جاءت تصريحات الزعيم الدرزي والنائب اللبناني وليد جنبلاط، رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" البرلمانية لتثير موجة من التكهنات حول مستقبل علاقته بتحالف قوى 14 آذار، الأمر الذي يشكل تهديدا لتحالف الأكثرية في حال إعلان انسحابه منه رسميا. وبحسب مراقبين فإن التصريحات التي أدلى بها جنبلاط في كلمة خلال افتتاح الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب "التقدمي الاشتراكي" وقال فيها إن تحالفه مع قوى 14 آذار "كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر"، قد تشكل تهديدا حقيقيا لبقاء للتحالف، خاصة وأن كتلة جنبلاط تضمن بقاء الأغلبية النيابية لصالح قوى "14 آذار". وأكد جنبلاط في تصريحاته على أن الواجب على حزبه "إعادة التفكير بتشكيلة جديدة من أجل الخروج من الانحياز، وعدم الانجرار إلى اليمين"، داعياً إلى "العودة إلى الأصول والثوابت وإلى اليسار." ورأى أن "الانتخابات النيابية أفرزت نتاجاً طائفياً يجب التخلص منه"، مستغرباً في هذا الاطار القول "إن فريقه انتصر في هذه الانتخابات"، وأوضح "ننتصر عندما نعطي العمال حقوقهم، وننتصر عندما نخرج من اليمين." واعتبر أن فريق 14 آذار "لم يخض معركة ذات مضمون سياسي"، وكل معركته كانت قائمة على رفض الآخر من موقع مذهبي وقبلي وسياسي". وانتقد جنبلاط علاقته السابقة بالإدارة الأمريكية التي ترأسها جورج بوش بالقول: "ذهبنا إلى اللا معقول عندما التقينا موضوعياً مع المحافظين الجدد في أمريكا، من اجل حماية ما يسمى ثورة السيادة والحرية والاستقلال، هذا لقاء في غير طبيعته وفي غير سياقه التاريخي، أن نلتقي مع الذين عمموا الفوضى في منطقة الشرق، والذين دمروا العراق وفلسطين." وتابع: "ربما كنا نستطيع ألا نذهب، ولكن ما حدث قد حدث وذهبنا ولم تكن تلك إلا نقطة سوداء في تاريخ الحزب الأبيض". يذكر أن البرلمان اللبناني يضم 128 نائباً، ينتمي 71 منهم لقوى الأكثرية بواقع 67 نائباً يمثلون أحزاب تلك القوى وأربعة نواب مستقلين مقربين منها، في حين أن للمعارضة 57 نائباً، أما كتلة جنبلاط فتضم 11 نائباً، ومن دونها يتراجع ثقل الأكثرية إلى ما دون نصف المقاعد. من جانبه أصدر تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري بيانا ردا على جنبلاط، فيه تمسكه بمبادئ ثورة الأرز وبقاء شعاره "لبنان أولا". وقال البيان إن تيار المستقبل "مؤمن بحق أي فريق سياسي في اختيار الموقع الذي يناسبه، إلا أن مصلحة المواطن اللبناني تأتي قبل أي حزب تحت سقف الدستور". وألمح تيار المستقبل إلى أنه "إذا أراد البعض أن يذكّر بتاريخه فلا بأس، شرط ألا نعود إلى التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن" وبحسب مراقبين للشأن اللبناني فإنه ورغم سحب جنبلاط في وقت سابق ممثله من الأمانة العامة لقوى 14 آذار، إلى أن جنبلاط لم يعلن حتى الآن انسحابه رسميا من قوى الأكثرية، وبالتالي لا يمكن التعاطي مع أي تفسير بهذا الاتجاه قبل صدور موقف واضح من جنبلاط نفسه الذي اعتاد تبني خطاب سياسي بلغة خاصة.