جدد نقاد و رياضيون مصريون دعوات مشبوهة أطلقتها بعض الاتحادات الرياضية تطالب بعدم تنظيم بطولات تشارك فيها الشقيقة الجزائر، واعتبروا ذلك طريقة سلبية للتعبير عن الغضب للأحداث التي صاحبت المواجهة الكروية بين منتخبي مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم. وكان اتحاد رفع الأثقال المصري قد اعتذر عن تنظيم البطولة الأفريقية للعبة بسبب مشاركة الجزائر، كما اتخذ اتحاد كرة اليد قرارا مماثلا لكنه عاد وتراجع بعد أن تبين أن الجزائر نفسها ستكون هي المضيفة البديلة بعد اعتذار تونس والمغرب وليبيا عن ذلك. واعتبر علاء عزت رئيس القسم الرياضي بصحيفة الأسبوع المصرية، أن قرار اتحاد الأثقال خاطئ ومنفعل، مؤكدا أن الحل يكون بالمواجهة وليس بالمقاطعة، لأن الخاسر الأكبر في هذه الحالة رياضيا واقتصاديا وحتى سياسيا هي مصر، مشيرا إلى أنه "مع مرور الوقت بدأ صوت العقل يعود لإعلام البلدين مما يزيد الآمال في إمكانية حل الأزمة وليس إشعالها مجددا". وأشار عزت إلى وجود مبادرات رياضية من ليبيا التي رفعت جماهيرها في مباراة القمة الليبية الأسبوع الماضي لافتة كبيرة كتب عليها نعم للوحدة ولا للفرقة، وكذلك مبادرة الاتحاد الإماراتي بدعوة منتخبي مصر والجزائر للعب مباراة ودية في أبوظبي. وطالب الناقد الرياضي المصري بدعم هذه المبادرات وليس قطع الطريق عليها بالحديث عن مقاطعة بطولات ستنظم بعد عدة أشهر وعادة لا يحضرها إلا جمهور قليل للغاية مثل بطولات رفع الأثقال. ونوه عزت بلقاء جرى ضمن بطولة لتنس الطاولة استضافتها القاهرة بعد المواجهة الكروية التي جرت في الخرطوم، حيث جمع لاعبتين من مصر والجزائر وجرى في أجواء ودية أكدتها اللاعبة الجزائرية التي قالت إنها لم تشعر بأي توتر أثناء اللقاء رغم أن الأزمة كانت على أشدها في إعلام البلدين. وأكد أن من واجب الإعلاميين المصري والجزائري "استثمار روح هذا اللقاء وتأكيد الروح الأخوية التي سادته". بدوره قال الناقد الرياضي طه إسماعيل إن مخاوف المسئولين المصريين من وقوع احتكاكات بين الجماهير إذا ما شاركت الجزائر في بطولات تستضيفها مصر "أمر غير واقعي"، لأن كرة اليد ورفع الأثقال لا تستحوذان على كثير من اهتمام الجماهير في البلدين كما أن منافساتهما تجرى في صالات مغطاة يمكن السيطرة على النظام بداخلها بسهولة. وأضاف إسماعيل "الاعتذار والانسحاب طريقة سلبية للتعبير عن الاحتجاج، نحن لا نتحدث عن مقاطعة الجزائر، وما قدمه الإعلام المصري والمسئولون المصريون خلال الأزمة يكفي لإفهام الجانب الجزائري أن هناك غضبا مصريا مما حدث في الخرطوم". وأشار إسماعيل إلى عودة الهدوء في العلاقات بين الجانبين خاصة على المستوى الإعلامي مع مرور الوقت، وأكد أن العقلاء في البلدين لا يريدون إشعال الأزمة بل احتواءها. وذكّر طه بالاستقبال المتحضر من جانب جماهير النادي الأهلي المصري للاعب الجزائري بالفريق أمير سعيود خلال اللقاء الذي جرى مع فريق المقاولون العرب ومطالبتهم له بالبقاء وعدم الرحيل عن النادي.