مازالت الدولة العميقة تحكم وتتحكم في مفاصل الدولة، وتحول بورتوا طرة والمستشفى العسكري إلى قصرين رئاسيين يدار من خلالهما سياسية الدولة ولا عزاء لرجال الانقلاب. واعتبر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن وسائل الإعلام المصرية مثلما مهدت لبراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك، يبدو أنها تمهد لخطوات أبعد من ذلك. وعلق النشطاء على صورة لمانشيت صحيفة اليوم السابع الصادرة اليوم، والتي عنونت ب "جمال مبارك ينافس على رئاسة الجمهورية 2018"، أن هذا العنوان إضافة إلى تعليقات إعلاميين مصريين ووسائل إعلامية أخرى يعد استمرارًا لمنهجية السلطات في مصر؛ للتمهيد لما يمكن أن يحدث مستقبلاً - مثلما حدث في السابق في التمهيد ل"الانقلاب"، والتمهيد لبراءة المخلوع حسني مبارك، ونجليه، ووزير داخليته. وقال ترزية الفلول، وهم أصحاب مدارس في تفصيل القوانين سيئة السمعة: "إنه مع انتهاء فترة حبس جمال مبارك، وحصوله على البراءة قبل 2018، فإنه يحق له قانونًا الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2018، ومزاولة كل الأعمال السياسية في البلاد؛ طبقا لأحكام القانون . ترزية القوانين وبعيدًا عن نبوءة فشل "ثورة يناير"، وتولي جمال مبارك الحكم، تُصرّ الأجهزة التي تؤثر في المشهد الإعلامي المصري، على ممارسة ألاعيبها، في محاولة صرف الناس، عن القضية الأساس، في محاولةٍ لتجنّب، التداعيات الخطيرة، للحكم ببراءة الرئيس المخلوع، حسني مبارك، على نظام "انقلاب الثورة المضادة". أحدث الألاعيب، تجلّت في افتعال قضية "الوريث السابق"، وإعادتها إلى المشهد الإعلامي. رغم أنّه وفقًا للدستور لا يجوز له الترشّح للانتخابات الرئاسيّة، للحكم عليه بالسجن في قضية تمس الشرف، وهي "قضية القصور الرئاسية". فمن تصريحات الشيخ محمد الصغير نقلاً عن مصادر بأنّ عائلة مبارك كانت تمضي وقتها بمنتجع شرم شيخ، وليس مستشفى المعادي العسكري كما أعلنت السلطات، إلى إعلان مسؤولين سويسريين بأحقيّة مبارك في استرداد أمواله بناءً على حكم البراءة، وفتوى أحد الفقهاء القانونيين بجواز أن يقوم مبارك برفع دعوى تعويض عن المدة التي قضاها في السجن، والضرر النفسي الواقع عليه، تمضي الحلقة الجديدة في المسلسل. وأكملت ذلك جريدة "اليوم السابع"، الصادرة اليوم الإثنين، واحتلّ المانشيت الرئيسي لها خبرٌ تحت عنوان: "الترتيبات بدأت من الآن.. جمال مبارك ينافس على رئاسة الجمهورية 2018". والغريب أنّ "اليوم السابع" أفردت للخبر ملفًا خاصًا في العدد، والأغرب أنّ الخبر الخاص بعبدالفتاح السيسي احتل قاع الصفحة الأولى، ما يُعطي انطباعًا بمدى أهمية الخبر. وتصدّره للصفحة الأولى، وغرابة ترتيب أولويات الجريدة للأخبار، خاصةً بعد الجدل وموجات الغضب التي أحدثها حكم براءة مبارك، ما يطرح تساؤلات عن هدف خالد صلاح، رئيس تحرير الجريدة في استفزاز المصريين. من علامات الساعة.. الناشطون على مواقع التواصل تناقلوا من خلال العربي الجديد صورة المانشيت على نطاق واسع، وأحدثوا جدلاً كبيرًا بينهم في تفاعلهم معه. ونشر عدد من الناشطين تقريرًا مصورًا لموقع "مصر العربية" عقب الحكم ببراءة مبارك، وافتراض ترشح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة، وكان رد المشاركين في التقرير: "ترشيح جمال مبارك للرئاسة من علامات الساعة". - المحامي، وعضو جبهة الضمير عمرو عبدالهادي كان تعليقه على الخبر: "يا ترى لميس الحديدي هترجع تاني تمسك حملة جمال مبارك الإعلامية، ولا اللي بتاخده في CBC ميتعوضش". الجنسية مقابل مروحة من جانبها الصحافية ناديا أبو المجد ذكرت تجربة خاصة بها في انتخابات الرئاسة لعام 2005، وقالت: "سأظل أذكر وأفخر بأنّي رفضت أن أدير حملة مبارك الانتخابية الرئاسية في 2005 وشيكا على بياض بناء على طلب من جمال مبارك شخصيًّا وقبلت لميس". وسخر البعض الآخر، وقال أحدهم: "الانتخابات اللي جاية هتكون بين محمد حسني السيد مبارك، جمال محمد حسني السيد مبارك، علاء محمد حسني السيد مبارك، وحمدين صباحي". وعلق آخر: "محدش ياخد مني الجنسية المصرية ويديني بدلها مروحة؟!"