ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن هناك حربا لا تزال قائمة في العراق، واستدرك محرر الشؤون العسكرية بالجريدة قوله إن تلك الحرب لم تعد تهم الجانب الأميركي بشيء، وأضاف أنه آن الأوان للقوات الأميركية لأن تعود إلى الوطن. وقالت واشنطن بوست إن الحرب على العراق تعتبر منتهية من جانب الولاياتالمتحدة، وإن ذلك لا يعني أن واشنطن حققت انتصارا فيها أو أنها حققت أهدافها، كما لا يعني أن العراق أصبح مستقرا أو ديمقراطيا أو خاليا من الفساد أو أن الاقتتال فيه سوف يتوقف.
وأوضحت أن الحرب تعد منتهية بالنسبة للولايات المتحدة لأن العراقيين لم يعودوا محتاجين أو راغبين في مشاهدة القوات الأميركية، وأشارت إلى أنه في كل مرة يغادر الجنود قواعدهم لمرافقة نظرائهم من الجنود العراقيين في بغداد، فإنهم يقللون من صدقية قدرتهم وكفاءتهم أمام الناس في بغداد.
ومضت إلى أن القيادات العسكرية الأميركية هناك تعي تلك الحقيقة إلا أنها تأبى الاعتراف بها، ونسبت إلى الجنرال الأميركي ريموند أوديرنو قوله إن هناك من يخططون لشن هجمات لمنع النظام العراقي الجديد من الوصول إلى الديمقراطية والاقتصاد الحر في البلاد.
أيام صعبة وأضافت أن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس صرح في بغداد الثلاثاء الماضي بأن قواته والقوات العراقية تنتظر"أياما صعبة" لأن "أعداء العراق الحر" ما انفكوا يحاولون عرقلة التقدم في البلاد.
واختتمت بالقول إنها اللحظة التي ينبغي على القوات الأميركية فيها الرحيل عن العراق والعودة إلى الوطن بعد أن قدمت الولاياتالمتحدة أكثر من أربعة آلاف وثلاث مائة قتيل 31 ألفا و430 جريحا في العراق.
من جانبها نشرت صحيفة نيويورك تايمز مذكرة عسكرية جاء فيها أن أقدام القوات الأميركية على الأراضي العراقية ولكن عقولها ما انفكت تتحول في توجهها إلى أفغانستان.
وقالت الصحيفة إن التحول واضح في الأرقام، مشيرة إلى بقاء ما لا يزيد عن خمسين ألف عسكري أميركي في العراق للعام القادم، وإنه سيتم إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان. ونسبت إلى الجنرال الأميركي أوديرنو قوله إنه يتم بالفعل نقل الخبراء والمعدات العسكرية اللوجستية إلى هناك.
ويشار إلى أن نيويورك تايمز كانت نشرت مذكرة عسكرية داخلية للمستشار العسكري الأميركي لدى قيادة الجيش العراقي ببغداد العقيد تيموثي ريس, وجاء فيها "إن الوقت قد حان لكي تعلن الولاياتالمتحدة النصر وتنسحب من العراق".
وتتيح المذكرة -التي قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها اتسمت بصراحة نادرة- نظرة على مظاهر الشد والجذب التي طفت إلى السطح بين الضباط العراقيين والأميركيين في لحظة بالغة الدقة عندما أكملت القوات الأميركية القتالية انسحابها من المدن العراقية في الموعد المحدد لذلك وهو 30 يونيو/حزيران الماضي.
وتعدد المذكرة بنبرة لاذعة جوانب الضعف التي يعاني منها الجيش العراقي كالفساد وسوء الإدارة والعجز عن مقاومة الضغوط السياسية من جانب الشيعة.
ويرى ريس أن إطالة أمد بقاء القوات الأميركية لما بعد أغسطس/آب 2010 لن يكون له كبير أثر في تحسن أداء الجيش العراقي, بل سيؤجج مشاعر الاستياء لدى الأميركيين.
وفي إشارة لطول بقاء القوات, استدعى ريس قولا مأثورا ليعزز وجهة نظره وهو أن "الضيوف كما الأسماك تفوح منها روائح نتنة بعد ثلاثة أيام".
وأضاف "منذ توقيع الاتفاقية الأمنية لعام 2009 ونحن ضيوف في العراق, وبعد ست سنوات من وجودنا فيه فإن الرائحة الكريهة التي تفوح منا تزكم أنوف العراقيين".