استقبل لبنان، ليل الأحد، بحضور رسمي وممثلين على رؤساء الطوائف الدينية، جثث 19 لبنانيا وسوري واحد، قضوا بسقوط طائرة جزائرية في مالي في يوليو الماضي. وفي أرض مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، انتظر أهالي الضحايا، بحزنهم ودموعهم، وصول الطائرة التي نقلت جثث ذويهم من العاصمة الفرنسية باريس، وما أن وصلت الطائرة حتى اصطفت سيارات الإسعاف لحمل الجثامين، حيث كتب على كل سيارة اسم الضحية ومسقط رأسه. وما هي إلا دقائق حتى نقلت الجثث إلى سيارات الإسعاف التي انطلقت بموكب مهيب، وسار خلفها الأهالي سيرا على الأقدام حتى مدخل المطار، حيث توجهت إلى مسقط رأس الضحية التي تحملها كل سيارة. وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي رافق الرحلة التي حملت جثث الضحايا، قال إن "المأساة التي يعيشها أهالي الضحايا مضاعفة لأننا نتكلم عن مغتربين تركوا أرضهم وبلدهم لكي يعملوا خارج لبنان". وأضاف باسيل، في كلمة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أن مأساة عائلات اللبنانيين ال19 الذين سقطوا بحادث الطائرة المنكوبة "تخص كل الوطن لأن الضحايا اللبنانيين من كل الطوائف". ولفت إلى أن اللبنانيين المغتربين "يعيشون إهمال البلد الأم (في إشارة إلى لبنان) لهم"، معتبرا أن "أحد أوجه الإهمال عدم وجود خطوط طيران للبلدان التي يعيشون فيها (من بيروت إلى بعض الدول الإفريقية)". وسقطت الطائرة الجزائرية المنكوبة في مالي، في 24 يوليو الماضي، وعلى متنها 116 راكبا، خلال رحلتها من أغادوغو عاصمة بوركينا فاسو إلى الجزائر، بسبب سوء الأحوال الجوية. وأبلغ لبنان من السلطات الفرنسية، في الأول من ديسمبر الجاري بنتائج فحص الحمض النووي لأشلاء ركاب الطائرة المنكوبة.