طلبت جهة أمنية سيادية مصرية فتح تحقيق عاجل حول ملابسات استشهاد يوسف أبو زهري شقيق سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حركة "حماس" يوم الاثنين في سجن برج العرب شديد الحراسة، في ظل شكوك في رواية وزارة الداخلية المصرية حول أسباب وفاة المعتقل الفلسطيني. وطلبت تلك الجهة الأمنية تقرير الصفة التشريحية للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة، وإذا ما كانت الوفاة بسبب نزيف في المخ، أم نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية وفشل كلوي وكبدي كما تردد. وكان اللواء حمدي عبد الكريم المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية نفى أن يكون يوسف أبو زهري "توفي من جراء التعذيب، مؤكدا أن الوفاة طبيعية بسبب هبوط في القلب، وأن الوزارة لديها تقارير طبية رسميه تؤكد أن السجين كان يعاني من أمراض مزمنة منها الالتهاب الكبدي الوبائي وان الوفاة نتيجة ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وأزمة قلبية. وتقول مصادر أمنية مصرية إنه تم القبض على يوسف أبو زهري في يونيو الماضي في مدينة العريش الذي دخلها عبر احد الأنفاق في أبريل الماضي خلال مداهمات أمنية للبحث عن أعضاء ما أطلق عليها خلية "حزب الله"، وظل لفترة مراقبا خلال مدة إقامته في أحد منازل العريش قبل أن يتم القبض عليه هو وصاحب المنزل من قبل مباحث أمن الدولة. حماس تطالب مصر بالإفراج عن المعتقلين وعلى خلفية وفاة يوسف أبو زهري عقد أهالي معتقلين من حركة حماس مؤتمرا صحفيا في غزة أمس الأربعاء للمطالبة بالإفراج الفوري عن أبنائهم الذين تعتقلهم السلطات المصرية، وأكدوا أن أبناءهم يتعرضون لتعذيب شديد من أجهزة الأمن المصرية وأن لديهم الوثائق التي تثبت ذلك. وطالب ممثلون عن الأهالي الرئيس المصري حسني مبارك بالتدخل الفعلي والجاد من أجل إطلاق سراح أبنائهم. وتعتقل السلطات المصرية في سجونها 24 فلسطينيا عدد منهم أمضوا سنوات دون أن يقدموا لمحاكمة ويتم التجديد لهم تلقائيا، ومن بينهم القيادي في كتائب عز الدين القسام أيمن نوفل المعتقل منذ 22 شهرا، ومعتقل آخر من عائلة القوقا منذ خمس سنوات. وكشف أهالي المعتقلين في السجون المصرية في بيان لهم أن "الأمن المصري يحاول أن يسحب اعترافات من أبنائهم حول أماكن توجد المجاهدين وتواجد القيادة العسكرية لحركة حماس وأماكن تصنيع المعدات العسكرية". وجاء حادث الوفاة للعضو في كتائب القسام يوسف أبو زهري في الوقت الذي تسعى فيه القاهرة إلى إبرام اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس، وأعاد إلى الواجهة التوتر القائم بين مصر وحماس منذ فوز الأخيرة بالانتخابات التشريعية الفلسطينية مطلع 2006 وسيطرتها على القطاع منتصف 2007.