أفادت صحيفة "ذا إكسبرس تريبيون" الباكستانية: إن رفض إسلام أباد لطلب السعودية إرسال قوات وسفن وطائرات حربية للمشاركة في الحملة العسكرية باليمن لم يكن أمرا سهلا، فالتخوف الأكبر لدى صناع القرار حينها كان بشأن التداعيات المحتملة للقرار وتأثيره على علاقة باكستان بدول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية. وذكرت الصحيفة أن باكستان سعت دائما للحصول على دعم الدول العربية خاصة السعودية والإمارات عندما واجهت عزلة دولية بسبب الاختبارات النووية في 1998م أو الانقلابات العسكرية التي تسببت في فرض عقوبات من قبل الغرب شلت الاقتصاد الباكستاني. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين باكستانيين اثنين رفضا الكشف عن هويتهما أنه نظرا لاعتماد إسلام أباد على دول الخليج، فإن رفض الطلب السعودي أثار مخاوف المسؤولين الباكستانيين من إمكانية خسارة حليف موثوق فيه، حيث جرت مناقشات من خلال السلطة المدنية للدولة والمؤسسة العسكرية بشأن العواقب المحتملة المترتبة على رفض المشاركة في التحالف الذي تقود السعودية. وأضافت الصحيفة أن ما ساعد باكستان حقا على الثبات على قرارها هي تلك التطمينات الصينية بالاستثمار الاقتصادي وتقديم المساعدة بقدر لا يمكن لأي دولة عربية أن تقدم مثله. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الباكستانيين أن الممر الاقتصادي بين الصينوباكستان بقيمة 46 مليار دولار الذي وعد به الرئيس الصيني خلال زيارته الأخيرة لإسلام أباد كان واحدا من العوامل التي ساعدت باكستان على الثبات على موقفها على الرغم من الضغط الهائل من قبل الرياض حتى بعد قرار البرلمان الباكستاني بالإجماع التزام الحياد تجاه الأزمة اليمنية. وتحدثت الصحيفة عن أن زيارة الرئيس الصينيلباكستان جاءت وسط تصاعد الخلاف غير المسبوق بين إسلام أباد ودول الخليج بعد تهديدات إماراتية علنية وأخرى سعودية سرية بدفع باكستان ثمن رفضها الانضمام إلى التحالف. وأشارت الصحيفة إلى أن مسألة الخلاف بين باكستان ودول الخليج بشأن "عاصفة الحزم" جرت مناقشتها مع الرئيس الصيني الذي طمأن باكستان بأن بلاده ستقف خلف إسلام أباد في حال تضررت العلاقات بين باكستان والدول العربية. وأكد الرئيس الصيني على أن الممر الاقتصادي بين البلدين سيجعل إسلام أباد لا تتطلع إلى المساعدة الخارجية سواء من الغرب أو الدول العربية.