تواصل الدولة الإسلامية توسعها في العراقوسوريا، ويبدو أن كبحها بات أكثر صعوبة في الوقت الراهن، فبعد شهر من الآمال التي أحياها الجيش النظامي في العراق بعد السيطرة على تكريت، استطاع "داعش" الاستيلاء مدينة الرمادي العراقية يوم 17 مايو، حيث تعد هذه المدينة طريقهم نحو بغداد، وكذلك بسبب السد الذي يتحكم في مياه الفرات. هذا الأمر يعد كارثة فتنظيم لدولة الإسلامية أغلقوا بوابات السد، وانخفض منسوب المياه في النهر ، السكان عطشى خاصة مع الدخول في فصل الصيف وسط منطقة قاحلة بالفعل. مدن الخالدية والحبانية ، الآن خالية تماما من الماء. انقطاع المياه يؤدي إلى أزمة إنسانية كبيرة، هذا الأمر ليس فقط في هذه المناطق ولكن في الجنوب أيضا، يوضح رافال الفهداوي، زعيم قبيلة محلية تحارب "داعش" لصحيفة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية. والحبانية والخالدية من البلدات القليلة التي لاتزال تحت سيطرة الدولة والعشائر التي تساندها في محافظة الانبار التي يسيطر "داعش" على غالبية مناطقها. مدينة الرمادي لها بعد استراتيجي، لكن استعادة الجيش العراقي السيطرة على المنطقة سيكون أصعب من المعتاد، فتنظيم الدولة الإسلامية يستخدم الماء في استراتيجياته العسكرية حاليا، فهو يملك العديد من العناصر ذوي الخبرة في المناطق الشمالية، التي يسيطر عليها بالفعل، حيث توجد هناك أيضا عدد من السدود عناصر "داعش" لا يترددون في غمر الأرض بالماء لبطء التقدم المحرز من قبل الجيش العراقي والذي يعاني بعد ذلك من نقص في مياه الشرب. فهم يراقبون بشكل تام جميع مناطق القتال. عون ذياب، رئيس دائرة الموارد المائية سابقا، والخبير في شؤون المياه قال إن "هدف داعش ليس قطع المياه، إنما خفض المنسوب، للاستفادة منه لأغراض عسكرية، عندما ينخفض منسوب المياه، سيتمكنوا من التسلل من الرمادي إلى الخالدية ثم العبور إلى مناطق أخرى بشكل أسهل، المياه بدأت تنخفض والنهر بدأ يجف في عدة مناطق وهناك خطورة على مشاريع مياه الشرب". وبحسب رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت فإنه على قوات التحالف الدولي البدء بتنفيذ عملية عسكرية، تستهدف الرمادي بشكل عاجل وسريع لاستعادة السيطرة على السد أو قصف إحدى بواباته للسماح بتدفق المياه إلى الخالدية والحبانية. وينبع نهر الفرات من جبال طوروس التركية قبل توجهه إلى سوريا وبعد ذلك العراق، ليصل إلى شط العرب بعد أن يلتقي بنهر دجلة، ويصب في مياه الخليج.