حذرت الفلبين، اليوم الأحد، من أن بكين تستعد لفرض "سيطرة بحكم الأمر الواقع" على بحر الصينالجنوبي، داعية نظرائها في جنوب شرق آسيا إلى "الوقوف بوجه" الجار العملاق، مطالبًا كل من (فيتناموماليزيا وبروناي) بأجزاء من بحر الصينالجنوبي الاستراتيجي، غير أن بكين تطالب بكامله تقريبًا ، مما يثير القلق في المنطقة. وقال وزير الخارجية الفلبيني ألبرت دل روزاريو لنظرائه في اجتماع لرابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور "إن الصين "تستعد للسيطرة بحكم الأمر الواقع على بحر الصينالجنوبي"، وذلك بحسب نص خطابه. وتحدث روزاريو عن حملة صينية لردم شعاب مرجانية متنازع عليها، تثير مخاوف من توسع القواعد الصينية الدائمة وصولًا إلى المحيط. وأضاف أن "التهديدات التي تمثلها عمليات الردم الكبيرة تلك حقيقية ولا يمكن تجاهلها أو إنكارها"، مُحذرًا من التداعيات الجيوسياسية "العاجلة والبعيدة". ويلتقي وزراء الخارجية قبل يوم على قمة لقادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تترأسها ماليزيا هذا العام، التي من المتوقع أن يكون النزاع البحري من مواضيعها الرئيسية. في حين أظهرت صور بالأقمار الصناعية في وقت سابق هذا الشهر أعمال حفر كميات هائلة من الرمل وإلقائها على شعاب مرجانية هشة تطالب بها الفلبين. ويقول محللون في مجال الدفاع "إن تلك الأعمال تخلق مساحات كبيرة من الأراضي يمكن أن تتسع لمدارج ومنشآت أخرى كبيرة". وتساءل روزاريو "ألم يحن الوقت ل (آسيان) لتقول لجارتنا الشمالية "إن ما تقوم به خطأ وأنه يجب وقف أعمال الردم الكبيرة فورًا". بينما تسعى مانيلا إلى حث ماليزيا مضيفة القمة على الخروج ببيان شديد اللهجة يوبخ الصين، وهو ما تجنبت الرابطة تاريخيًا فعله نظرًا لقوة بكين التجارية والدبلوماسية. ودعت مسودة بيان قبل الاجتماع إلى "ضبط النفس" وتجنب التهديد أو استخدام القوة، وإلى الحل السلمي للخلافات البحرية، لكنها تجنبت الانتقاد المباشر للصين. وحثت "آسيان" الصين لأكثر من عقد من الزمن على الموافقة على مدونة سلوك في البحر يمكن أن تضع قواعد تمنع دولاً منافسة تطالب بأجزاء من البحر، من اتخاذ خطوات تشعل الوضع. وقال "روزاريو" إنه من المرجح أن تنهي الصين مشاريع الردم قبل الموافقة على مدونة سلوك قد تصبح "غير مجدية". وحذر رئيس الفلبين بنينيو اكينو في مقابلة مع وكالة فرانس برس مؤخرًا من أن تحركات الصين "ستولد الخوف لدى باقي دول العالم" وقد تهدد حرية الملاحة. كما اتهمت مانيلا أيضًا خفر السواحل الصينيين بالتحريض على المواجهات الأخيرة مع سفن الصيد الفلبينية. وقدم "روزاريو" لنظرائه بيانات تظهر "أن عملية الردم الصينية تدمر شعابًا مرجانية لا يمكن تعويضها وضرورية للتنوع البحري". بينما ترفض الصين الانتقادات وتقول "إنها حرة التصرف في مياه خاضعة لسيادتها "بشكل لا يقبل الجدل".