ذكرت صحيفة "هآرتس" إنَّ "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و"موشيه يعالون" وزير الدفاع أصدرا توجيهات للوفد الإسرائيلي المفاوض بالقاهرة بالانسحاب والعودة إلى إسرائيل، في أعقاب ما وصفته بالخرق الفلسطيني للتهدئة، بعد سقوط ثلاثة صواريخ من نوع "جراد" عصر اليوم تقول تل أبيب إن المقاومة أطلقتها تجاه بئر سبع ونتيفوت. وأوعز نتنياهو لجيش الاحتلال باستئناف العمليات العسكرية على قطاع غزة، حيث قام الطيران الإسرائيلي بطلعات جوية وأطلق عددًا من الصواريخ على بيت لاهيا وحي الشجاعية شمال قطاع غزة وحي الزيتون شرق غزة، وسط مخاوف من عودة وتيرة القصف الإسرائيلي إلى ما كانت عليه خلال عملية "الجرف الصامد". ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد لا تأتي فقط على الهدنة المقرر انتهائها منتصف ليل اليوم الثلاثاء، بل ربما تنسف عملية التفاوض التي تبدي إسرائيل حيالها تعنتًا ملحوظًا، في ظل ضغوط التحالف اليميني الحاكم في إسرائيل على نتنياهو لعدم تقديم تنازلات في القاهرة من شأنها أن تفهم على أنها انتصارات ساحقة للمقاومة وهزيمة لأقوى جيوش المنطقة كما يصنفه الإسرائيليون أنفسهم. واعتبرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن هذه الصواريخ لم تطلقها عناصر محسوبة على الجناح العسكري لحماس، وأن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وجَّه جماعات غير تابعة للحركة بتنفيذ القصف من قطاع غزة لعرقلة المفاوضات التي لا تسير في صالح الفلسطينيين، بحسب موقع "والا" الإسرائيلي. "نفتالي بينت" وزير الاقتصاد الإسرائيلي استغل سقوط الصواريخ على بئر سبع ونتيفوت التي سقطت في مناطق مفتوحة ولم تلحق خسائر في الأرواح أو الممتلكات، مطالبًا بسحق حركة المقاومة الفلسطينية، وإنهاء عملية التفاوض بشكل نهائي.
وقال" بينت": "إذا ما أردنا الانتصار على تنظيم إرهابي فيجب ردعه. وعندما نجري مفاوضات مع تنظيم إرهابي، فإننا نواجه المزيد من الإرهاب" مشيرًا إلى أن "حماس تعتقد أن إطلاق صواريخ سوف يساعد في تحقيق إنجازات في عملية التفاوض. لذلك تقصف إسرائيل أيضًا خلال الهدنة. فقط رد عنيف مثل الذي تقدم عليه دولة ذات سيادة على صواريخ تستهدف أراضيها يمكن أن يوقف التدهور. عاجلاً أم آجلاً ستضطر إسرائيل للحسم أمام حماس، ليس هناك مفر من ذلك". يشار إلى أن خالد البطش، عضو الوفد الفلسطيني المفاوض والقيادي بحركة الجهاد الإسلامي، كان قد حذر صباح اليوم من أن المفاوضات في القاهرة قد تنهار في أي لحظة، متهمًا إسرائيل بالسعي لإفشال وزعزعة الثقة بين الجانب الفلسطيني والمصري بسبب التعنت وعدم تقديم تنازلات.
وكشف البطش أنه لم يكن اتفاق بالأمس كما أشيع وذلك بسبب العراقيل التي عادت إسرائيل ووضعتها، لافتًا إلى أن مفاوضات الأمس كانت ستنهار وأن الوفد الفلسطيني وافق على تمديد تهدئة جديدة لمدة 24 ساعة تقديرًا لدماء الشعب الفلسطيني وحرصًا على المصلحة الوطنية.