عمان - حذَّرت "الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية" من قيام الكيان الصهيوني من عمليات منهجية لتغيير المعالم الدينية التاريخية لمدينة القدس القديمة المحتلة في العام 1967م، فيما ندَّد مسئول فلسطيني رفيع بالصمت على الأوضاع التي تمرُّ بها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك. وأكدت الجمعية في بيان صدر عقب اجتماعٍ عقدته في العاصمة الأردنية عمَّان أن الكيان الصهيوني يقوم بسلسلة من الإجراءات لإخراج نحو مائتي ألف مواطن فلسطيني من دائرة القدس؛ مما سيؤدي إلى مصادرة ممتلكاتهم".
وأضاف البيان أنَّ هذه الإجراءات "تنفذ على كلٍّ من المسلمين والمسيحيين في نية مبيتة وجهد متصل لتهويد المدينة المقدسة"، مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني يشجِّع اليهود على البناء في الأحياء الفلسطينية، ويواصل هدم بيوت الفلسطينيين، وسحب بطاقات الهوية الشخصية الخاصة بهم، ويستمر في أعمال حفريات تهدِّد المسجد الأقصى، معتبرةً أن هذه الإجراءات تمثل عقبةً أمام عملية السلام.
وشارك في اجتماع الجمعية- التي تمثل 280 برلمانيًّا- رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي ريناتو سكيفاني ورئيس البرلمان الأوروبي هانز جيرت بوترينج.
من جهته حذَّر الدكتور أحمد أبو حلبية- رئيس لجنة القدس بالإنابة في المجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيس فرع "مؤسسة القدس الدولية" في غزة- من خطورة الأوضاع التي تمر بها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، منبِّهًا على أنَّ سلطات الاحتلال قطعت أشواطًا وخطوات متقدمة جدًّا في سياساتها التهويدية بحق المدينة، وباتت على أعتاب آخر مراحل تهويدها.
وقال أبو حلبية في تصريحات صحفية: "نتخوَّف من أننا مقدمون على مرحلة خطيرة في قضية تهويد المدينة".
وأشار إلى أنَّ "الكيان الصهيوني الآن في آخر مراحل تهويده مدينة القدس، وآخر مرحلة ستكون هي العشرية القادمة التي تنتهي بحلول عام 2020؛ حيث تصبح مدينة القدس ضمن الهيكل الصهيوني الجديد الذي تمَّ الإعلان عنه جغرافيًّا في مساحة 600 كيلو متر مربع، وهو ما يطلق عليه العدو الصهيوني (القدس الكبرى)".
وشدَّد رئيس لجنة القدس على ضرورة إنقاذ المدينة المقدسة وأهلها بتقديم الدعم المادي المطلوب؛ لوقف سياسة التهجير والترحيل التي تنتهجها سلطات الاحتلال على قدم وساق، مؤكدًا أن القدس وأهلها بحاجة إلى أكثر من نصف المليار دولار سنويًّا؛ دعمًا لصمودهم وتثبيتهم في أرضهم وديارهم. ووصف البرلماني الفلسطيني أبو حلبية الوضع النفسي لأهل القدس بالصعب والقاسي، مشيدًا في الوقت ذاته بمدى "الصمود والصبر والثبات الذي يضربون به أروع الأمثلة".