العراق قديماً وحديثاً موقع "الإنكسار الأمريكى" بناءاً على تسجيلات التاريخ منذ حربها المزعومة بقيادة سفاحها "جورج بوش"وتبدء القصة من جديد الولاياتالمتحدةالأمريكيةوتركيا على اتفاق في يوم 19 فبراير لتدريب وتجهيز قوة جديدة من المتمردين السوريين (المعارضة) كجزء من خطة أوسع لتطوير القوات البرية في سوريا اللازمة لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية». وعملت الولاياتالمتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية والأردن لتطوير الخطة، ومُؤخرا انضمت قطر كعضو أساسي للبرنامج التدريبي. وسيتم إنشاء المعسكرات التدريبية الأولية في تركياوالأردن، تليها المملكة العربية السعودية وقطر. وفي ظل غياب القوات الأمريكية في سوريا وغياب أي شريك ممكن بين المتمردين، فقد قررت الولاياتالمتحدة إنشاء قوة برية خاصة بها. ورغم ذلك؛ فإنه ومع جميع خيارات الولاياتالمتحدة في سوريا، فإن الخطوة تنطوي على مخاطر كبيرة. الخطط الأمريكية وتقوم الخطة الأمريكية على نشر حوالي ألف جُندي أمريكي في المنطقة تحت قيادة الجنرال الأمريكي «مايكل ناجاتا». وستضم هذه القوة بضع مئات من المدربين الذين سوف يتعاونون مع نظرائهم في الاستخبارات والخدمات العسكرية من تركيا والسعودية والأردنوقطر. وسيقومون جميعًا بتدريب قوات المتمردين السوريين الجديدة على تكتيكات عسكرية أساسية وأسلحة نارية واتصالات وقيادة وسيطرة. كما أعلنت الولاياتالمتحدة في 18 فبراير أنه تمّ بالفعل فحص 1200 معارضا سوريًأ من الفصائل المُعتدلة بهدف تضمينهم في البرنامج. ورغم ذلك؛ تتوقع الولاياتالمتحدة توظيف الجزء الأكبر من هذه القوات من بين السكان اللاجئين السوريين الفارين إلى كلٍ من تركياوالأردن. ومن المقرر أن يبدأ التدريب في ربيع هذا العام لما يقرب من خمسة آلاف مقاتل، وهو العدد الذي سيتم تدريبه كل عام. وسوف تتولى تركيا مهمة تدريب حوالي ألفين من هؤلاء. كما أشار تقرير «وول ستريت جورنال» في 17 فبراير/ شباط أن الولاياتالمتحدة تخطط أيضًا لتوفير تدريب المتمردين في إطار برنامج يتضمن نفس الخطوات بالإضافة إلى قوة قتال إضافية مُجهزة بشاحنات صغيرة تم تجهيزها خصيصًا يمكنها الاتصال لطلب ضربات جوية أمريكية متى لزم. وسيكون البرنامج التدريبي الجديد واحدًا من أكبر التزامات الولاياتالمتحدة في سوريا حتى الآن، ولكن هناك احتمالية للانهيار أو الارتداد بنتائج عكسية. الدعم السابق للمتمردين ليست هذه هي المرة الأولى التي تورط فيه الولاياتالمتحدة نفسها في تدريب المتمردين السوريين. فقد قامت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في المنطقة بتدريب صغير ومحدود بالإضافة إلى عملية تجهيز برامج عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية. ورغم ذلك؛ فإن النتائج لم ترق إلى مستوى التوقعات. صعود حركة المقاومة الإسلامية المعروفة باسم «جبهة النصرة» على وجه الخصوص صعّب للغاية على الولاياتالمتحدة دعم ما يُسمى بقوات المتمردين السورية المعتدلة. لقد طلبت الولاياتالمتحدة من المتمردين الذين تدعمهم إثبات أنهم قطعوا علاقاتهم مع «جبهة النصرة» للتركيز على محاربة «الدولة الإسلامية». لكن الفصائل المتمردة المعتدلة تجد نفسها غير قادرة على الصمود في وجه آلة النار لقوات «بشار الأسد»، ولا يجدون حليفًا لهم – ساهم بدور حاسم في العديد من المعارك – سوى «جبهة النصرة». الفصائل المتمردة المعتدلة التي دعمتها الولاياتالمتحدة بأسلحة في الماضي تؤكد أن شحنات الأسلحة كانت نادرة، فضلاً عن عدم كفايتها وكونها لم تصل إلى مرحلة القوة بشكل كافي. ومع ذلك؛ فإن خطوة المساعدة بالأسلحة جعلت فصائل أخرى من المتمردين الأكثر تطرفًا تعمل على وصف المعتدلين بالمتعاونين مع الولاياتالمتحدة، ثم توسّعوا في وصمهم بالمتعاونين مع حكومة «الأسد». وتعزز حقيقة أن الولاياتالمتحدة تجنبت استهداف قوات «الأسد» لكنها تعقّبت مقاتلي «جبهة النصرة» كما حدث مُؤخرًا في 19 فبراير هذا الادعاء، ما يقوي من أنباء ضعف الفصائل المعتدلة. ونتيجة لذلك؛ فإن العديد من الجماعات الإسلامية المسلحة القريبة من الجيش السوري الحر و«جبهة النصرة» مثل أحرار الشام قد تبنت وجهة نظر «جبهة النصرة» التي هي عدو لكل من واشنطنودمشق. قوات المتمردين المعتدلين الذين جهزتهم الولاياتالمتحدة - ولا سيما في شمال سوريا - لم يتمكنوا من صد هجمات «جبهة النصرة» وحلفائها. ومن أشهر هؤلاء الجبهة الثورية السورية وحركة حزم. وقد استسلم مقاتلون من حركة حزم وعدد من مجموعات الجيش السوري الحر الأخرى التي تدعمها الولاياتالمتحدة، وبعضهم انشق وانضم ل«جبهة النصرة» على مدى الأشهر القليلة الماضية. وفي مواجهة غضب «جبهة النصرة»، فإن القوات الأساسية لحركة حزم اضطرت لطلب الحماية من الجبهة الشامية؛ وهو تحالف من المتمردين تمّ تشكيله مُؤخرًا في محافظة حلب. وقد ادعت حركة حزم - على سبيل المثال - أن مقاتليها لم يكن لديهم خيار آخر نظرًا للقوة غير المتناسبة مع «جبهة النصرة»، ولكن هذه الأحداث جعلت واشنطن أكثر ترددًا لزيادة الدعم للمتمردين المعتدلين في شمال سوريا. ورغم ذلك؛ فإن الوضع مختلف في جنوبسوريا إلى حد كبير؛ حيث إن وحدات الجيش السوري الحر من الجبهة الجنوبية أكثر فاعلية بكثير في التعبئة وتنظيم قواتهم. وقد استفادت هذه الوحدات من زيادة الدعم والتوجيه من مركز قيادة العمليات في الأردن، والذي تلعب فيه الولاياتالمتحدة دورًا رئيسيًا. وكان استمرار دعم الولاياتالمتحدة وحلفائها عاملاً مُهمًا في انتصارات عديدة على الجبهة الجنوبية على مدى العام الماضي. وعلى الرغم من هذا النجاح - ورغم النفي الرسمي المتكرر – فإن الجبهة الجنوبية تعمل في كثير من الأحيان بشكل وثيق مع وحدات «جبهة النصرة». وعلى الرغم من أن مقاتلي الجيش السوري الحر في الجنوب البالغ عددهم حوالي 30 ألفًا قد تجاوزوا عدد قوات «جبهة النصرة»، إلا إن الأخيرة أثبتت جدواها في هجمات ضد المتمردين؛ حيث يعملون في كثير من الأحيان بوصفهم قوات صدمة تقود الهجمات ضد مواقع الموالين. جهد جديد لا يمكن للولايات المتحدة كسب حملتها ضد «الدولة الإسلامية» دون إنزال قوات برية، ما يضع واشنطن في موقف صعب. المناخ السياسي في الداخل الأمريكي يعارض تمامًا إرسال قوات برية أمريكية. وفي العراق؛ يمكن للولايات المتحدة أن تعتمد بسهولة على القوات المحلية مثل البشمركة الكردية والجيش العراقي، على الرغم من أوجه القصور في هذه القوات المحلية. ورغم ذلك؛ فقد أظهرت قوات المتمردين في سوريا رغبة في التخلي عن قتالهم ضد «بشار الأسد» من أجل السير وراء تحقيق مصالح الولاياتالمتحدة في هزيمة «الدولة الإسلامية» أولاً. وحتى إذا كان من الممكن إقناع المتمردين بذلك؛ فإن هجمات الموالين المستمرة على معاقل المتمردين من شأنها أن تعرقل إلى حد كبير مثل هذه الجهود. الحرب الأهلية في سوريا عبارة عن منافسة بين قوى ثلاث، تُعرف على نطاق واسع باسم المتمردين والموالين للأسد و«الدولة الإسلامية». وتأمل الولاياتالمتحدة تجاوز المعركة بين «الأسد» والمتمردين من أجل الذهاب مباشرة لتعقب «الدولة الإسلامية» والقضاء عليها. وثمة خيار واحد لتحقيق هذا الهدف هو زيادة الدعم لوحدات حماية الشعب الكردي. وقدمت الولاياتالمتحدة خلال معركة «عين العرب» الدعم الجوي المباشر لقوات حماية الشعب الكردي. ومع ذلك؛ فإن السكان الأكراد في سوريا أقلية متميزة قادرة إلى حد كبير على إبراز وجودها خارج المناطق الكردية التي يسكنونها في شمال سوريا. وعلاوة على ذلك؛ يجب على الولاياتالمتحدة تضمين تركيا في التعامل مع «الدولة الإسلامية» في سوريا بحكم موقف تركيا الجغرافي واللوجستي والعسكري. ورغم ذلك؛ تقف تركيا بشدة ضد تعزيز القوات الكردية بأي وسائل؛ خوفًا من أن مثل هذه السياسات سوف تعيد إشعال الحركة الكردية المتشددة في الداخل. ويهدف البرنامج التدريبي الذي ترعاه الولاياتالمتحدة إلى التحايل على مطبات دعم اللاعبين الحالية عن طريق إضافة قوة جديدة – على أمل أن تكون أكثر موثوقية - في هذا المزيج. وخلافًا للقوات المتمردة المتباينة بالفعل على أرض الواقع، فإنه يمكن استخلاص القوة الجديدة من اللاجئين في تركياوالأردن، ما يجعل من السهل على المسئولين الأمنيين والعسكريين في الولاياتالمتحدة فحص ورصد وتقديم المشورة للقوات بمساعدة وكالات الاستخبارات الإقليمية. وتعتزم الولاياتالمتحدة أيضًا أن تكون بمثابة قوة لوجستية رئيسية وراء القوة التي يتم تشكيلها فضلاً عن دفع رواتب المقاتلين. ما تبقى من برنامج قديم وحلفاء سابقين وفي الوقت نفسه؛ فإن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يواصلون دعم قوات المتمردين السورية بالفعل على أرض المعركة. وقلصت الولاياتالمتحدة دعمها للفصائل المتمردة في الشمال، لكن تركيا صعدت لتلعب دورًا مساندًا. وسمح تحالف الجبهة الشامية التي تمّ إنشاؤها في ديسمبر ووحدت ثلاثة من الفصائل المتمردة المفضلة لأنقرة – حركة نور الدين زنكي وجيش المجاهدين وكتائب التوحيد - لتركيا بكسب نفوذ كبير. كما تمدّ تركيا الفصائل المتمردة في الشمال بخطوط الإمداد المهمة التي تعمل من تركيا إلى محافظة حلب، ما يعزز نفوذها في المفاوضات المحتملة مع شركائها على الاتجاه المستقبلي لسوريا. كما يسمح ذلك لأنقرة بالضغط على حكومة «الأسد» في إطار تحركات أوسع ضد «الدولة الإسلامية». وفي الجنوب؛ هناك الأردن لاعب رئيسي على أهبة الاستعداد. ومع قتل «الدولة الإسلامية» للطيار الأردني الذي قبضت عليه فقد أعربت عمان عن رغبتها في القيام بالمزيد من المهام ضد الجماعات المتطرفة. وبدعم من الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، تستعد الأردن لدعم استراتيجيات التحالف في المستقبل داخل سوريا، وخاصة بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي. وفي الواقع؛ كان الأردنيون بالفعل عاملاً مُهمًا في نجاح متمردي الجبهة الجنوبية. مخاطر وقيود على الرغم من أن برنامج التدريب الجديد هو محاولة لتجنب تعقيدات دعم الفصائل المتمردة، إلا إنه لا يزال ينطوي على مخاطر. حتى في هذه المرحلة المبكرة؛ فإن هناك احتمالية أن تتورط القوة الجديدة في معارك قوات «الأسد». وعلى الرغم من كل الإجراءات القائمة لتوجيه جهود المجموعة الجديدة، إلا إنه ليس هناك ما يضمن أن الولاياتالمتحدة قد تمنعها من الاشتباك في نهاية المطاف مع القوات الموالية. وقالت دمشق أيضًا إن قواتها سوف تقوم بمهاجمة أي مجموعات أجنبية لم تتعاون مع الحكومة، ما يزيد من فرصة أن القوة الجديدة سيكون لها أن تتعامل مع نفس عوامل الإلهاء والتشتيت مثل المجموعات المتمردة الموجودة. كما استثمرت إيران بشكل كبير في الحفاظ على نظام «الأسد». تدخل أمريكي أكثر مباشرة في الصراع السوري من خلال هذه القوة الجديدة - لا سيما إذا كان اشتباكات مع موالين - سوف تهدد المفاوضات الحاسمة بين واشنطن وطهران. ونشرت إيران وحدات من الحرس الثوري الإسلامي مع القوات الموالية للأسد، ما يزيد من مخاطر وقوع اشتباكات مباشرة مع قوات المتمردين الجديدة المدعومة من الولاياتالمتحدة. ورغم ذلك؛ فإن من المخاطر الأكثر أهمية، هو أن الانقسام بين الإيرانيينوالولاياتالمتحدة تجاه سوريا يمكن أن يمتد إلى ما تعتبره الولاياتالمتحدة المسرح الأكثر أهمية؛ العراق. ويمكن أن تُشكل المليشيات الشيعية المدعومة من إيران خطرًا على القوات الأمريكية المتمركزة هناك في حال دخلت الولاياتالمتحدة في صراع مباشر مع إيران في سوريا. وعلى رأس هذه المخاطر الكبيرة عدم وجود ما يضمن أن القوة الجديدة ستنجح في هزيمة «الدولة الإسلامية». ومن المقرر أن يتم تدريبهم سنويًا، ولكنهم فقط خمسة آلاف مقاتل مُحدد يتم تدريبهم سنويًا، ما يقيد حجم المقاتلين. ويمكن لجيش المتمردين أن ينجح فقط إذا أصبح نواة لمجموعات سورية مُعتدلة أخرى، ومن ثمّ يبدأ المتمردون بجهد مُوحد يتماشى مع مصالح الولاياتالمتحدة. ومع العديد من المضاعفات التي قد تعرقل هذه العملية؛ فإن هذه النتيجة مُستبعدة جدًا. ومع ذلك؛ فإنه من أجل هزيمة «الدولة الإسلامية»، تحتاج الولاياتالمتحدة إلى قوات برية. وفي ظل عدم وجود خيارات أخرى مقبولة، فإن واشنطن اختارت أقل الخيارات سوءً من بين العديد من الخيارات الرهيبة.