طهران - أعلن مهدي كروبي المرشح الرئاسي الخاسر وفق النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية الإيرانية وتأجيل الدعوة للحداد على ضحايا التظاهرات الأخيرة في إيران. وقال موقع حزب كروبي على الإنترنت "اعتماد ملي" إن كل الجهود لتأمين موقع لاجتماع الحداد باءت بالفشل مما يعني عدم إقامته هذا الخميس، قائلا إن ذلك يدعو للأسف, ولم يحدد سقف للتأجيل.
مرقد الخميني وقالت مصادر أنه تردد في طهران أن حسن الخميني حفيد الإمام الخميني كان مترددا في إقامة هذه المراسم في مرقد جده، وطلب أن تكون مراسم الحداد الأسبوع المقبل "فربما تكون الأوضاع أكثر هدوءا".
ومعلوم أن تظاهرات اندلعت في أنحاء مختلفة من البلاد مع إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية قبل نحو أسبوعين، وقدر عدد الذين قتلوا فيها وفق الأرقام الرسمية بعشرين شخصا.
وحول فرص حصول تسوية سياسية للأزمة القائمة في البلد، قالت مصادر صحفية إن فرص التوصل إلى تسوية للأزمة على أساس الحلول الوسط تراجعت خلال اليومين الماضيين مع تمسك كلا الفريقين بمواقفهما.
وأوضح أن مرشد الجمهورية علي خامنئي قطع أمس الشك باليقين بألا تراجع عن تطبيق القانون مهما بلغت الضغوط، مشيرا إلى أن المرشد كان يقصد أن مجلس صيانة الدستور(أبرز المؤسسات الحاكمة في إيران) هو المكان الوحيد لتلقي شكاوى المعترضين على نتائج الانتخابات.
واعتبر المرشد الإيراني في لقاء مع أعضاء مجلس الشورى أن "تجاهل القانون يجرّ إلى الدكتاتورية، وتضييع مصالح الشعب" ودعا إلى التعاون مع الحكومة. وحث كذلك على وحدة المواقف، خاصة "في الظروف الراهنة التي يتربص فيها الأعداء نقاط الضعف في البلاد".
بالمقابل لم يتراجع المرشحان مير حسين موسوي ومهدي كروبي عن عدم اعترافهما بنتائج الانتخابات، بل إن كروبي ذهب خطوة إضافية بإعلان عدم اعترافه بشرعية الحكومة الحالية.
وبينما شهدت العاصمة الإيرانية أمس هدوءا لليوم الثالث على التوالي، قال قائد مؤسسة سيد الشهداء التابعة لحرس الثورة علي فاضلي في مؤتمر صحفي بطهران إن الوثائق المكتشفة مع من تم إيقافهم "أوضحت صلتهم بجهات خارجية وتأييدهم من قبل غربيين وأوروبيين وصهاينة".
في غضون ذلك نقل التلفزيون الإيراني عن وزير المخابرات توقيف بعض ممن لهم صلة بالاضطرابات الأخيرة في البلاد، وهم يحملون جوازات سفر بريطانية.
تحذير منتظري غير أن أية الله حسين علي منتظري -الموضوع رهن الإقامة الجبرية منذ ثماني سنوات- حذر اليوم الحكومة من أن استمرار منع الاحتجاجات يمكن أن يؤدي إلى سقوطها.
وقال منتظري في بيان "إذا لم يتمكن الإيرانيون من ممارسة حقوقهم مثل حق التجمهر السلمي وتم قمعهم بالمقابل فإن مشاكل ستظهر من شأنها زعزعة الأسس التي تقوم عليها الحكومة بغض النظر عن قوتها".
ودعا منتظري السلطات الإيرانية إلى تشكيل لجنة وصفها بالنزيهة، وتتمتع بالصلاحية لإيجاد حل للأزمة الناجمة عن الانتخابات.
ومضى الزعيم الديني المعارض إلى القول "نصيحتي إلى الأمة الإيرانية العظيمة والعزيزة هي أن تواصل السعي لتحقيق مطالبها العادلة لكن بهدوء بالغ".