أثارت تصريحات أحمد شفيق، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، عن اقترابه من الحصول على قرار يلغي منعه من السفر، لا سيما بعد تبرئته من جل القضايا التي رفعت ضده، ردود أفعال عدة، حول تكرار تصريحاته عن العودة إلى أرض مصر، أكثر من مرة دون تنفيذ على ارض الواقع . وقال "شفيق"- خلال برنامج "صدى البلد"- إنه يثق في عدالة القضاء المصري الذي سيمكّنه من العودة لبلاده بعد رفع قرار ترقب الوصول عنه، مشيرًا في الوقت ذاته إلى تحرجه من دخول مصر دون قرار رسمي برفع العقوبة عنه. ليست الأولى وليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن خلالها أحمد شفيق عن عودته إلى مصر؛ حيث أنه أكد في يوليو 2013، عقب الانقلاب العسكري أنه سيعود لمصر خلال أيام، وأنه مستعد لخدمة البلاد في أي موقع، مستطردًا في تصريحات صحفية: "سأعمل كل ما في وسعي لخدمة مصر وأنا ساجد، بغض النظر عن الأسماء". إلا أنه في أغسطس 2014، أكد مصدر مقرب من رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، أن الفريق قرر بشكل نهائي الاستقرار في الإمارات العربية المتحدة، وعدم العودة إلى مصر، مشيرًا إلى أن "شفيق" اتخذ قراره بعد تأكده من عدم الاستعانة بخبراته في مصر خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن الأمور في القاهرة مستقرة إلى حد كبير، وكل جهة استقرت على فريق العمل الذي سيتولى رسم سياستها، ومتابعة تنفيذ الخطط المستقبلية. وفي أكتوبر الماضي 2014، خلال تصريح على لسان المستشار يحيى قدري نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، والتي يرأسها أحمد شفيق؛ حيث وجه الأول حديثه له بأنه يعرض على أحمد شفيق، في مقر إقامته بالإمارات تفاصيل قوة الحزب الخاصة بالانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدًا عودته إلى مصر خلال أيام قليلة أقل من أسبوع ليرأس الحزب حسب قوله. وبالأمس، قال "شفيق" إنه لم يقرر العودة إلى مصر حتى الآن؛ بسبب وجود عدد من البلاغات الكاذبة ضده، مضيفًا- لقناة "صدى البلد"- أن القضاء المصري عادل، وأنه ينتظر أن يتم الحكم النهائي بتبرئته، ورفع اسمه من قوائم الترقب لكي يعود إلى مصر فورًا. التخطيط للانقلاب وقد يكون أحد أسباب تردد "شفيق" في العودة إلى مصر، وتصريحاته المتضاربة من وقت لآخر بالعودة ثم عدم العودة، أنه خطط للانقلاب من هناك، واستطاع تكوين حزب الحركة الوطنية على أرض مصر، وهو ما أشار إليه ضاحي خلفان في تغريدته على "تويتر" قال فيها: "إن مخطط إنهاء حكم الإخوان والرئيس محمد مرسي سينجح خلال شهرين"، كما كشف بنفسه عن وجود اتصالات بينه وبين وزير الداخلية قبل الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي. وتوجه الفريق "شفيق" إلى الإمارات بعد أن خرج من سباق الترشح للرئاسة خاسرًا، إلا أنه بدأ من هناك للتخطيط للانقلاب على الرئيس محمد مرسي؛ حيث تلقى من هناك الدعم لتنفيذ المخطط، لكن على ما يبدو أن عدم اكتمال المخطط الانقلابي حتى الآن، هو السبب وراء استمرار بقاء "شفيق" في الإمارات، وعدم عودته لمصر حتى يثبت الانقلاب دعائمه. خوفًا من الملاحقة قد يكون خوف "شفيق" من الملاحقة القضائية، هو أحد أسباب عدم عودته لمصر، وإن كان قد حصل على البراءة في جميع القضايا، إلا أن رفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر لا يزال أحد مطالباته حتى يطمئن لعودته. وعقب خسارته في الانتخابات الرئاسية، سافر "شفيق" مباشرة إلى الإمارات بعد أن قدمت ضده للنائب العام عدد من الشكاوى بتهم الفساد بالسرقة والقتل، والكسب غير المشروع والتي تم تحويلها للقضاء العسكري منذ سنة ونصف وتم حفظها، فضلا عن دعوة قضية "أرض الطيارين" أو "كذا بيانكا"، والتي صدر قرار فيها بعدم القبول لإقامتها من شخص غير ذي صفة، وتم تحويلها للنيابة العامة. وبنفسه أكد أحمد شفيق، أمس، أنه ينتظر القرار الرسمي لرفع اسمه من قوائم الترقب، بعد أن حصل على البراءات في الكثير من القضايا ضده، مشيرًا إلى أنه يثق في القضاء العادل وقراراته بشأن رفع اسمه من قوائم السفر. أمواله في الإمارات قد تكون ثروة "شفيق" الطائلة في الإمارات هي سببًا في عدم عودته خوفًا من ضياعها، فضلا عن أموال مبارك ومعاونيه التي تم تهريبها إلى الإمارات، بحسب الخبير الاقتصادي، ناصر البنهاوي، في تصريحات له، والتي قد يكون "شفيق" هو المتحكم فيها . وقال الدكتور حاكم المطيري، رئيس حزب الأمة الإماراتي، إن هناك سوقا سوداء للربيع العربي معقودة في الإمارات، من خلال المليارات التي هربت من الدول العربية، عن طريق الرؤساء القذافي، وبن علي، وبشار، وعبدالله صالح، مشيرًا إلى أن "شفيق" أشرف على المليارات التي هربت من مصر إلى الإمارات"، مضيفًا خلال حواره مع الإعلامي معتز مطر، أن الأمة العربية محرومة من السيادة، مشيرا إلى أن الإخوان اقتربوا من منطقة الحصول على السيادة للشعب، الأمر الذي رفضه العسكر والسيسي. كما كشف عصام سلطان، رئيس حزب الوسط، والمعتقل بسجون الانقلاب، في تصريحات سابقة له، أن "شفيق" قام بتهريب أمواله الشخصية التي ينفق منها حاليًا في الإمارات؛ حيث يتنقل بين الفنادق الفاخرة بين دبي وأبو ظبي، واستثمار الأموال التي نهبها من خلال أزواج بناته.