العديد من التساؤولات طرحت عقب تصريح قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى بأن الرئيس محمد مرسى وصل إلى سدة الحكم بانتخابات شرعية، تساؤلات عديدة عن سبب هذا الاعتراف الأول من نوعه الذى يصدره السيسى، منذ الانقلاب الذى أشرف عليه فى يوليو 2013، وربط بعض المراقبين بين هذا التصريح – الذى ذكره خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الأربعاء، خلال زيارته الحالية لألمانيا - والمعركة الخفية التى تدور بين السيسى والفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى الخاسر فى انتخابات 2012؛ حيث أكدوا أن تصريح السيسى موجه إلى شفيق وأنصاره؛ حيث يلوح له بأن "مرسي" هو الفائز فى الانتخابات الرئاسية، بمعنى قطع الطريق على المرشح "الهارب" فى محاولة اللعب بورقة تزوير الانتخابات التى بدأ بعض أنصار شفيق يلوحون بها خلال الفترة الماضية. ومرت العلاقة بين السيسى وشفيق بالعديد من موجات المد والجزر؛ بدءا بالتسريب الذى أشار خلاله شفيق بأن السيسى سوف يفوز فى الانتخابات الرئاسة بالتزوير، ثم تراجعه عن تلك التصريحات، وتأكيده على وقوفه إلى جوار السيسى فى معركته الرئاسية أمام حمدين صباحي، ثم المناوشة من جديد عن طريق نشر بعض الأنباء بإمكانية عودة شفيق إلى مصر؛ لأنه لا عائق قانونى يحول دون ذلك. موقع "ميدل إيست آي" البريطانى أكد فى تقرير له الأسبوع الجاري، أن الشقاق المتفاقم بين المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق، وعبد الفتاح السيسى يتفاقم؛ بسبب اتهام السيسى ل"شفيق" بالوقوف وراء سلسلة التسريبات والتسجيلات الصوتية التى أغرقت بها وسائل الإعلام خلال الشهور القليلة الماضية. وأكد الموقع، أن "التوترات التى كانت تغلى تحت السطح بين أركان النخبة الحاكمة فى مصر منذ شهور، خرجت إلى العلن الأسبوع الماضى حينما جرى تحذير أحمد شفيق من قبل الحكومة بعدم العودة من منفاه فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأخبر بألا يسعى فى المستقبل إلى لعب أى دور فى السياسة المصرية". وأشار التقرير إلى أن شفيق ينتمى إلى نفس المعسكر السياسى العسكرى المصرى الذى ينتمى إليه السيسي، فى بلد لم يتوقف حكم العسكر عنه منذ عام 1953، إلا أن بعض المعلقين يرى الآن أن السيسى بات يرى شفيق منافسا يتآمر للنيل من مؤسسة الرئاسة، بل ذهب بعضهم إلى القول بأن شفيق ربما كان وراء سلسلة التسريبات، وهو الأمر الذى اعتبره مراقبون سببا رئيسا وراء تصريحات السيسى بأن مرسى هو الرئيس الشرعى للبلاد بعد انتخابات 2012 وليس أحد غيره . الرسالة موجهة لحكام الإمارات ورغم العلاقة القوية بين عبد الفتاح السيسى ودولة الإمارات إلا أن تقارير صحفية تحدثت مؤخرا بشكل واضح عن أن دولة "الإمارات" بدأت تدفع بالفريق "أحمد شفيق" المقيم لديها بإدلاء تصريحات سياسية تتعلق بالشأن الداخلى المصرى، فى محاولة منها لمغازلة السيسي، دون أن تكشف التقارير عن أسباب الخلاف القائم بين السيسى وحليفته الكبرى "الإمارات". وذهبت بعض التقارير إلى ما هو أبعد من ذلك؛ حيث دعوات الانتخابات الرئاسية المبكرة التى انطلقت فجأة عبر منصات عُرفت قبل ذلك أنها موالية لنظام السيسى قلبًا وقالبًا، وبين الظهور الجديد للفريق أحمد شفيق؛ حيث يشير محللون بأن هذا هو أثر صراع الأجنحة الذى طفا على السطح وبمباركة إماراتية، تهدف إلى تنصيب شفيق رئيسا للجمهورية من خلال الانقلاب على السيسى والإدعاء بأن شفيق هو الفائز فى انتخابات 2012 . وفى هذا السياق، اعتبر السياسى المعارض عمرو عبدالهادى عضو جبهة "الضمير" أن رسالة السيسى المتعلقة بنزاهة انتخابات مرسي، لم تكن موجهة للمصريين - بحسب عبد الهادي - وإنما قصد السيسى بها توجيه رسالة لدولة "الإمارات" التى تأوى الفريق أحمد شفيق. وقال عبد الهادى، عبر حسابه الشخصى على "تويتر": "كلام السيسى (اليوم) عن نجاح مرسى مش موجه للمصريين، إنما موجه للإماراتيين، كان عندكم شفيق وراح". وفى تعليق ساخر على الخطاب، قال عبد الهادى: "السيسى لما بيرتجل بيقول و لا أم كلثوم، طبعا اعترافه بعدم تزوير الانتخابات متلزمناش، إنما يقول رئيس سابق وينسى عطية منصور، دى مهزلة حد يصحى عطية". إعلام السيسى يهاجم شفيق وتأكيدا لحدة الصراع بين "شفيق" و"السيسي" بدأ بعض الإعلامين - والذين تصفهم تقارير صحفية ب "الأذرع الإعلامية للسيسي" - فى مهاجمة الفريق أحمد شفيق بقسوة خلال الأيام الأخيرة، مطالبينه بالتوقف عن التدخل فى شئون مصر طالما يقيم فى دولة الإمارات. إضافة إلى اتهامه صراحة بمحاولة الإطاحة بالسيسي، وأنه يستغل تواجده خارج البلاد لعمل زعزعه داخلية فى مصر، بحسب قولهم. ووجه تامر أمين مقدم برنامج "من الآخر" عبر «روتانا مصرية» رسالة إلى الفريق أحمد شفيق قائلا: "يا سيادة الفريق، لا يوجد سياسى يعمل ويناضل فى السياسة من خارج بلده كما فعل أيمن نور مع الفارق؛ لأن الأمر يعتبر نوعا من التشهير بمصر والخيانة الوطنية". وأضاف قائلا "بعد أن أصبحت رئيسا لحزب "الحركة الوطنية" لا يوجد مبرر لبقائك خارج البلاد مهما كانت التهديدات أو المغريات، مطالبا شفيق أن يواجه الاتهامات الموجهة له فى مصر، لو كان يثق فى براءته ومن ثم يقود الانتخابات البرلمانية". فيما هاجمه الإعلامى يوسف الحسينى فى إحدى حلقات برنامجه "السادة المحترمون" قائلا: "الفريق شفيق يدير حزب "الحركة الوطنية" من الخارج بالفيديو كونفرانس وهو أمر مثير للدهشة، إذا كان الرفيق لينين لم يفعلها من قبل ولم يُدِر حزبه من خارج الاتحاد السوفيتى ولكن أدار الثورة مع رفاقه فى الداخل". وكانت جريدة "الشروق" كشفت الأسبوع الماضى عن أن دوائر مهمة بالسلطة فى القاهرة، أرسلت إلى الفريق شفيق رسالة واضحة بأن عليه أن «يوقف الأنشطة التى يقوم بها، والتى يسعى من خلالها إلى البقاء بالساحة السياسية فى مصر".