جدد مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي الى اصلاح مجلس الأمن الدولي ومراجعة تركيبته الحالية بمنح افريقيا تمثيلا دائما وعادلا تصحيحا للظلم التاريخي الذي لحقها. وفي الكلمة التي ألقاها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة مسألة التمثيل العادل في مجلس الأمن وزيادة عدد أعضائه، شدد عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة على ضرورة إنصاف القارة الإفريقية والاعتراف بحقها وتصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بها وإنهاء تهميشها بإتاحة الفرصة لها لتكون ممثلة تمثيلا عادلا في مجلس الأمن. وقال شلقم في كلمته: لا شك في أن مجلس الأمن بتركيبته الحالية يعكس ميزان القوة الذي كان سائداً سنة 1945 عندما كانت معظم الدول الأعضاء الحالية في الأممالمتحدة ترزح تحت الاستعمار. وأضاف: لقد كانت القارة الافريقية أكبر متضرر من تلك الترتيبات التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك تركيبة مجلس الأمن الذي شكل في غياب أغلب دولها. وتطالب ليبيا بمنح افريقيا مقعدين دائمين بكل امتيازات المقاعد الدائمة وصلاحياتها الحالية، بما في ذلك امتياز النقض، وخمس مقاعد غير دائمة وفق المطالب الافريقية الواردة في توافق ازولويني واعلان سرت، على أن تمنح أحد هذين المقعدين الدائمين منذ الآن، وقبل أن تنتهي عملية المفاوضات الحكومية الدولية لكي تكون افريقيا على قدم المساواة مع المجموعات الإقليمية الأخرى في عملية المفاوضات الحكومية الدولية. وسبق أن انتقد الزعيم الليبي ورئيس الاتحاد الافريقي معمر القذافي مجلس الأمن بشدة خلال مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بنيويورك، ووصف مجلس الأمن بمجلس الرعب بسبب فشله في حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية سيادة الدول بتأشيره على الحروب وخضوعه لسيطرة الدول الخمس دائمة العضوية التي تنفرد بحق النقض. وقال شلقم: يقع على عاتقنا جميعا واجب تصحيح هذا الوضع والتخلص من الأنانية الوطنية والتفكير في طريقة تضمن الحفاظ على الأممالمتحدة كمحفل للعمل الجماعي المشترك لحفظ الأمن والسلم وتحقيق التنمية والازدهار والتمتع بالحقوق والحريات الأساسية للجميع. وعرض مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة مجددا في اجتماع الجمعية العامة اقتراح الزعيم معمر القذافي باجراء تغيير جذري على العضوية في الفئة الدائمة من خلال استبدال عضوية الدول بعضوية الاتحادات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي واتحاد أمريكا اللاتينية والآسيان والاتحاد الروسي والولايات المتحدةالامريكية وجامعة الدول العربية، على أن يكون الأعضاء الممثلون للاتحادات متساوين في الحقوق والواجبات، وأن يكون امتياز النقض لجميع الأعضاء أو لا يكون. كما تطالب ليبيا بنقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة ليصبح المجلس الأداة التنفيذية لقرارات الجمعية العامة "صاحبة الشرعية الحقيقية"؛ لأنها تعبر عن إرادة كل الدول الأعضاء، وهي "البرلمان الأممي"، وفق تعبيره.