رغم المعلومات والحقائق التي احتوى عليها البحث المفصل الوحيد حول ملابسات مرض وموت الرئيس الراحل ياسر عرفات ، والتي تثبت أنه مات غدراً، إلا أن من تباكوا عليه، ولا زالوا حتى اليوم يتباكون، لم يحركوا ساكناً لكشف الغموض في جريمة الاغتيال، بل أنهم حتى اللحظة يحاولون إبقاء الأمر طي الكتمان، واقتصار الذكرى على بعض النحيب والمرثيات، ليقتلوا عرفات في قبره بعد أن قتلوه في حياته. القضية والجريمة لا تتعلق بشخص أو أشخاص مهما علا شأنهم، ودرجة الخلاف أو الاتفاق معهم، لكنها قضية شعب بأكمله، وجريمة تمسه في الصميم، فمكانة عرفات وقضية فلسطين ومركزيتها، ليست أقل أهمية أو خطورة من أي قضية أخرى أو حادثة اغتيال في هذا البلد أو ذاك، لتُطوى أدراج المكاتب ويُنسى أمرها. حكام المقاطعة الجدد، وكل رموز السلطة هم في قفص الاتهام، والاتهامات والدلائل ضدهم قوية فلا أحد ينسى ماقاله مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات بسام أبو شريف وبعثه في رسالتين سلمهما لأبوعمار شخصياً (أرجو أن تحذر من الأكل والماء، ولا تشرب إلا من زجاجة تفتحها أنت بيدك، ولا تأكل هذه الأيام، إلا من معلبات مغلقة تفتحها أنت، ويشتريها الخلّص وصالحة زمنياً.) . وكان ملف وفاة ياسر عرفات قد أثار اهتمام الرأي العام الفلسطيني إلى حد كبير، بعد تكهنات بفرضية تسميمه، عززها طبيبه الخاص أشرف الكردي، الذي اتهم جهات بالسلطة أنها اخفت عنه مرض عرفات. وتقول المعلومات بأن السلطات الفرنسية تعرف كل التفاصيل المتعلقة باغتيال عرفات، وتقول أيضاً بأن السلطات الفرنسية قد قامت بتشكيل لجنة رسمية وطبية للتحقيق في معرفة أسباب وفاة الراحل عرفات، وقد تبين لاحقاً أن هذه اللجنة تهدف إلى (لفلفة) الأمر من اجل القضاء على الشكوك التي كانت ومازالت تتصاعد بأن ياسر عرفات قد تم استهدافه ومات مسموماً. وتبقى التساؤلات مطروحة حول الغموض الذي يلف بظروف وفاة الراحل أبو عمار. وما هي الأسباب والدوافع لدى السلطة الفلسطينية؟.. بإخفاء نتائج التحقيق وعرض التقرير الطبي الفرنسي على الجمهور...والسؤال الأهم من المسؤول عن تأخير نقل أبو عمار للعلاج في فرنسا حتى أحكم المرض قبضته على جسده النحيل قبيل وفاته..؟؟!!