كشف تقرير أصدرته جمعية عبرية مناهضة ل"الاستيطان" في الجزء الشرقي من مدينة القدسالمحتلة أنه جرى خلال النصف الأول من العام 2009 الحالي بناء 150 وحدة سكنية جديدة أضيفت إلى البؤر الاغتصابية المحيطة بالبلدة القديمة. وقالت جمعية "عير عميم" العبرية المناهضة ل"الاستيطان" في تقريرها الذي نشرته وسائل إعلام عبرية، إنه يسكن في الوحدات السكنية ال150 الجديدة حوالي 750 صهيونيًّا إضافة إلى ألفين يقطنون في البؤر الاغتصابية المقامة في قلب الأحياء العربية في الجزء الشرقي من مدينة القدسالمحتلة. وأكد التقرير أن هذه المغتصبات أنشأت تواصلاً سكانيًّا يهوديًّا في الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، ويسكنها مغتصبون في المنطقة التي تشكل لب الخلاف الفلسطيني - الصهيوني. وأضاف التقرير أنه يجري الإعداد في هذه الأثناء لبناء أكثر من 150 وحدة سكنية جديدة في الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة تشمل بناء 104 وحدات في حي رأس العامود و20 وحدة في سلوان ونحو 30 وحدة في موقع فندق "شيبرد" في حي الشيخ جراح. وأشار التقرير إلى أن حركتي "إلعاد" و"عطيرت كوهانيم" "الاستيطانيتين" الصهيونيتين هما اللتان تعدَّان مخططات البناء هذه، وأن هذا النشاط "الاستيطاني" جزءٌ من عملية إستراتيجية منظمة ومنسقة مع السلطات الحكومية وبلدية القدس، وهذه الجهات هي التي تدفع نحو تنفيذ الأنشطة "الاستيطانية". وأكدت الجمعية العبرية أن "هدف المخططات التي تم كشفها مؤخرًا، والإخلاء الذي يرافق ذلك هو توسيع المغتصبات بشكل كبير؛ الأمر الذي يثير القلق". وأوضحت أنه في حالات عدة تقطِّع هذه المغتصبات أوصال الأحياء الفلسطينية وتمس حياة السكان، محذرة من أن هذه الأنشطة الاغتصابية قد تشعل هذه المنطقة البالغة الحساسية. وقال تقرير "عير عميم" إن حوالي ألف مغتصب في الأحياء العربية يقطنون في حارة النصارى وحارة المسلمين في البلدة القديمة، كما يسكن 170 مغتصبًا في حي الطور، و250 في رأس العامود، و280 في سلوان، و50 في الشيخ جراح، في حين يقطن بضع مئات من المغتصبين في الحي الاغتصابي الجديد "نوف تسيون" الواقع في قلب حي جبل المكبر. وجاء عن هذا التقرير في وقتٍ كشفت فيه صحيفة "هآارتس" العبرية عن تراجع واشنطن عن طلبها تجميد "الاستيطان" بالكامل، وموافقتها على اقتراح لحكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية بتجميد غير شامل لأعمال البناء في المغتصبات في الضفة الغربية بصورة مؤقتة، إلى جانب التراجع عن طلبها تجميد البناء في الأحياء والبؤر "الاستيطانية" في الجزء الشرقي من مدينة القدسالمحتلة. ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر سياسي ضمن وفد نتنياهو الذي يقوم بجولة أوروبية قوله إن الأخير اقترح على المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل خلال لقائهما في لندن الأربعاء اقتراحًا جديدًا بشأن حل الخلاف حول البناء في "المستوطنات" في الضفة الغربية. وأضاف المصدر ذاته أن الاقتراح يشمل تجميد أعمال البناء في مغتصبات الضفة الغربية لمدة تسعة شهور باستثناء مواصلة بناء 2500 وحدة سكنية بادعاء الشروع في بنائها مؤخرًا، وبناء مدارس وروضات أطفال، ولا يشمل تجميد البناء في الجزء الشرقي من مدينة القدسالمحتلة. وحسب الصحيفة العبرية فإن الولاياتالمتحدة وافقت على طلب نتنياهو إزالة موضوع البناء "الاستيطاني" في الجزء الشرقي من مدينة القدسالمحتلة من المفاوضات بشأن مستقبل البناء في "المستوطنات"، وأن الأمريكيين لن يطلبوا من الكيان أن يجمِّد أعمال البناء فيها.