يتواصل منذ أيام إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم أكبر الشركات الموريتانية، وسط تصعيد متبادل بين العمال وإدارة الشرطة التي تبذل قصارى جهدها لثني العمال عن مواصلة الإضراب الذي من شأنه أن يضر بأكبر منتج اقتصادي في البلد. ونقلت مصادر نقابية لمراسل "مصر العربية" تهديد إدارة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" للمئات من عمالها المشاركين في إضراب العمال بإلغاء عقودهم، وحددت إدارة المصادر البشرية لأصحاب العقود المؤقتة بالتهديد بإلغاء هذه العقود إذا لم يعودوا لعملهم قبل 5 فبراير 2015 وهو ما لم يحدث. وأصدر إدارة المصادر البشرية في الشركة بمدينة الزويرات شمال ماليموريتانيا أن على المتدربين من أصحاب العقود المؤقتة الالتحاق بعملهم قبل الخميس 05 فبراير 2015، وإلا فإن الشركة ستعتبر نفسها في حل من عقوهم، حيث يصل عدد العمال من ذوي العقود المؤقتة إلى المئات، ويعمل أغلبهم في قطاع الإنتاج في الشركة. ويأتي التصعيد الجديد من إدارة شركة "اسنيم" بعد دخول أئمة المدينة على خط الوساطة بين أطراف الأزمة التي أدت إلى تراجع إنتاج عملاق الحديد الموريتاني، كما تأتي بعد أيام من تواصل الإضراب الذي أعلن عنه العمال، والذي وصف من طرف نقابيين بالباهر النجاح، حيث قدر بعضهم نسبة نجاحه بما يتجاوز 90% في مختلف قطاعات الشركة. وقال عدد مناديب عمال الشركة الموريتانية للمناجم لمصر العربية إن إدارة الشركة هددت بقطع المياه والكهرباء عن أسر العمال المضربين، في محاولة لكسر ارادة الشغيلة الموريتانية، واجبارها علي الخضوع لرغبة المدير. وأكد العمال أنهم رفعوا التهديد لوالي ولاية تيرس الزمور شمال البلاد، من أجل أن تتدخل الحكومة لمنع كارثة انسانية في ظل تصعيد المدير، معتبرين أن فرض حصار جائر على آلاف الأسر سيكون بمثابة اشعال النار في المنطقة بالكامل، وإن العمال لن يقبلوا بالموت عطشا مهما كانت التكلفة.