قال "إسماعيل هنية" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال لقاء خاص مع الإعلاميين نظمته الدائرة الإعلامية للحركة السبت بغزة إن "حركته ترفض إجراء أي مفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا في الوقت ذاته السلطة الفلسطينية لإعادة النظر في ملف المفاوضات مع "إسرائيل"". وأضاف هنية أن "حركته ترفض التفاوض بشكل مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أن سلاح المقاومة غير قابل للمقايضة". واستطرد: أنه لا يمكن مقايضة سلاح المقاومة بالإعمار أو غيره، معربًا عن تطلعهم لبناء علاقات استراتيجية مع الدول العربية وغير العربية وترسيم العلاقات معها وخاصة مصر. وتابع: أن "المقاومة أخرجت شيئًا من جعبتها بالمعركة.. ونحن بحاجة لبناء استراتيجية وطنية"، مطالبًا الرئيس محمود عباس من موقعه بالاستجابة للمطلب الشعبي والفصائلي بالانضمام لوثيقة روما ومحمة الجنايات الدولية. وطالب هنية باستكمال جميع ملفات المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية، وبناء استراتيجية وطنية فلسطينية من وحي انتصار قطاع غزة الأخير. وفي السياق، قال هنية إن الإعلام نجح في التأثير على الرأي العام وصناع القرار في الخارج خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مضيفًا: "إعلامنا كان سيفًا بيد الشعب والمقاومة ، ووحد الجبهة الداخلية خلف مطالب المقاومة وثبّتها طوال 51 يومًا من العدوان". وأشار إلى أن "الاعلام لا يقل خطورة في إدارة المعارك.. ونعرف أن القوى الكبرى في المعارك تحقق 50% من النصر عبر الإعلام وقبل بدء المعركة وتمارس دورها في علية التمشيط والتمهيد للجيش والقوة العسكرية عبر الحرب النفسية والتضليل والتهويل والتثبيط ونشر ثقافة اليأس". وأكد هنية أن شعبنا الفلسطيني في غزة وامتداداته في داخل وخارج الوطن استطاع أن يحقق النصر الإعلامي على الاحتلال، وأبدع الصحفيون في المزج بين البعد المهني والوطني خلال العدوان واستشعار الوطنية دون أي توجيه من أحد. عدالة وتكامل وقال: "المصداقية كانت عالية وهي نابعة من الحق والعدل وكان لها أثر على الإعلام الدولي، وجعلت الاعلام الفلسطيني مصدرًا مًهما من مصادر التلقي والتأثير على صناع القرار، لدرجة أن ذلك أوصل الإسرائيلي لأن يقتنع بما يقوله إعلامنا أكثر من قناعته بإعلامه". وأوضح القيادي بحماس أن "الإعلام الفلسطيني ابتعد عن استراتيجية البكائيات، وأصبح نديًا، ونقل صورة المقاومة التي كانت يدها هي العليا". كما تطرق إلى جرأة التغطية وقال: "من جرأة الصحفي أن التقارير كانت تخرج من بين ثنايا القصف وتحت الأنقاض وكان العالم يرى كل شيء في غزة.. وهذه هي الروح الاستشهادية للإعلامي الفلسطيني وشعوره بأنه لا يقل عن غيره". ولفت هنية إلى حالة التكامل التي حصلت بين وسائلنا الاعلامية بين غزة والضفة وكل وسائل الإعلام، مبينًا أن الإعلام كان له أثره الايجابي على الجبهة الداخلية وصمودها المبهر خلال المعركة وكان له أثر السحر على الجبهة الداخلية وبالغ السلبية على الجبهة الداخلية للاحتلال. وطالب وسائل الإعلام بمزيد من الاهتمام خلال المرحلة الحالية على عدة مراحل أهمها تضميد الجراح، وملف الإعمار "الذي هو في غاية الأهمية خاصة أن بعض الأطراف تريد أن تجعل منه ابتزاز سياسي أو أن يكون مقابله سلاح المقاومة" وقال هنية: "من أولوياتنا ترسيخ كل شيء إيجابي خلال الحرب لما بعد الحرب وأهمها الوحدة بين فصائل المقاومة في الميدان ومفاوضات القاهرة.. ونريد منكم مساعدة القيادات الوطنية ألا تعود إلى المربع الأول وأن يحملها للأمام فيما يتصل بالمصالحة والوحدة". وشدد على أن حركته كان لديها قرار واضح يتجنب "الانزلاق إلى المناكفات الاعلامية والسياسية.. ولا نريد إطلاقًا أن نعيد هذه السحب الثقيلة في سمائنا الوطني"، مطالبًا بتعزيز الوحدة والعمل على استكمال ملفات المصالحة الوطنية. وبين أن "عباس عرض تحركًا سياسيًا وربطنا هذا الموضوع بوثيقة الأسرى والوفاق الوطني، ونحن من حيث المبدأ لسنا ضد أي تحرك سياسي على أساس هذه الوثيقة.. ونحن بحاجة بعد الموقف الأمريكي المنحاز لبناء استراتيجية وطنية فلسطينية من وحي هذا الانتصار". ودعا هنية إلى ضرورة التركيز على تقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب وعدم إفلاتهم من عدالة الأرض، مجددًا مطالبته للرئيس عباس بالاستجابة للمطلب الشعبي والفصائلي لوثيقة روما ومحكمة الجنائيات الدولية.