أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً رفع مستوى إنذار مرض أنفلونزا الخنازير إلى الدرجة السادسة القصوى ليصبح بذلك أول وباء عالمى فى القرن الحادى والعشرين. وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية مرجريت تشان، خلال مؤتمر صحفى إن «فيروس «H1N1» لا يمكن وقفه». وأضافت «قررنا رفع مستوى الإنذار من الدرجة الخامسة إلى الدرجة السادسة»، مؤكدة أن الفيروس جديد كلياً وهو ينتقل بين البشر مشيرة مع ذلك إلى أن الوباء «متوسط القوة». وبالرغم من أن الوباء أصاب حوالى 28 ألف شخص فى العالم، فإن المنظمة لا توصى بإغلاق الحدود أو بفرض قيود على حركة تنقل الأفراد والسلع والخدمات. وقالت تشان: «نحن لا نوصى بإغلاق الحدود، ولا ينبغى فرض أى قيود على حركة الناس والسلع والخدمات». وحذرت المنظمة المكسيك التى بدأ فيها المرض وانتهت موجته الأولى من تخفيف حذرها مطالبة باستمرار الانتباه حيث إن موجة ثانية قد تبدأ خاصة مع صعوبة التنبؤ بسلوك الفيروس. وأضافت تشان طالبنا السلطات التنظيمية المختلفة بالعمل «سوياً للإسراع بتسجيل مصل آمن لأنفلونزا «H1N1» والذى لن يكون متاحاً قبل سبتمبر المقبل. مشيرة إلى أن الفيروس «لا يبدو أنه يتحور وهو شىء كان سيجعل محاربة العدوى أصعب». وأعلن الاتحاد الدولى للصليب الأحمر أنه «على منظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن تكون معبأة فى جميع أنحاء العالم ومستعدة للتصدى» لوباء أنفلونزا الخنازير. توالى الإعلان عن المزيد من حالات الإصابة بفيروس «H1N1» فى مناطق جديدة أقربها فى الضفة الغربية بالأراضى الفلسطينية المجاورة، وذلك فى وقت تستعد فيه لجنة خبراء العلوم والصحة فى منظمة الصحة العالمية لإعلان متوقع لتحول المرض من الدرجة الخامسة (قبل الأخيرة) إلى «جائحة» أى انتقاله لدرجة «وباء عالمى»، بحسب توقعات مصادر رسمية بالمنظمة رجحت ذلك قبل ساعات من الاجتماع الطارئ أمس. وكانت المنظمة قد أعلنت أن الانتقال إلى درجة الإنذار القصوى يعنى أن أول جائحة فى القرن الحالى، وأول وباء منذ 40 عاما، بات «قريبا جدا» وأن المنظمة تنشط لمساعدة الدول على الاستعداد لإعلان ذلك، وأجرت رئيسة المنظمة العالمية مشاورات «غير رسمية» مع مسؤولى الصحة من الدول ال8 الأكثر تأثرا بتفشى مرض الأنفلونزا الجديد، حتى تتمكن وزارات الصحة من أن تتفهم بصورة أفضل كيفية انتشار الفيروس وتأثيره على المصابين بالمرض. ويأتى الاجتماع فى وقت وصل فيه عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير إلى 27737 إصابة فى 74 بلدا، وتسبب هذا المرض فى وفاة 141 شخصا، بحسب أحدث محصلة أصدرتها منظمة الصحة لافتة بشكل خاص إلى انتشار كبير للمرض فى دولة تشيلى. وفى الضفة الغربية، أعلن مسؤولون فلسطينيون تسجيل أول إصابة بالفيروس، مؤكدين أن المصاب طفل فى الرابعة من عمره من بيت لحم، وأنه وضع فى الحجر الصحى، وأشاروا إلى أنه تم تشخيص فيروس «H1N1» لدى الطفل، بعد عودته من ولاية تكساس بالولايات المحدة، حيث تم نقله إلى مستشفى بيت جالا بالضفة. وأكد وزير الصحة فتحى أبو مغلى ثبوت أول إصابة فى الأراضى المحتلة، وقال بعد إجراء الفحوصات مرتين على الطفل، والتأكد من عينة الدم، تبين أن الطفل بالفعل مصاب بهذا الفيروس، مشيرا إلى أن «الحالة قيد المتابعة والعلاج وتحت السيطرة». وأوضح أبو مغلى أن «الملف العائلى للطفل أظهر أن شقيقا له أصيب بهذا الفيروس فى ولاية تكساس، وأنه خضع للعلاج وشفى من الفيروس تماما»، ولكن تعد هذه الحالة هى أول إصابة بهذا الوباء تسجل فى الضفة وقطاع غزة، بينما سجلت العشرات من الإصابات فى إسرائيل دون وفاة أى منها، كان أحدثها عندما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية اكتشاف 5 حالات إصابة جديدة بالمرض. وفى هونج كونج، أعلنت الحكومة ظهور أول بؤرة إصابة محلية، وقالت إنها ستغلق جميع دور الحضانة والمدارس الابتدائية لمدة أسبوعين، وصرح دونالد تسانج، كبير مسؤولى الحكومة المحلية، بقوله «أصيب 12 طالبا فى مدرسة سان بول.. ووفقا لخططنا ستغلق جميع دور الحضانة والمدارس الابتدائية ومراكز رعاية الطفولة والمدارس الخاصة لمدة 14 يوما اعتبارا من غد». أما فى كندا، فقد وصل إجمالى عدد الحالات المصابة إلى 3 آلاف، كما تم نقل 5 أستراليين لوحدات الرعاية المركزة فى فيكتوريا الجنوبية.
