استمعت محکمة عسکرية في بريطانيا الى شهادة تفيد بأن القيادة العليا للجيش البريطاني سمحت رسميا باساءة معاملة السجناء العراقيين وعصب عيونهم في انتهاك واضح لمعاهدة جنيف. وأفادت صحيفة التايمز بأن الشهادة جاءت خلال محاکمة سبعة جنود متهمين بالضلوع في الحاق الاذى البدني بتسعة عراقيين في البصرة واساءة معاملتهم عام 2003م. ولاقى أحد السجناء وهو موظف استقبال في أحد الفنادق، يدعى بهاء موسى حتفه بعد 36 ساعة من عصب عينيه وتقييد يديه وضربه وحرمانه من النوم بعد اعتقاله في البصرة وهي ميناء في جنوب العراق اتخذته قوات الاحتلال البريطانية مقرا لها. وقال الميجور أنتوني رويسي الذي استدعي للشهادة أمام القاضي الذي ينظر بهذه القضية في معسکر بولفورد في ويلشير جنوب غرب بريطانيا انه تلقى تعليمات ممن هم أعلى منه في سلسلة القيادة لاستخدام تقنيات للتهيئة تتضمن فرض ضغوط على السجناء وعصب أعينهم لتهيئتهم للاستجواب التکتيکي. وأفاد تقرير التايمز بأن رويسي أخبر المحکمة بأنه تلقى بعد توليه مسئولية المعتقلين تعليمات من الميجور مارك روبينسون وهو مستشار الاستخبارات في الفرقة بتهيئة السجناء. وأفادت الصحيفة بأن الميجور رويسي قال انه خشي من أن يتعارض هذا مع التدريب على أساليب التعامل مع السجناء التي تلقاها في بريطانيا فقام بالتحقق من الامر مع المستشار القانوني للفرقة الميجور روسيل کليفتون، وکان الرد مرة أخرى هو أن التهيئة وعصب العيون مقبول. وقال رويسي: ان روبينسون أعطاني تعليمات باستخدام التهيئة في اطار عملية الاستجواب التکتيکية، واتصلت بعد ذلك بالميجور کليفتون للتأکد من أن ما أخبرت به صحيحا . وقال الشاهد وفقا للتقرير: لقد نفضوا أيديهم من الامر وترکونا أمامه. ومن المتوقع أن تستمر المحاکمة الجارية منذ ثمانية أسابيع حتى عام 2007م.