أصحاب الفخامة والسعادة والسمو، بداية أرحب بكم على أرض سيناء المصرية التى عانت من نير الإحتلال الإسرائيلى فى الماضى القريب، حتى إستطاعت القوات المصرية بعون الله أولاَ وسواعد أبنائها ثانياَ أن تنتصر على الجيش الإسرائيلى وتُجلى الإحتلال عن أرض مصر فى معركة العاشر من رمضان، معركة الكرامة. كان لابد أيها السادة من هذه المقدمة، حتى يتضح للجميع أن الأرض التى يجلس عليها فخامتكم الآن حررتها المقاومة الشريفة بالسلاح لا بالمفاوضات العبثية بقطرة الدم لا بالتنسيق الأمنى، هذا هو فقط أيها السادة الأفاضل ما يحرر الأرض ويحفظ العرض ويصون الكرامة. أصحاب السعادة و الفخامة و السمو ، أصارحكم أننى أتوجس َ من إجتماعكم هذا، هل تجتمع بضع وسبعين دولة من مشارق الأرض ومغاربها من أجل إعمار غزة المكلومة؟ ما كل هذا النبل والوفاء؟ ولكن مبعث قلقى أيها الكبار أنه ألم يكن من الأجدى أن يكون إجتماعكم الموقر هذا أثناء العدوان؟ ليقف وقفة حازمة يرفض فيها الحرب النكراء التى شنّها الإحتلال على الأطفال والنساء والمرضى؟، لماذا الآن فقط أيها السادة الكبار؟. هل يستطيع مؤتمركم هذا أن يعيد لجميلة بنت العشر سنين ساقيها ؟! ، هل يستطيع مؤتمركم هذا أن يحيى الموتى ويشفى المرضى؟!، آسف أيها السادة على تعكير مزاجكم ولكن الحقيقة دائماَ قاسية والتاريخ لا يرحم، لقد قتل الإحتلال أكثر من 1500 شهيد و جرح أكثر من خمسة آلاف جريح، وترك جراح لا تندمل فى قلب وعقل كل فلسطينى وعربى ومسلم وحر، فهل تستطيعون سيادتكم أن تداووا هذه الجراح الغائرة ؟. أريد أن أكون واضحاَ معكم غاية الوضوح لأن هذا هو وقت الحقيقة، عليكم أن تدركوا جيداَ أن أموال العالم كله لن تستطيع أن أن تطبب جراح وآلام النفوس والقلوب، فقط الوقوف بجوار الحق والتصدى للظلم بلا خداع هو من يشفى الجراح ويعيد البسمة للوجوه. أمر آخر أيها السادة الكبار هل من الحكمة و العقل أن تهدم إسرائيل وأنتم تعيدون البناء ؟، أليس من منطق العقل أن من تسبب فى هذه الكارثة هو المطالب بحلها؟ أم أنه فى بؤرة الشعور لديكم تشعرون بأنكم مسئولين مسئولية مباشرة عن هذه الكارثة ؟! بسكوتكم تارة ودعمكم تارة أخرى، ألا يحق للفلسطينيين أن يطالبوا الإحتلال بتعويضات عادلة عن الدمار والخراب الذى حدث ؟ أليست اليهود إلى يومنا هذا يجعلون من الهولكوست بقرتهم الحلوب التى تدر عليهم المليارات سنويا ؟ أليس من حقنا أن تكون لنا حتى ولو عنزة صغيرة ؟!، آسف أيها السادة عن سخريتى هذه و لكنه العلقم الذى يملاْ فمى. أيها السادة الكبار، عليكم أن تفرقوا جيداَ - حين تضعون أموالكم - بين اليد النظيفة واليد الملوثة بالفساد والإستبداد، أنتم تعلمون جيدا فى قرارة أنفسكم من هو الشريف ومن هو المجرم ؟ من يدخل الأموال إلى غزة ومن يهربها إلى بنوككم أنتم ؟ كل هذا معلوم لديكم ، فلا تضحكوا على أنفسكم أو علينا، إلا إذا كنتم قد أتيتم بنوايا أخرى ظاهرها الرحمة وباطنها من قبلكم العذاب. أيها السادة الكبار، عذرا للإطالة فوقتكم سمين غالى ولكن أعذرونى، فأنا أكتب بحجم المأساة التى تتسع لها موسوعات لا بضعة سطور، مأساة أكبر من أعماركم جميعاَ، ولكنها بصمود أهلها وثباتهم ورعاية الله لهم ستظل أبد الدهر ملحمة الفخار التى تفجر أروع آيات البطولة وأسمى آيات الفداء، والسلام ختام.