نواكشوط - شن محمد ولد عبدالعزيز المرشح الرئاسي ورئيس المجلس العسكري المستقيل هجوما عنيفا وغير مسبوق على قادة وزعماء المعارضة، واتهمهم بنهب المال العام. كما أكد أنه لا عودة إلى العلاقات السابقة مع إسرائيل، وقال إن الشعب الموريتاني يقف ضد الصهيونية. وقال ولد عبد العزيز في مهرجان انتخابي بنواكشوط إن وثائق بين يديه تكشف وبشكل لا يمكن نفيه أن رئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير اختلس من ميزانية المجلس 332 مليون أوقية (الدولار في حدود 260 أوقية) هذا فضلا عن الميزانية الأصلية للمجلس في نفس العام والتي تصل 963 مليون أوقية "والتي صرفها هي الأخرى بالطريقة التي يريد".
وتعهد ولد عبد العزيز بتوزيع الوثائق التي بين يديه على الصحيفة، ولفت إلى أنه لم يستطع عرضها على شاشات مكبرة في المهرجان لأسباب قال إنها فنية.
وأوضح المرشح الرئاسي أن رئيس مجلس النواب في موريتانيا تصرف أيضا في العام 2008 بشكل مشابه في ميزانية تربو على مليار ونصف مليار أوقية، قائلا إن ولد بلخير "يفتخر بأنه يدافع عن حقوق العبيد، لكن من يدافع عن شعبه حقا عليه أن لا ينهب ثروته".
واتهم ولد عبد العزيز رجال أعمال داعمين لزعيم المعارضة المرشح أحمد ولد داداه بنهب 15 مليار و300 مليون أوقية من البنك المركزي، مقدما لائحة تضم أسماءهم وأسماء مؤسساتهم قائلا إنهم مع ذلك ينخرطون الآن في حملة ولد داداه.
ضد الصهيونية وأضاف أيضا أن رجل الأعمال عبد الله ولد انويكظ وهو من أكبر رجالات أعمال البلد ويساند ولد داداه في الوقت الحاضر سبق وأن باع للدولة عن طريق رئيس الوزراء المخلوع يحيى أحمد الوقف كميات من الأرز الفاسد وهو ما أدى إلى سجنه بعد الانقلاب بحسب ولد عبد العزيز، لأنه "سارق للمال العام".
ووجه ولد عبد العزيز في مهرجانه انتقادات قوية للجبهة المناهضة للانقلاب، واستعرض وثائق قال إنها تثبت تورطها في علاقات خطيرة مع الكيان الصهيوني، وقرأ مقتطفات من رسالة قال إن رئيس حزب التناوب الديمقراطي رجل الأعمال عبد القدوس ولد اعبيدنا قدمها إلى الكيان الصهيوني، وإلى المنظمات الصهيونية يستنجدون تدخلهم، ويحذرون فيها من مغبة بقاء ولد عبد العزيز في السلطة، لأنه رجل ضد الصهيونية.
واستعرض أجزاء أخرى من الرسالة قال إنها تحرض على الجيش، وتقول إن الانقلابيين يغذون الأفكار المناوئة للصهيونية، مضيفا أن "هذا صحيح، فنحن فعلا وكل الشعب الموريتاني ضد الصهيونية، وإذا كان هؤلاء يحبون الصهاينة فليرحلوا إليهم، وأنا على استعداد بعد انتخابي أن أقطع لهم تذاكر جميعا إلى الصهاينة".
رؤساء مطبعون وتوقف ولد عبد العزيز طويلا مع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، مشيرا إلى أن رئيسا سابقا (يقصد معاوية ولد الطايع) ولأسباب شخصية أقام هذه العلاقات، وأن رئيسا آخر (يقصد اعل ولد محمد فال) ولأسباب تخصه أقسم أن أي رئيس قادم لن يقطع هذه العلاقات.
وأضاف "لكنني أقول للجميع وللأخير بشكل خاص إن أي رئيس قادم لموريتانيا لا يمكنه إطلاقا أن يعيد هذه العلاقات، ولا أن يقيم علاقات مع دولة لا تحترم قيم موريتانيا".
وكان ولد عبد العزيز قد تعهد في الأيام الماضية بكشف "وثائق خطيرة" تدين قادة المعارضة، بيد أن مسؤول الاتصال في حملته شيخنا ولد النني قال إن الوثائق لم يتم كشفها بالكامل، وإنه في الأيام القادمة سيكشف المزيد منها.
وتعليقا على هذه الاتهامات، قال محمد محمود ولد بكار المستشار الإعلامي للمرشح مسعود ولد بلخير إن هذه الاتهامات كاذبة تماما، متحديا بتشكيل لجنة تحقيق محايدة للبحث في تسيير مجلس النواب.
وأرجع ولد بكار تصريحات ولد عبد العزيز إلى ما قال إنها "حالة هستيريا" يعيشها بسبب تآكل شعبيته وخوفه من خسران الرئاسة. وتساءل "من أين يصرف ولد عبد العزيز المبالغ الطائلة في حملته الحالية، ومن أين أتى بالمبالغ الكبيرة التي صرفها في تسويق انقلابه لمدة عشرة أشهر التي بقي خلالها في السلطة".