بعد إغلاق باب الترشيح تستعد حركة "فتح" برئاسة الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس لانتخاب قيادة جديدة للمرة الأولى منذ عشرين عامًا من أجل إحياء نفسها بعدما أضعفتها مواجهاتها مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وانشقاقاتها الداخلية وسوء إدارتها. يأتي هذا فيما أفاد الناطق باسم المؤتمر السادس لحركة "فتح" نبيل عمرو اليوم بأن "نقاشًا ساخنًا" يدور داخل المؤتمر حول ملف "سقوط غزة" في يد "حماس". وستشكل الانتخابات لجنة مركزية جديدة من 21 عضوًا، ومجلسًا ثوريًّا من 120 آخرين، خلال المؤتمر الذي انطلقت أعماله الثلاثاء الماضي في بيت لحم، على أن يختتم الأحد المقبل بدلاً من الجمعة كما كان مقررًا في وقتٍ سابقٍ وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية ل"فتح" اليوم إن "البرنامج السياسي الذي سيعرض على المؤتمر يؤكد حق الشعب الفلسطيني في كل أشكال النضال والمقاومة لاستعادة حقوقه". وأكد شعث أن "(فتح) بعد المؤتمر سيكون لها قيادة جديدة وللعناصر الشابة دور مهم فيها، وإن شاء الله نخرج ببرنامجٍ سياسيٍّ يوحدنا جميعًا في اللغة والأسلوب". وكانت حركة "فتح" تهيمن بدون منازعٍ على السلطة الفلسطينية، لكنها تراجعت في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2006 أمام حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وتسارع تراجع حركة "فتح" منذ وفاة مؤسِّسها الزعيم التاريخي ياسر عرفات عام 2004 الذي خلفه عباس رئيسًا للحركة والسلطة الفلسطينية، وفي مداخلاتٍ تخللت المؤتمر منذ انطلاق أعماله، حمَّل عددٌ كثيرٌ من المندوبين القيادة الحاليَّة في "فتح" مسؤولية الإخفاقات، واحتجوا بشدة على غياب التقارير الإدارية والمالية طوال 20 عامًا. وفي هذا الإطار تبدو إعادة انتخاب عباس "مرشح التوافق" أمرًا مضمونًا حسب المندوبين، في حين يمكن أن يخسر سائر القادة الحاليِّين مناصبهم في الهيئات العليا لمصلحة جيل جديد استبدال نصف الأعضاء وبلغ عدد المرشحين لعضوية اللجنة المركزية 131، وللمجلس الثوري 496 وصرَّح مندوبٌ رفض كشف اسمه بأنه "تهب رياح تغيير قوية في المؤتمر.. في رأيي أن ما لا يقل عن نصف الأعضاء الحاليِّين في اللجنة المركزية والمجلس الثوري سيتم استبدالهم". ويبدو الأمين العام لحركة "فتح" في الضفة الغربية الذي يختطفه الاحتلال مروان البرغوثي، والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي جبريل الرجوب، وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، المرشحين الأوفر حظًّا. وقد رشّح القيادي في حركة "فتح" محمد دحلان نفسه لعضوية اللجنة المركزية وجاء ذلك بعد جدالٍ حول موضوع تصويت أعضاء المؤتمر من قطاع غزة، ونُقل عن مصادر مطلعة أن اقتراحًا تتم مناقشته يقضي بالسماح لأعضاء مؤتمر "فتح" في قطاع غزة بالتصويت غدًا السبت عن طريق الهاتف النقال بحضور المؤتمرين كافة. وأقرَّ عباس في خطابه الثلاثاء الماضي بأن الحركة ارتكبت "أخطاء" أدَّت إلى "هزيمتها" أمام "حماس" في غزة، وحضَّها على "استخلاص العبر" من أجل انطلاقة جديدة. الفرصة ستتاح للجميع وسينتخب نحو ألفي مندوب يشاركون في المؤتمر أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري. وفي هذا الصدد أوضح شعث أن "هناك اتفاقًا بين اللجنة المركزية وكوادر الحركة في غزة، بموجبه ستتاح الفرصة للجميع في عملية التصويت، سواء التصويت المباشر أو عن بُعد". "سقوط غزة" من جهته قال الناطق باسم المؤتمر السادس لحركة فتح، نبيل عمرو إن "نقاشًا ساخنًا" يدور داخل المؤتمر حول ملف "سقوط غزة" في يد "حماس" منتصف يونيو2007. وأوضح عمرو خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ عقده في بيت لحم أن "المؤتمر يناقش بصورةٍ مفتوحةٍ في هذه الأثناء كيف "سقطت" غزة"، لافتًا إلى أن "النقاش يدور حول تقرير اللجنة التي رأسها الطيب عبد الرحيم عن ملف (سقوط غزة)".