وأقارب يعملون في الشرطة والوزارات في غزة كنت أكثر قلقًا من غيري، كنت قلقًا على بلدي فلسطين وقلقًا على أهلي وأصدقائي، ولكن الله حمى غزة ومقاومتها والحمد لله". غزة.. الرقم الصعب من جهته يقول أحمد عبد الله، من مخيم جباليا ومقيم في مدينة نابلس بحكم العمل وعدم السماح له بالعودة بسبب انتفاضة الاقصى: "مع الذكرى الاولى ل"معركة الفرقان" أو حرب غزة العدوانية، فإن المقاومة رفعت رأسنا، وأصبحت رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه، وغدت غزة توجه الأحداث، بل ها هي تصنع الأحداث بدل أن تنتظرها، فغدًا سيُفرج عن أسرانا بسبب انتصار المقاومة في الحرب". ثم يضيف: "غزة خاضت معركة الإرادات، وأصبحت قاعدة متقدمة ضد الاحتلال يُحسب لها ألف حساب". أمن غزة من أمن مصر يرى المقيمون من غزة في الضفة أن دعم غزة لا يكون بالطعام والشراب فقط، بل بالدعم السياسي والعسكري. يقول حمدي: "غزة تحت الاحتلال، وليس تحت مجاعة طبيعية تُدعم بالغذاء فقط، مع أن الغذاء ينقصها، لكن الدعم يجب أن يكون كذلك سياسيًّا وعسكريًّا وبالسلاح والأموال، ولا يجوز لمصر ألا تدعم غزة بعد صمودها، لأن أمن غزة من أمن مصر، والعدو هو الاحتلال وليس غزة، وبعد عام على معركة غزة كان لزامًا على مصر أن تفتخر بغزة لا أن تخنقها وتقيم الجدار". وعن وضع الضفة يقول حمدي: "مع مرور عام على العدوان الهمجي تمنيت لو كنت في غزة أقاوم بدل أن أكون في الضفة التي استباحها دايتون، وتلاحَق فيها المقاومة من قِبل أبناء جلدتنا الذين ارتضوا المهانة، ولكنني أستبشر خيرًا بقرب تحرير الضفة من الاحتلال وأتباعه، لأن الظلم لا يدوم". وقد لوحظ عدم رغبة العديد من الغزيين الحديث خشيةً من ميليشيا عباس التي تقمع حرية الكلمة والمقاومة وكل شيء في الضفة، عدا من كان ينادي بالاستسلام والرضوخ لشروط الراتب، كما كان القائد الحمساوي الراحل جمال منصور يقول عن شعار السلطة مع مجيئها "وافق أو نافق، وإلا ففارق"، والتي أصبحت الآن: وافق ثم وافق وإلا تعذَّب وتلاحَق.