تبارى أعضاء الشامخ فى المحاكم المصرية على إخراج أبرز ما ليدهم من تصريحات لا تليق بمنصة القضاة فتقسمت إلى (هو أنا قاعد هنا كيس جوافة؟.. إحنا ظلمة ومابنحققش العدل.. بلاش أفلام عربي ومش عاوز أسمع كلام تاني).. لم تكن تلك العبارات السابقة طرفا من حديث جانبي لعدد من المواطنين يجلسون على أحد المقاهي بشوارع القاهرة، لكنها وغيرها من العبارات الأخرى صدرت عن عدد من كبار قضاة القضاء المصري داخل قاعات المحاكم، أثناء نظرهم لقضايا مواطنين أغلبهم من معارضي السلطة الحالية في مصر. العبارات الغربية والشاذة السابقة لم تعد ظاهرة مستغربة في مصر داخل قاعات المحكمة، خلال العامين الماضين، حيث رصدت تقارير صحفية عشرات العبارات التي يدلي بها قضاة ومستشارون يفترض فيهم الدقة في الحديث ومراعاة الألفاظ بشكل كبير، خاصة أثناء جلوسهم على منصات العدالة، ونظرهم لقضايا المواطنين. و في محاولة رصد وتجميع عدد من التصريحات الغريبة، التي صدرت من المستشار "ناجي شحاتة" رئيس محكمة جنايات القاهرة، المشهور ب"عنتيل القضاء" أو "قاضي الإعدامات"، كنموذج للقاضي الذي يدلي بأغرب تصرحات في تاريخ القضاء المصري خلال تواجده على منصة القضاء، ونعرض تلك التصريحات كالتالي: 1 ناجي شحاتة: هو أنا قاعد هنا كيس جوافة؟ وخلال إحدى جلسات محاكمة 16 متهما فى أحداث مجلس الوزراء، احتدَّ المستشار محمد ناجي شحاتة، رئيس محكمة جنايات الجيزة، على أمين شرطة من قوة قسم الوايلي؛ بسبب حديثه لسكرتير الجلسة دون الاستئذان منه، قائلًا له: "بتكلم السكرتير ليه؟ هو أنا قاعد كيس جوافة هنا؟"، وهو التصريح الذي أثار استغراب جميع الحضور، حيث يفترض أن لا يصدر من رئيس محكمة ومستشار كبير يجلس على منصة القضاء. وحاول أمين الشرطة الاعتذار للمستشار، معللًا موقفه بأنه أحضر أحد المتهمين فى القضية متأخرًا وجاء لإثبات حضوره فى محضر الجلسة، ولم يكن يقصد إهانة المحكمة، وهو الأمر الذي رفضه شحاتة، وقرر حبسه 24 ساعة وتغريمه مبلغًا ماليًا يحدد فى نهاية الجلسة. 2 الحاجات اللي تحت مهمة وماينفعش نعيش من غيرها! وفي تصريح غريب ورد فعل غير متوقع، لم يعبأ المستشار ناجي شحاتة كذلك باستغاثات وشكاوى الشاب عبد الله مراد، الذي يواجه تهمة الانضمام لجماعة إرهابية وتشكيل خلية "أولتراس ربعاوى"، والذي كشف في إحدى جلسات محاكمته للقاضي "ناجي شحاته" أنه تعرض لأقصى أنواع التعذيب والإهانات داخل السجن، لدرجة قيام رجال الشرطة بضربه فى مناطق حساسة من جسده، ليجد القاضي ناجي شحاتة يرد عليه بكل سخرية وفتور قائلا: "المهم إنت دلوقتى كويس ولا إيه الأخبار، عشان دي حاجات مهمة مينفعش تعيش من غيرها". صدمة المتهم بتعليق القاضي واستغرابه من تجاهله استغاثاته الإنسانية، جعلته لا يتوقف كثيرا عند كلام القاضي، وتابع قائلا: "أنا مادخلتس قسم شرطة طوال حياتي، ووكيل النائب العام هددني من أجل الاعتراف قائلا: هتعترف ولا ألبسك 10 قضايا؟". وأوضح المتهم للمحكمة بأنه طالب في كلية هندسة، وأنه على قدر من الذكاء، وأنهم يتعلمون الإبداع في كليتهم، وأنه بفرض قيامه بتلك الجريمة، هل يعقل أن يقوم باستخدام سيارة والدته، وبطريقة تؤدي إلى إيذائها، أو إلى إلقاء القبض عليها، إلا أن القاضي كعادته لم يعبأ بكل هذا. 3 قناص العيون «ضابط غلبان» كان يقصد تفريق المتظاهرين وفي تناقض غريب من المستشار محمد ناجى شحاتة، الذي اعتاد السخرية من المتهمين، دافع "شحاتة"- في إحدى جلسات القضية المعروفة إعلاميا ب«أحدث السفارة الأمريكية»- عن الضابط الشهير بقناص العين، والمتهم بقنص عيون الثوار والمتظاهرين في أحداث محمد محمود الأولى. وفي تخلٍ عن وظيفة القاضي، ونزول لوظيفة الدفاع، قال "ناجي شحاتة" في أغرب تصريحاته على الإطلاق: "إن "الضابط الغلبان، الذى اشتهر سابقًا بقناص العيون لم يقصد أن تخرج الطلقة التي خرجت من سلاحه في عين أحد المواطنين، حيث كان يطلقها لتفريق المتظاهرين، ولأنها كانت على مدى قريب، 20 مترًا، خرجت الطلقة في عين متظاهر". تصريحات "شحاتة" شجعت دفاع المتهمين في تلك الجلسة أن يسيروا على سير ناجي شحاتة، حيث قال أحد المحامين: "المتهم يظهر في الفيديوهات حاملا سلاحا آليا، لكن لا يسمع دوي لإطلاق أعيرة نارية، وإنه بفرض تم إطلاق النار من هذه المسافة فلا يمكن أن تفضي إلى موت، وأن الضابط المذكور صدر له حكم بالبراءة". 4 شحاتة: "بلاش أفلام عربي ومش عايز أسمع كلام" وفي إطار التصريحات المثيرة للجدل، سخر المستشار محمد ناجى شحاتة من المعتقلة نعمة سيد، إحدى المتهمات فى القضية المعروفة إعلاميا ب"أحداث مجلس الوزراء"، قائلا لها: "بلاش أفلام عربي ومش عايز أسمع كلام". وكانت المعتقلة "نعمة سيد"- فور خروجها من قفص المحكمة ومثولها أمام القاضي في إحدى جلسات محاكماتها- قد أجهشت بالبكاء، قائلةً لهيئة المحكمة: "أنا عملت إيه علشان أتعامل المعاملة دي؟"، " لو هتحكم عليا احكم بالإعدام ولا يوم واحد فى السجن"، فما كان من القاضي ناجي شحاتة إلا أن استهتر ببكاء تلك الفتاة، وسخر منها بصوت غاضب قائلا: "بلاش أفلام عربي ومش عاوز أسمع كلام تاني". 5 هي مسح العربيات دي شغلانة؟ ومن السخرية من مشاعر المعتقلين وجرائم التعذيب التي يتعرضون لها، إلى السخرية من الوظائف والمهن التي يمتهنها بعض المتهمين، حيث واصل "المستشار محمد ناجي شحاتة سخريته من المتهمين داخل قاعات المحكمة وإدلاءه بتصريحات مثيرة للجدل. وخلال إحدى جلسات محاكمة المتهمين في أحداث مجلس الوزراء، سأل المستشار "محمد ناجي شحاتة" المتهم محمد عيد السيد، أحد المتهمين فى القضية عن طبيعة عمله، فرد عليه المتهم أنه "يعمل ماسح سيارات في منطقة وسط البلد، وطلب من المستشار ناجي شحاتة في الوقت نفسه أن يفرج عنه؛ حتى يتمكن من رؤية والده العاجز وأهله فى مركز مغاغة بمحافظة المنيا. فما كان من المستشار "ناجي شحاتة" إلا أن سخر من طبيعة عمله قائلا له: "هو مسح العربيات شغلانة يا محمد؟.. يعني إنت جي من مغاغة عشان تمسح عربيات؟"، بينما لم يوضح له القاضي ما هي طبيعة العمل الذي يليق به في ظل تفشي البطالة بين الشباب بنسبه كبيرة. 6 "عليا الطلاق الشاهد ما يعرف موكلك اتمسك إزاي!" وخلال إحدى جلسات محاكمة "مجلس الوزراء" كذلك، سمحت هيئة المحكمة لفريق الدفاع باستجواب أحد الشهود، وتوجيه أسئلتهم لشاهد الإثبات فى القضية. وفي رد فعل غريب على هيئات القضاء، قال المستشار محمد ناجى شحاتة، لعضوة بفريق الدفاع عن المتهمين، عقب إصرارها على مساءلة أحد شهود الإثبات عن كيفية ضبط موكلها، "عليا الطلاق الشاهد ما يعرف موكلك اتمسك إزاى". 7 "إنت بتحط مانكير" وخلال فض محكمة جنايات القاهرة الأحراز الخاصة بالمتهم محمد عبد الحكم، في القضية المعروفة إعلاميًا ب«خلية السويس »، واكتشاف أن الحرز الأول عبارة عن كرتونة ورقية لونها أزرق، تحتوى على عدد من الملاعق المصنوعة من الخشب والألمونيوم، إضافة إلى شانيور كهربائى وقطع خشبية. سخر المستشار شعبان الشامي من المتهمين قائلا: «إنتم جايبين مطبخ معاكم؟»، وحين تم اكتشاف وجود طلقات خرطوش ومقذوفين وصاعق كهربائي، فرد الدفاع: «ده لعبة»، فقال له القاضي: «هتلعب بيه»، كما عثر على 5 زجاجات بها سائل الأستون، وزجاجة بنزين، فقال القاضي بسخرية: "إنتو كمان بتحطو مانكير". 8 كنت وزعت الأحراز على زمايلك وفي إحدى محاكمات محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، في القضية المعروفة إعلاميا باسم قضية «لجان العمليات النوعية»، وقالت النيابة "إن الأحراز تضم 10 علب كارتونية، بها هواتف محمولة جديدة غير مستعملة، وبطاريات غير مستعملة، ووجود حرز خاص بالمهتم محمد حسن سليمان محمود، ودوائر كهربائية مع مشترك كهربائي". ووجه القاضي "ناجي شحاتة" سؤالًا ساخرًا لأحد المتهمين قائلا: "فين محمد حسن سيلمان، كل ده اتمسك معاك؟ كنت وزعت على زمايلك"، ليرد المتهم: "أنا مليش علاقة بالحاجات دي". 9 عمرو حمزاوي أبو شعر طويل؟ ومن السخرية من المتهمين المغمورين إلى السخرية "من الشكل" والشعر، تنوعت سخرية المستشار محمد ناجي شحاتة، من المصريين الذين يُذكر أسماؤهم أمامه في قاعة المحكمة، وهو يجلس على منصة القضاء. وخلال إحدى جلسات القضية المعروفة إعلاميًا بأحداث مجلس الوزراء، أكد أحد الشهود أن المقبوض عليهم في أحداث مجلس الوزراء بلغ عددهم 189 متظاهرًا على مدار يومين، ليسأله القاضى إذا ما كان أحد النشطاء البارزين حاول التوسط لإطلاق سراحهم، ليجيب الشاهد موضحًا أن الناشط "عمرو حمزاوى" هو من بادر بالتوسط لهم، ليعقب رئيس المحكمة بلهجةٍ ساخرة: أه أبو شعر طويل ده؟ وهو ما آثار ضحكات الحاضرين بالمحكمة.