نشر مجموعة من العلماء المتخصصين في النظم الإيكولوجية البحرية (البيئية) تحذيرا حول التداعيات الإيكولوجية لخطة الحكومة (الانقلاب) بتوسيع قناة السويس عن طريق إنشاء ممر مائي موازٍ جديد أكبر حجما وأكثر عمقا، وفقا لما ورد في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم- الاثنين- إن العلماء نعتوا المشروع المصري الجديدة بأنه يمثل " أنباء مشئومة"، مضيفين أنه " سيكون له بالتأكيد تأثيرات مختلفة ومتنوعة، على الصعيدين المحلي والإقليمي، على كل من التنوع البيولوجي والسلع والخدمات الخاصة بالنظام البيئي في البحر المتوسط." وأشارت "هآرتس" إلى أن الخطاب التحذيري نُشر في دورية " بيولوجيكال إنفيجنز" Biological Invasions الأسبوع الماضي كرد فعل على إعلان الحكومة المصرية، وتم التوقيع عليه من جانب 18 عالم من 12 دولة، من بينهم البروفيسور بيلا إس. جاليل من المعهد الوطني لعلوم المحيطات الذي يتخذ من مدينة حيفا الإسرائيلية مقرا له. وقد اختار العلماء تلك الدورية لاهتمامها الرئيسي بغزو الكائنات الغريبة للبحر المتوسط من البحر الأحمر عبر القناة. وأفاد نص الخطاب بان " نحو 700 من الكائنات الحية غير الأصلية متعددة الخلايا المعترف بها حاليا من البحر المتوسط، والتي تم إدخالها بصورة كاملة عبر قناة السويس منذ العام 1869. وتُعد تلك واحدة من أهم الآليات والمحاور لعمليات غزو الكائنات البحرية في العالم. وعلاوة على ذلك، تظهر الطرق الجزيئية مستويات عالية من التدفق الجيني بين البحر الأحمر والكائنات الحية البحر المتوسطية." وحذر خطاب العلماء من تفاقم الوضع على نحو أكبر جراء ارتفاع درجة حرارة مياه البحر المتوسط في العقود المقبلة مع زيادة التغيرات المناخية، مفسرين ذلك بأن المياه الدافئة سوف تعطي الكائنات الحية التي غزت البحر المتوسط قادمة من البحر الأحمر ميزة إيكولوجية في الوقت الذي تتكيف فيه تلك الأنواع الحية بالفعل على المناخ الساخن. وأضاف الخطاب: " معظم الكائنات الحية غير الأصلية التي دخلت عن طريق قناة السويس قد تكاثرت وبقوة على امتداد الشام، من ليبيا إلى اليونان، بل وانتشر العديد منها في الجانب الغربي من البحر المتوسط. وتؤثر التداعيات التراكمية والفردية لتلك الأنواع غير الأصلية سلبا على وضع المحافظة على كائنات حية بعينها وأنواع أخرى مهمة، بالإضافة إلى تركيب ووظيفة النظم الإيكولوجية، وتواجد الموارد الطبيعية. بل والأدهى من ذلك أن بعضا من تلك الأنواع الحية ضار، سام ويشكل تهديدات واضحة على صحة الإنسان."