على بعد أسبوع من لقاء قمّة يوصف بالتاريخي، ويجمع قادة بلدان مجلس التعاون الخليجي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما تزال ظلال من الشك تخيّم على علاقة تلك الدول بالإدارة الأمريكية الحالية التي سجّلت في عهدها تراجعات غير مسبوقة، وإخلالات بالتزامات واشنطن تجاه المنطقة قال مراقبون إنها وصلت حدّ تهديد جوهر العلاقة الاستراتيجية التي انبنت عبر عقود من الزمن بين الولاياتالمتحدة وبلدان الخليج العربي. وتمثّل العلاقة بإيران وملفها النووي المشكوك في سلميته، إضافة إلى ملفات فرعية ذات صلة بالسلوكات الإيرانية في المنطقة، لا سيما ملفات اليمن وسوريا والعراق، مدار الجدل بشأن العلاقة الأميركية الخليجية. ووضعت دوائر سياسية وإعلامية أمريكية عنوانا كبيرا لقمة كامب ديفيد المقررة ليومي الثالث عشر والرابع عشر من مايو الجاري، هو "طمأنة الحلفاء الخليجيين"، وتشمل "الطمأنة" إضافة إلى التهوين من شأن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، الالتزام بأمن بلدان الخليج واستقرارها. ووضع للشق الأخير معادل عملي واضح هو تركيز درع صاروخية لحماية بلدان الخليج من الصواريخ الإيرانية العابرة. وتعليقا على ذلك قال ملاحظون خليجيون إن تلك الدرع، على أهميتها، تظل مجرّد تفصيل دفاعي تقني لا تعجز دول الخليج بما تمتلكه من مقدرات مالية على توفيره. وذهب سامي الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية حدّ اعتبار العرض الأمريكي بتركيز درع صاروخية تخفيضا في سقف وعد أمريكي سابق بتركيز مظلة نووية لحماية بلدان الخليج. وتعني هذه الانتقادات لواشنطن أن ما هو مطلوب خليجيا من الولاياتالمتحدة، يتجاوز مجرّد التطمينات، إلى المطالبة بسياسات أمريكية واضحة في وقوفها إلى جانب القضايا المتصلة بأمن الخليجيين واستقرار المنطقة التي ينتمون إليها ككل، أي أن تنضم إليهم بشكل عملي في التصدّي إلى النفوذ الإيراني المتزايد في العراق وسوريا ولبنان واليمن. ونبّه دبلوماسي أمريكي سبق له العمل بمنطقة الخليج، حكومة بلاده بأن عليها أن تنتبه إلى أنّ الشركاء الخليجيين تغيّروا جذريا وأصبحوا أكثر قدرة على التكتل والالتفاف حول قضاياهم، كما أصبحوا أكثر ميلا للفعل والمبادرة، وهم يطلبون موقعا إزاء حليفتهم الولاياتالمتحدة يناسب وضعهم الجديد.