عقدت لجنة الاتصال الثلاثية المعنية بتسوية الأزمة الأوكرانية (أوكرانيا، روسيا، منظمة الأمن والتعاون)، مساء أمس الثلاثاء، اجتماعاً استضافته مدينة "مينسك" عاصمة جمهورية روسيا البيضاء، عشية قمة رباعية في المدينة ذاتها بين كل من روسياوأوكرانيا وألمانيا وفرنسا بهدف بحث الأزمة الأوكرانية الراهنة، وسبل الخروج منها. وبحث اجتماع أمس، بشكل مغلق التفاصيل النهائية لاجتماع اليوم الذي أُطلق عليه اسم "رباعية نورماندي" والذي سيشارك فيه كل من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ونظيره الأوكراني "بيترو بروشينكو"، والفرنسي "فرانسوا هولاند" والمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل". وتناول المجتمعون في محادثاتهم العديد من الموضوعات مثل وقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة، وتنفيذ الاتفاقيات التي تم إبرامها بين الأطراف المعنية، فضلا عن بحثهم البنية السياسية للمناطق الشرقية، وشكل إدارتها، وكيفية إجراء الانتخابات بها. وجرى الاجتماع بعيداً عن وسائل الإعلام، واستمر ثلاث ساعات، حيث شارك فيه كل من الرئيس الأوكراني الأسبق "ليونيد كوشما"، مندوبًا عن أوكرانيا، وعن روسيا سفيرها لدى مينسك، "ميخائيل زورابوف"، إضافة إلى "هايدي تاليافيني" ممثلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في العاصمة الأوكرانية كييف، فضلا عن كل من "دنيس بوشيلين" و"فيدسلاف دينيجو" ممثلي جمهوريتي "لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد. وفي تصريحات له حول الاجتماع قال "بوشيلين" إنهم قدموا كممثلين للانفصاليين مقترحاً بخصوص تثبت وقف إطلاق النار، وتحقيق السلام، مشيراً إلى أن هذه المقترحات تتضمن تدابيراً لحل الأزمة الأوكرانية، بحسب قوله. وذكر أن ممثلي أوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون قد تسلمواذلك المقترح، مشيراً إلى أنهم قاموا بتعليق المحادثات من أجل بحث المقترح المقدم لهم والرد عليه، وأضاف: "لكن من المبكر الآن الحديث عن تحقيق وقف إطلاق النار بين الأطراف المعنية، فنحن قدمنا فقط مقترحنا، وبانتظار الرد عليه". وينص اتفاق مينسك على تأسيس منطقة عزل مساحتها 30 كلم بين القوات الحكومية الأوكرانية وتلك الموالية لروسيا، وعدم استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة وانسحاب المقاتلين الأجانب من الأراضي الأوكرانية ومنع المقاتلات والطائرات بلا طيار من التحليق فوق المنطقة الفاصلة التي ستكون مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وبدأت الاضطرابات في أوكرانيا منذ رفض الرئيس الأسبق "فيكتور يانوكوفيتش" توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأطيح به في فبرايرالماضي، وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في مارس. وبدأ بعد ذلك صراع دموي بين الانفصاليين وقوات الجيش الأوكراني، في منطقتي "دونيتسك"، و"لوهانسك" شرقي البلاد، وتقول الأممالمتحدة إن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 3500 شخص.