تظاهر عدد كبير من طلبة جامعة الشرق الأدنى في جزيرة قبرص التركية تنديداً بالمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مجزرة بيت حانون، حيث ارتقى فيها عشرون فلسطينياً جميعهم من النساء والأطفال. وخرج المئات من الطلبة الأتراك لمشاركة الطلبة الفلسطينيين غضبهم على ما حدث لأهالي بلدة بيت حانون، التي تعرضت لعدوان صهيوني على مدى ثمانية أيام، قتل الاحتلال خلالها ما يزيد عن خمسة وتسعين فلسطينياً. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالمجزرة الصهيونية المروعة، والتي ارتكبت على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وردد المشاركون عبارات تدعو للعمل على وقف آلة القتل الصهيونية الموجهة ضد المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية وبخاصة الأطفال. كما تم إحراق العلمين الصهيوني والأمريكي في المظاهرة، تعبيراً على السخط من ذلك الدعم الذي تتلقاه القيادات الصهيونية من واشنطن للاستمرار بالقتل، مطالبين بالعمل على وقف ذلك الدعم الأعمى من الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ إنشاء الكيان الصهيوني. هذا وقد جاب المتظاهرون أنحاء مختلفة في داخل الحرم الجامعي لينضم عدد أكبر من الطلبة الأجانب، وبخاصة الأتراك الذين يكنون كل الاحترام للقضية والشعب الفلسطيني ويحمّلون الكيان الصهيوني مسؤولية ممارسة شتى أنواع الظلم على الشعب الفلسطيني. وكان الاتحاد العام لطلبة فلسطين قد دعا إلى تلك المظاهرة، مؤكداً أنّ "العمل على نشر القضية الفلسطينية هو جزء لا يتجزأ من وظيفة وعقلية الطالب الفلسطيني في شتى جامعات العالم لإيصال المعلومة الصادقة للآخر، والتي تعجز وسائل الإعلام العربي عن إيصالها، لتسبقها وسائل الإعلام الصهيونية في إيصال المعلومة التي لا تلامس حقيقة الجرح الذي يعاني منه الطفل الفلسطيني، فهي تقلب الحقائق وتصور الجاني على أنه الضحية". وفي نهاية المظاهرة تم إلقاء كلمة باللغات العربية، الإنجليزية، والتركية، تم خلالها استعراض الحالة الفلسطينية وآخر الجرائم الصهيونية في بلدة بيت حانون في شمالي قطاع غزة، وطالب المتحدثون المجتمع الدولي بالوقوف على مسؤولياته وحماية المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية. كما وانتقد المتحدثون بشدة المجتمع العربي والإسلامي "الذي ما زال كسولاً ولا يحرك ساكناً أمام آلة القتل والبطش الصهيونية"، مبدين استغراباً من عجز وصمت المنظمات الدولية أمام الوحشية الصهيونية. من جانبه؛ قال محمد دلول، من قطاع غزة، وهو أحد المشاركين في المظاهرة، إنه لمس من الطلبة الأتراك المشاركين في المظاهرة تعاطفاً كبيراً مع الشعب الفلسطيني، ومع ما يتعرض له من قتل يومي بفعل الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى أنّ حجم المشاركين في المظاهرة كان مميزاً بالقياس إلى مظاهرات أخرى تجري في الجامعة.