مجدي حسين صحفي، وباحث، ومفكر، ومجاهد، فهو صحفي بمرجعية اسلامية، وهو رجل جاد يحب مهنته مثله في ذلك مثل كل انسان مجد يحب مهنته فيتقنها ويبدع فيها. وبالاضافة الى ذلك فإن مجدي حسين أمين عام لحزب مجاهد وشخصية عامة معروفة. شخصية بهذه الصفات والخلفيات لايمكن أن تقف مكتوفة ومقيدة أمام ما حدث في غزة، إن ما حدث في غزة لامثيل له في التاريخ، حصار وتجويع، لاماء ولا كهرباء ولادواء، مجازر وابادة ممنهجة وتدمير كل عناصر الحياة، كل هذا بمشاركة عربية ومصرية، شاركت مصر ومازالت تشارك في الحصار وتبرر ذلك بحجج تافهة لايقبلها عقل ولا منطق ولا قانون وضعي ولاقانون إلهي، واتحدى أن يكون لحصار غزة والجرائم التي حدثت أثناء الحرب الأمريكية الصهيونية عليها مثيل في القضايا والنزاعات الدولية، وكما شاركت مصر وما يسمى صهيونيا بالدول العربية المعتدلة في حصار غزة فإنهم شاركوا في الحرب الصهيونية عليها، لقد أعدت مصر ودول الاعتدال (الانحياز للعدو الصهيوني) بواسطة أجهزتها الاعلامية المناخ السياسي اللازم للعدوان الصهيوني الذي لم يترك طفلا ولا امرأة ولا شيخا ولا شجرة ولا مدرسة ولا مسجدا ولامنزلا ولا حجرا ولا زرعا ولا ماء ولا مستشفى إلا ودمره. ونحن نعيش هذا العار العربي الرسمي تقدم مجدي حسين المجاهد الصحفي للدخول إلى غزة بشكل رسمي بعد توقف القتال بين العدو والمقاومة ليقف على ما حدث بالتفصيل وليساهم في الاحتفال بانتصار المقاومة وليكون صوتا لمصر الشعبية يساهم في تثبيت المقاومين ويزور أسر الشهداء والجرحى في المستشفيات ويلتقي مع الشباب في المساجد، حاول مجدي حسين مرتين للدخول بشكل رسمي لغزة التي هي إمتداد لمصر تاريخيا وجغرافيا وشعبيا، ولكن السطات المصرية رفضت دخوله في الوقت الذي يدخل فيه الصهاينة إلى مصر من معابر متعددة بالبطاقة الشخصية، يمنع مجدي حسين من دخول غزة ليمارس مهنته وفي المقابل كل أبواب مصر مفتوحة أمام الصهاينة ليعيثوا فسادا وقطاعات الإقتصاد المصري مسخرة لخدمة إقتصاد العدو الصهيوني. من يتحمل ذلك ؟ أتحدى أن تقوم جهة محايدة بإستطلاع رأي الناس في مصر حول سلوك الحكومة المصرية قبل وأثناء العدوان الصهيوني على غزة، لقد تحدثت كل وكالات الأنباء عن موقف الناس المضاد لموقف الحكومة من العدوان، الناس في ناحية المقاومة، والحكومة في ناحية العدو. عندما رفضت الحكومة دخول مجدي حسين غزة فإن انتماءه المصري العربي الاسلامي دفعه للدخول بطريقته وعلى مسئوليته الشخصية، وأنا أوأكد على أن مافعله مجدي حسين هو مايرغب كل مصري ينتمي إلى مصر في أن يفعله، لكن مجدي حسين أكثر إقداما وشجاعة، إنه صوت التاريخ والهوية في مواجهة الخنوع والركوع والمهانة. عقيديا: إسلاميا فإن الجهاد فرض كفاية على كل مسلم عندما تتعرض أى أرض اسلامية للعدوان، ويعتبر الجهاد فرض عين على كل قادر من الأمة المحتلة. وقوميا: فنحن أمة عربية واحدة، نحن شعب واحد، لاتلغي وحدته هذه التجزئة الامبريالية الصهيونية، ومن يؤمن عقيديا وسياسيا بالتجزئة فهو صهيوني، وإنطلاقا من هويتنا ووحدتنا القومية فإن الجهاد فرض عين على كل قادر ضد العدو الصهيوني، وكل من يتحالف أو يتعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع العدو فهو خائن لدينه وأمته، وما فعله مجدي حسين هو ما يجب أن يفعله كل مصري وكل عربي، إن فلسطين ليست ملكا لأبو مازن أو أي ملك أو رئيس عربي، إن فلسطين ملكية تاريخية مشتركة لكل الأجيال العربية لأن فلسطين جزءمن الأمة العربية، ومن ثم لايملك أحد على وجه الأرض العربية التنازل عن شبر من فلسطين، ومافعله مجدي حسين هو تعبير عن هذه الحقيقة الموضوعية وتعبير عن حقه في المقاومة. هذه كانت هناك ملاحظات على الجوانب الفنية في ممارسة مجدي حسين لحقه الإنساني والقومي والإسلامي، فإن هذه الملاحظات لايجب أن تغطي على حقه في حد ذاته، ولن نسمح لأحد بخلط الأوراق ليغطي على ما فعلته االحكومة إنحيازا للعدو ويقلل من نبل القصد والإقدام والشجاعة لدى المجاهد مجدي حسين، هذا من ناحية، والمطلوب أن يتجه المحققون الى التحقيق في قضيتين: قضية انحياز السلطة المصرية للعدو وقضية منع مجدي حسين من الدخول الى غزة بصفته المهنية والمصرية والعربية والاسلامية والسياسية، بل نطالب أن يتسع التحقيق ليشمل منع الحكومة الوفد البرلماني المصري من الدخول للقطاع وفي دور الحكومة في تدمير القواعد الثابتة للأمن القومي لمصر، وهذا من الناحية الثانية. وأخيرا لك يا مجدي كل التحية والتقدير والإحترام ، لاتقلق ولاتبتئس فإن نصر الله قريب والله غالب على أمره " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " سورة الأنفال الآيتين 15 ، 16" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ " الآية 45 من سورة الأنفال. والسلام على من اتبع الهدى.