التعليم العالي: 3.7 مليون طالب يستعدون لبدء العام الدراسي الجديد    العواري خطيبًا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    أول كلمات الوحي.. فضل العلم والعلماء في القرآن والسنة النبوية| فيديو    سياسيون: التحول إلى الدعم النقدي يغلق باب الفساد وخطوة نحو العدالة الاقتصادية    تراجع أسعار الذهب اليوم الجمعة 27 سبتمبر بالتعاملات الصباحية    5 أهداف وراء إلغاء الاشتراطات التخطيطية والبنائية.. تعرف عليها    وزير التموين يوجه ببدء طرح الخضر والفاكهة بالمجمعات الاستهلاكية بالشراكة مع القطاع الخاص    بعد نشر «أهل مصر».. محافظ أسيوط يوجه بحدتين نهريتين لحين إنشاء كوبري مشاة بالنخيلة ونزلة باقور    حياة السائقين والركاب في خطر.. النقل تدعو المواطنين لحماية القطارات من الرشق بالحجارة    وزير خارجية إيران: طهران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الحرب الشاملة في لبنان    «البعثة الأممية لحقوق الإنسان»: لا يوجد إمكانية لاستيعاب النازحين من جنوب لبنان    أخبار الأهلي : كولر ينصب "فخ" لنجم الزمالك فى السوبر الأفريقي    "الفيديو جاهز".. جوميز يحفز لاعبي الزمالك بسخرية "نجمي الأهلي"    طارق السعيد: الزمالك لن يغامر ب محمد حمدي في مباراة القمة.. وأبو علي سيصنع الفارق للأهلي    مواعيد مباريات اليوم 27 سبتمبر.. القمة في السوبر الإفريقي ومونديال الأندية لليد    استغاثة على فيسبوك.. حقيقة اختفاء طفلة بالإسكندرية    مصرع 3 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث بسوهاج    غلق الدائري من الاتجاه القادم من المنيب تجاه المريوطية 30 يوما    مميزات وشروط الالتحاق في مدارس «ابدأ».. تخلق كيانات تعليم فني معتمدة دوليا وتواكب سوق العمل    موعد ومكان عزاء شقيق المخرج مجدي أحمد على    جولة بحرية في القناة.. ملتقى «أولادنا» لذوي القدرات يزور الإسماعيلية    زينة تنشر صورا لها بمرحلة الإعدادية.. والجمهور: "فيكي شبه من جيهان نصر"    حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها ووقت قراءتها    الصحة تعلن عن جهودها في مقاومة مضادات الميكروبات باجتماع العامة للأمم المتحدة    3 أطعمة رئيسية تهيج القولون العصبي.. استشاري تغذية علاجية يحذر منها    مساعد وزير الصحة يتفقد مستشفى منفلوط المركزي الجديد    صحة المنوفية: تخصيص 4 مستشفيات لإنهاء قوائم انتظار «العظام»    سقوط فتاة من الثالث في ظروف غامضة بالحوامدية    محافظ أسوان يقدم واجب العزاء لمدير الأمن وأسرة الشهيد النقيب محمود جمال    استقرار سعر اليورو اليوم الجمعة 27-9-2024 في البنوك    تحديات التعليم.. كيف تواجه الحكومة عجز المعلمين والكثافة الطلابية؟    كرة اليد، الزمالك يواجه تاوباتي البرازيلي في افتتاح مونديال الأندية    ليلي علوى فى المركز الأخير بشباك التذاكر ب جوازة توكسيك    سيميوني: أتلتيكو مدريد يحتاج لهذا الشئ    رئيس جامعة القاهرة يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من كلية العلوم    وزير الخارجية اللبناني يدعو لتدخل دولي ووقف إطلاق النار    مصر تستعد لاستقبال التوقيت الشتوي: كيف يساهم في تخفيف عبء أزمة الطاقة؟    البيض ب150 جنيهًا.. الزراعة: ضخ منتجات وسلع غذائية بأسعار مخفضة    تفاصيل لقاء رئيس الرعاية الصحية والمدير الإقليمي للوكالة الفرنسية للتنمية    ما حكم الجمع بين الصلوات لعذر؟ الإفتاء تجيب    دعاء للوالدين المتوفين يوم الجمعة.. «اللهم أبدلهما دارًا خيرًا من دارهما»    «الأوقاف» تفتتح اليوم 14 مسجداً بالمحافظات    إطلاق صواريخ من لبنان على حيفا    وزير النقل يشدد على الالتزام بالسرعات المقررة وفحص القطارات قبل التحرك من المحطات    أسعار حفل أنغام في المتحف المصري الكبير الشهر المقبل    تامر حسني يشيد بأداء أحمد العوضي: فنان كبير ومكسر الدنيا    فلسطين.. شهيدان وإصابات جراء قصف طيران الاحتلال لمنزل غرب مدينة غزة    أمين حلف «الناتو» يدعو لشراكات أقوى مع دول الخليج في خضم التطورات الراهنة    «صباغ» يبحث في نيويورك مع عدد من نظرائه التعاون الثنائي والتصعيد الإسرائيلي بالمنطقة    وزير خارجية الأردن: إسرائيل أطلقت حملة لاغتيال وكالة «أونروا» سياسيًا    خالد الجندي: لهذه الأسباب حجب الله أسرار القرآن    فنربخشه يعبر سانت جيلواز بالدوري الأوروبي    مصدر: الأمن يفحص فيديوهات تحرش أطباء بالمرضى| خاص    برج الحوت.. حظك اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024: أنت محظوظ في الحب    حسام حسن: من الصعب توقع مباراة القمة.. وصفقات الأهلي والزمالك قوية    سر رفض عاطف بشاي ورش الكتابة في الأعمال الفنية.. أرملته تكشف (فيديو)    بعد سحب ضابط مطاوي على الأهالي .. داخلية السيسي تضرب الوراق بالقنابل والخرطوش والقناصة!    أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التاريخ يعيد نفسه
نشر في الشعب يوم 10 - 02 - 2009


[email protected]
***
المكرم الأول هو الشيخ عبد العزيز جاويش رئيس تحرير " اللواء " بعد وفاة الزعيم الوطني مصطفى كامل.. والوسام الذي قدم له لم يهد مثله لأحد من قبله .. اكتتب الشعب لشرائه من ذهب وحرير وأهدي إليه في احتفال عظيم بعد خروجه من السجن وقام الشباب بجر عربته بدلا من الخيول ( فتحي رضوان - كتاب مشهورون منسيون – الهيئة العامة لقصور الثقافة – ص 41 : 87 ) .. والمكرم الثاني هو الأخ الحبيب مجدي أحمد حسين رئيس تحرير " الشعب " الورقية قبل التجميد الذي حاكى الشيخ جاويش كما حاكى والده الزعيم الوطني أحمد حسين في جهادهم وطول فترات سجنهم .
***
معركة الفساد الكبرى
شهد العاشر من فبراير عام 1908 وفاة زعيم مصر الوطني الشاب مصطفى كامل والذي آلت زعامة الحزب الوطني من بعده لزعيم مصر الزاهد محمد فريد وآلت رئاسة تحرير " اللواء " من بعده للشيخ عبد العزيز جاويش والذي استهل رئاسته لها بمقال جاء فيه " بعونك اللهم قد استدبرت حياة زادها الجبن ، وخور العزيمة ..... وبيمينك اللهم أستقبل فاتحة حياتي الجديدة ، حياة الصراحة في القول ، حياة الجهر بالرأي ، حياة الاستماتة في سبيل الدفاع عن البلاد العزيزة ..... أستقبل هذه الحياة المحفوفة بالمخاطر ، فإما إلى الصدر وإما إلى القبر " .. ألم يكن هذا هو منهج مجدي أحمد حسين في جريدة الشعب ؟! 0
ما كاد الشيخ يمسك قلمه حتى خاض أول معاركه ضد المذبحة التي أقامها الإنجليز في السودان في مايو 1908 والتي شبهها بمذبحة دنشواي .. وفي أثناء معركته الصحفية قدم أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني سؤالا عما إذا كانت الحكومة المصرية تنوي محاكمة الشيخ الصحفي أم لا ؟ .. وحوكم الشيخ وغرم عشرين جنيها في أول درجة .. واستأنف الحكم .. تحولت المحاكمة إلى حدث سياسي اضطربت له أعصاب الحكومة .. ثارت ثائرة الشعب الذي تابع المحاكمة في حماس منقطع النظير .. ينتظر الشعب الشيخ عقب كل جلسة .. يهتف له .. يحاول جر عربته بدلا من جيادها .. يحكم بالبراءة .. ينتصر الشعب بانتصار " اللواء " .. ينظم فحول الشعراء قصائدهم .. حافظ إبراهيم ، محمد إمام العبد ، وأحمد نسيم .. يتغنى الشعب بقصائدهم 0
ما كاد مجدي يتولى مسئولية جريدة " الشعب " حتى ملأ الفراغ الذي تركه الأستاذ عادل حسين بأول معاركه عام 1995 " معركة الفساد الكبرى " التي بدأت بما سمي ب " حوت مدينة نصر " .. يتجاوز الأذناب .. يضبط رؤوس الفساد .. تنهال عليه مفاتيح مواخير الفساد مدعمة بالمستندات من الشعب الذي عانى من ويلاته .. لا يأبه مجدي حسين بموقع أو سلطة رؤوس الفساد .. يلفظ الإغراء .. لا يخضع لضغط أو إحراج أو إرهاب .. يحكم عليه مع وقف التنفيذ .. يبقى الحكم سيفا مسلطا على عنقه إن عاد ولكن هيهات .. أجل هيهات فلقد بدأ مجدي معاركه قبل الشعب بسنوات .. عرف والده في السجن أكثر مما عرفه في بيته .. بدأ نضاله مع مظاهرات الطلبة في نهاية الستينات وبداية السبعينات .. ونظم لمظاهرة منعت ضد الكيان الصهيوني البغيض على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة في منتصف الثمانينات وأشار إليها رئيس الجمهورية في إحدى خطبه .. نظم لمظاهرة أخرى ضد الكيان الصهيوني رافضا مشاركته في معرض الكتاب .. ثم كان سجنه في إبان " حرب تدمير العراق والكويت " عندما رفع شعار " الموت لأمريكا " 0
***
قانون ذبح الصحافة
اكتسبت صحيفة الحزب الوطني " اللواء " تأييد كافة أبناء الشعب من طلاب ومهنيين وعمال وفلاحين ولم يكن هناك بد للاحتلال من التدخل فعدل قانون المطبوعات في مارس 1909 وأصبح من حق الحكومة وقف الصحف إداريا .. وأحيلت قضايا الصحف إلى محكمة الجنايات بدلا من محكمة الجنح – ألم نعنون المقال بأن التاريخ يعيد نفسه ؟ - وخاض الشيخ معركة حرية الصحافة وقانون المطبوعات كعادته صريحا حادا عنيفا " أيها القلم لو كنت سيفا لأغمدتك في صدر من يحاربونك ، أو كنت سهما لأنفذتك إلى أعماق قلوبهم ، ولو كنت جوادا لوجدت لك في ميادين النزال مجالا للكر والفر ....0 أيها القلم استلانوا عرينك ، واستهانوا بقوتك وأمنوا جانبك فمدوا إليك يدا مجرمة ما كان أولاها أن تقطع ... " .. ولم يمر قانون المطبوعات في سهولة إذ خرجت الجماهير في الأول من إبريل 1909 وعقدت اجتماعا ضخما في حديقة الجزيرة – ما أشبهه باجتماع الأحزاب بالوفد عام 1995 – وتدفقت الجماهير إلى القاهرة عبر كوبري قصر النيل وحشدت قوات البوليس بقيادة الحكمدار البريطاني والذي اضطر لتفريق جماهير المتظاهرين بخراطيم مياه المطافئ مع الاستعانة بفرقة من فرسان الجيش 0
وفي هذا الإطار كانت معركة مجدي أحمد حسين الثانية مع كافة الصحفيين الشرفاء لإسقاط قانون 93 الشهير ب " قانون ذبح الصحافة " وكان أول صحفي مهدد بالحبس بموجب هذا القانون الذي أتى متواكبا مع الفساد الكبرى السابق الإشارة إليها .. وكانت معركة جريدة الشعب أمام المحكمة الدستورية والتي أسقطت مسئولية رئيس الحزب ثم مسئولية رئيس التحرير عن كل ما ينشر في الصحف الحزبية وكان فارس هذه المعركة شيخ القضاة المستشار يحيى الرفاعي .
***
مع قضايا المجتمع
وجاءت معركة عبد العزيز جاويش الثالثة في ميدان التعليم استئنافا لمعركة بدأتها اللواء عام 1906 ضد وزير المعارف سعد زغلول الذي بدأ حياته في الوزارة بالاستقالة من عضوية اللجنة المسئولة عن إنشاء جامعة مصرية أهلية والتي كان يعارضها الإنجليز .. ثم كانت خطبته في الجمعية العمومية عام 1907 والتي نادى فيها بأن يكون تعليم العلوم باللغة الأجنبية بحجة اختلاط الأمة بالأجانب واشتباك المصالح الوطنية بالأجنبية !! .. وجاء استئناف المعركة عام 1908 علي يد جاويش عندما دافع المعتمد البريطاني عن المستر دنلوب المستشار البريطاني لوزارة المعارف المصرية بحجة أن الوزارة لها وزير مصري مستقل فكانت مقالات الشيخ بعنوان " ظلموك يا سعد " والتي ألمح فيها إلى أن الإنجليز اتخذوا من شخصه ستارا لأعمالهم في الوزارة 0
وفي مجال التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والري وما يسمى بالمشروعات الكبرى وحماية الآثار والرياضة كان لمجدي أحمد حسين باع كبير في كل هذا ومعه كتيبة الشعب المجاهدة .. إلا أن كل هذا لم يكن لينفصل عن معارك حزب العمل الأساسية وجريدته المطالبة بالإصلاح السياسي والديمقراطية والذي يجب أن يتلازم مع التصدي للفساد على المستوى الداخلي وضد الحلف الصهيوني الأمريكي في الخارج وأعوانه في الداخل 0
***
معركة الفساد الثانية
ولم تنته معركة التعليم إلا لتفسح مكانا لمعركة أبعد مدى وأطول عمرا " معركة الدستور " عندما صرح أمير الشعراء أحمد شوقي في سبتمبر 1908 لجريدة المؤيد ب " إن الخديوي لا يستطيع أن يمنح البلاد دستورا بغير إرادة الإنجليز " وفي الشهر التالي صرح المعتمد البريطاني في مصر ب " إن بريطانيا لن تمنح مصر دستورا ولا يغير من موقف بريطانيا حصول الأتراك على دستور من السلطان عبد الحميد " .. يتسع نطاق معركة الدستور .. لا يدع الشيخ أمرا يتصل بهذه المعركة إلا ويتخذه ذريعة لتعميقها .. هجومه ونقده ينال أحمد شوقي ، المعتمد البريطاني ، صحف المؤيد والمقطم والجريدة ، اللورد كرومر ، مجلس شورى القوانين ، أحمد لطفي السيد .. يحارب قي كل الجبهات وفي كل الاتجاهات من أجل دستور حر تنعم به البلاد .. حتى شاه إيران لم يسلم من نقده اللاذع عندما صرح بأن المتعلمين من أفراد شعبه لا يرغبون في مجلس نيابي أو دستور وأن علماء الدين أفتوا بأن المجلس مخالف للشرع .. ينفجر غضب الشيخ " لم يبلغ الشاه بغيته بما أنزل بأمته من الكوارث الساحقة الماحقة ، فثاب إلى تلك التكأة التي طالما توكأ عليها ضعاف الإيمان من أمراء المسلمين فجمع حوله من الدين عمائم كالنمائم ولحى كذيول الخيل ، وجببا كأوراق الكرنب ، وسبحا لا تقل حباتها عن بيض الحمام ، وألسنا لا تريح كاتب السيئات "
ويتابع مجدي أحمد حسين معركته الثانية ضد الفساد في إحدى وزارات السيادة – وزارة الداخلية في عهد اللواء حسن الألفي - والتي قضي فيها شهورا في سجنه عام 1998 مع زميله محمد هلال إلى أن برأتهما محكمة النقض بفضل من الله وجهاد كتيبة الدفاع والجهاد السياسي الذي قام به قيادات حزب العمل وأعضاؤه ورئيسه المجاهد إبراهيم شكري 0
***
ضد الحلف الصهيوني الأمريكي
وكانت أكبر معارك عبد العزيز جاويش هي " معركة القناة " إذ تفاوضت الحكومة عام 1909 سرا مع شركة قناة السويس لمد امتياز القناة أربعين عاما بعد نهايته عام 1968 مقابل أربعة ملايين من الجنيهات تدفع لمصر على أقساط .. ووصلت حدة المواجهة إلى تعنيف الشيخ جاويش للأمير حسين كامل شقيق الخديوي عباس رئيس الجمعية العمومية واتهامه بالخروج عن واجب الحيدة .. ويحاول سعد زغلول وزير المعارف أن يدافع عن موقف الحكومة في مد الامتياز إلا أن الجمعية العمومية ترفض موقف الحكومة متأثرة بموقف جريدة " اللواء " والحزب الوطني وتضطر الحكومة تحت ضغط مقالات محمد فريد وعبد العزيز جاويش أن تتراجع عن هذا الاتفاق 0
وتتشابه معركة " اللواء " هذه مع معركة " الشعب " الأكثر أهمية والأكثر إيلاما ضد شبكة الحلف الصهيوني الأمريكي في مصر والتي بدأها صلاح بديوي بمباركة من مجدي حسين والذي أبى إلا أن يأخذ موقعه مع الأستاذ عادل حسين – أمين عام حزب العمل وقتها - في صدارة المواجهين لهذا الحلف الصهيوني الأمريكي القاتل لأبناء الشعب المفرط في خيراته لصالح الأعداء وعلى رأسهم يوسف والي أمين عام الحزب الوطني الحاكم وقتها ونائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة لعدة عقود والذي كان بمثابة رأس حربة الحلف الصهيوني الأمريكي ضد شعبنا ومن هنا كان وصفه بالخائن والقاتل.
ولم يركن مجدي أحمد حسين ومعه صلاح بديوي إلا بعد أن زج بهما في السجن عام 1999 لما يقرب من السنتين ومعهما رسام الكاريكاتير المبدع عصام حنفي وتوج كل هذه الكتابات في كتابه المهم " الخيانة" وكانت النتيجة الحتمية التي لم يأبه بها مجدي حسين هي تجميد نشاط الحزب وإغلاق جريدته مجاملة للصهاينة والأمريكان .
***
وسام من الصحفيين لمجدي حسين
لم يكن ممكنا أن تسكت الحكومة أو الإنجليز على بقاء عبد العزيز جاويش خارج السجن حرا فانتهزت فرصة نشره لمقال في ذكرى دنشواي في 28 يونيو 1909 ليحقق معه أمام النيابة في 7 يوليو ثم يحاكم في 17 يوليو ليصدر الحكم بحبسه في 25 أغسطس – نرجو ألا يعيد التاريخ نفسه .. نرجو رجاء حار مخلصا – يثير الحكم الصاروخي السريع بالحبس ثلاثة شهور سخط الشعب .. تخرج المظاهرات احتجاجا عليه .. تمتلئ صحف الحزب الوطني بالمقالات والقصائد المؤيدة للشيخ .. يكتب الشعراء :
أحمد نسيم ( يا نازل السجن محفوفا بإكبار / هون عليك فما في السجن من عار )
محمد فريد وجدي يخرج عن هدوئه ( وما على التبر عار / في النار حين يقلب )
الشيخ علي الغاياتي ( أنت البريء ومن يخالك مجرما هو مجرم )
ويتجاوز التعاطف مصر فيكتب إيليا أبو ماضي ( لئن حجبوك عن مقل البرايا/فما حجبوا هواك عن القلوب )
يتأيد الحكم من محكمة الاستئناف .. يرفض الطعن أمام محكمة النقض .. يكتتب أبناء الشعب بمبلغ كبير.. يشتروا وساما من حرير مزين بثلاث قطع ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة .. بعد أن يطلق سراحه يقام له احتفال مهيب في فندق شبرد يتقلد فيه الوسام .. الألوف خارج الفندق تحييه وترفعه فوق الأعناق
هذا وسام الشعب لعبد العزيز جاويش فماذا انتظر مجدي حسين من تكريم .. إن مجدي حسين الذي أبى أن يستجدي الإفراج الصحي من المحكمة كان جديرا بأن يكون في قمة المختارين من الصحفيين الشرفاء في مجلس نقابتهم عام 1999 وكان اختياره إضافة إلى ما قدم لأمته ومهنته له معنى كبير يعكس كل ما نادى به طوال السنوات الماضية ( إلغاء العقوبات المقيدة للحريات – السعي لإسقاط عقوبة الحبس – حق نقد العاملين بالعمل العام – حق تملك وإصدار الصحف ) .
*****
ورغم أن الحزب يعاني من جريمة التجميد غير المشروع منذ مايو 2000، وإيقاف صحيفته المطبوعة "الشعب" التي كانت إلى حد كبير لسان حال الشعب المصري، ورغم ما يتعرض له من مطاردات ومحاكمات وتحقيقات في قضايا لم تتوقف أبدًا، ورغم الاعتقالات التي نالت العشرات من أنصاره وشبابه وأعضائه، ورغم كل ذلك رأى الحزب أن يواصل مسيرته، وأن ينحاز للحق مهما كلفه ذلك من عنت وويل وثبور.
وكان حزب العمل – كعادته – كتيبة متقدمة للجيش الشعبي، وكان أول من فتح ثغرة في جدار الخوف من نظام اعتاد أن يستخدم العصا الغليظة لإسكات معارضيه، من سجون ومعتقلات، وحالة طوارئ مستديمة، وإغلاق للصحف والأحزاب والنقابات، وتزوير الانتخابات، والاعتداء على استقلال القضاء.
في كتاب الأستاذ مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل بعنوان "لا" - والذي جمعه بناء على طلبي – والذي صدر مع بدايات 2005 وضمنه مقالاته الافتتاحية بجريدة "الشعب" الإلكترونية في الفترة الواقعة بين 22/2/2002 & 25 /2/204 – أي خلال عامين – ومن بين ما كتبه أخي مجدي أحمد حسين ما يلي:
♦ الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية ( ضد التوريث ) 22 فبراير 2002
♦ الرسالة الثانية إلى الرئيس مبارك: ( موقفكم لا يليق بمكانة مصر.. ولا يلتزم بتعاليم القرآن.. ولا بالدستور المصري - إما الالتزام بالموقف الشعبي أو الاستقالة.) – ( مطالبة بالاستقالة قبل إنهاء فترة الرئاسة الخامسة) 12 فبراير 2002
♦ لا تنسوا أصل المعركة: استئصال شأفة النفوذ الصهيوني الأمريكي من على أرض مصر. – 19 إبريل 2002
♦ مبارك يتحدى الأمة، ويؤكد خيار السلام الاستراتيجي مع الأعداء – 26 إبريل 2002
♦ نشر فكرة العجز أمام أمريكا شرك بالله، ولا بد من طرد عبيد فورًا من منصبه - ضرب حزب العمل كان لصالح الحلف الصهيوني/ الأمريكي.. ونحن لن ننحني أمام محاكم التفتيش – 3 مايو 2002
♦ مرة أخرى: الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية وماذا عن جمال مبارك؟ - 19 مايو 2002 – ( ضد التوريث )
♦ الله أكبر.. العراق يصمد أمام أعتى عدوان - اسمعها يا مبارك مرة ثالثة.. مرحبًا بالسجن أو الاستشهاد. - إما أن تستمع لكلام الله.. وكلام الشعب،أو ترحل!.- 12 مارس 2003 – ( مطالبة بالرحيل وليس رفض التمديد )
♦ للمرة الرابعة أدعو الرئيس مبارك إلى تقديم استقالته - ( مطالبة بالرحيل وليس التمديد ) – 24 مارس 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
♦ انتهت مهلة ال 48 ساعة ولم يتخذ مبارك قرارًا واحدًا ضد أمريكا.. فلنشدد المطالبة باستقالته الفورية - 27 مارس 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
♦ مبارك يقدم تسهيلات عسكرية وإدارية للعدوان - اخرجوا يوم الجمعة للمطالبة باستقالته ولا تخشوا إلا الله. – 2 إبريل 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
♦ الآن نتحرك لإقالة مبارك - أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر - 9 إبريل 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك )
♦ تنحية حسني مبارك.- لماذا هو الشعار المركزي الصحيح للحركة الوطنية والإسلامية؟ - 9 مايو 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته )
♦ تنحية مبارك. لماذا أصبحت ضرورة حياة؟! - فشلت كل محاولات الإصلاح والترقيع ولا بد من فتح صفحة جديدة - تنزيه الحاكم عن النقد أو العزل.. شرك صريح بالله سبحانه وتعالى. – 16 مايو 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته )
♦ واصلوا التوقيع على عريضة تطالب باستقالة مبارك - التوقيعات كانت أحد أسلحة الحركة الوطنية قبل الثورة. - من أين لجمال مبارك كل هذه الأموال؟! – 25 يوليو 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
♦ سقوط مرشح الحكومة لنقيب الصحفيين إنذار شديد اللهجة لأهل الحكم - صحيفة إسرائيلية ترحب بتوريث الحكم لجمال مبارك.- 1 أغسطس 2003 – (مطالبة بالاستقالة ورفض للتوريث )
♦ ما هي الشركة العالمية التي يعمل جمال مبارك مستشارًا لها؟ - ألا تكفي كل هذه الحقائق لإقالة مبارك؟ - 8 أغسطس 2003 - (مطالبة بالإقالة ورفض للتوريث )
♦ مبارك يحاصر المقاومة الفلسطينية والعراقية ويبيع الغاز لإسرائيل - جمال مبارك يتعاون مع الشركات العالمية استعدادًا لرئاسة الحزب الحاكم. - ملامح الخطة الشعبية لإقالة مبارك. - 29 أغسطس 2003 - (مطالبة بالتحرك لإقالة مبارك ورفض للتوريث )
♦ بيان من حزب العمل إلى الأمة - نطالب بانتهاء حكم مبارك ونرفض توريث الحكم – 6 سبتمبر 2003
♦ كل ما سبق قبل أن يسقط مبارك في مجلس الشعب في نوفمبر 2003 وقبل أن يبدأ تفكير أي من القوى السياسية في إقالته أو تنحيته وأقصى ما طالب به البعض هو المناداة بعدم التمديد له
♦ لماذا لا يصدق الناس مبارك في موضوع التوريث؟ - 3 ضمانات رئيسية حتى يمكن إغلاق هذا الملف الأسود. - إعفاء جمال مبارك من مسئولية لجنة السياسات بالحزب الوطني. - تعيين نائب لرئيس الجمهورية من غير أفراد الأسرة الحاكمة - أن يعلن صراحة أنه سيعتزل السياسة بعد هذه الدورة التي تنتهي في أكتوبر 2005، وأن يفتح باب الترشيح مبكرًا بين أكثر من مرشح للانتخاب الحر المباشر على موقع رئاسة الجمهورية. - أن يعلن اعتزال أسرته (وعلى رأسهم "السيدة سوزان ثابت، وعلاء وجمال") العمل العام من الآن.- 9 يناير 2004
♦ إعفاء مبارك من منصبه أصبح واجبًا وطنيًّا ودستوريًّا - 4 مواد بالدستور تنظم وتحتم تعيين نائب للرئيس. - ترك البلاد في حالة فراغ دستوري يعكس انعدام الإحساس بالمسئولية تجاه مصر وشعبها. - إدخال البلاد في حالة من الارتباك لإحياء فكرة توريث الحكم، ولن تسمح الأمة بهذا العبث. - سينتهي حكم مبارك وستعود مصر سيرتها الأولى زعيمة العروبة ومنارة الإسلام.- 25 فبراير 2004
♦ كان كل هذا قبل عام من دعوة مبارك للتعديل المعيب للمادة 76 من الدستور وقبل عشرة شهور من تظاهرة كفاية الأولى في ديسمبر 2004

وكذا كان بيان حزب العمل الذي صدر خلال تلك الفترة رافضا لرئاسة مبارك فكان بذلك حزب العمل أول حزب يدعو لإنهاء حكم مبارك – وفرق كبير بين رفض التمديد والمطالبة بإنهاء حكمه - وكذلك فإن معظم ما جاء في هذا البيان أصبح برنامجًا للهبة الشعبية التي بدأت في 12/12/2004، والمستمرة حتى الآن تحت شعار "لا للتمديد... لا للتوريث". والذي نص على ما يلي:
· رحيل مبارك والأسرة الحاكمة من الحكم.
· دورتان بحد أقصى لأي رئيس جمهورية.
· إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين.
· إلغاء التعديل المزور للمادة 76 من الدستور، وإعادة صياغتها بما يسمح لكافة القوى السياسية بالترشيح للرئاسة.
· إقرار قانون السلطة القضائية، والإشراف القضائي الكامل على الانتخابات.
· إطلاق حرية تشكيل الأحزاب وإصدار الصحف.

إن الجهر بالحق هو السلاح الماضي لأي حركة شعبية ذات رسالة، وقد رأى حزب العمل دومًا وفي مقدمته أمينه العام مجدي أحمد حسين أن يقوم بهذا التكليف الشرعي، الذي لا يستند أبدًا لتوازن القوى المادية مع أهل الباطل؛ فمعسكر الحق من المفترض أن يصدع بما يؤمر من الله عز وجل، بغض النظر عن حالة القوة والضعف من الناحية المادية.
وهكذا فإن الثغرة الأولى التي فُتحت في جدار الاستبداد، سرعان ما تدفقت منها مياه كثيرة، وتحولت إلى نهر جارف يهدد حصون الطغيان.
*****
ما أحوجنا للقائمين على الحق
"مثل مجدي مثل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه"
لقد خلق مجدي أحمد حسين ليكون مع الحق متمردا على الظلم .. مثله مثل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه .. يرفع أول صيحة في الإسلام تتحدى كبرياء قريش في صحن المسجد الحرام وفي مواجهة طواغيت قريش وأصنامهم .. " لا إله إلا الله .. محمد رسول الله " .. يلقى أبو ذر ما لم يكن يغيب عن فطنته .. يحيط به المشركون حتى يصرعوه لولا تدخل العباس عم النبي رضي الله عنه – نفس الإيذاء الذي طال مجدي أحمد حسين في حرم مسجد عمرو بن العاص عندما اعتصم في إبريل 2009 ضد اعتقال إسراء عبد الفتاح - .. أبو ذر وقد ذاق حلاوة الأذى في سبيل الإسلام يكرر الأمر في اليوم التالي .. يدخل المسجد الحرام .. يسفه الأصنام .. يرفع صوته بالشهادة .. يضرب حتى يفقد وعيه .. عندما يفيق يشهد أن " لا إله إلا الله .. محمد رسول الله " .. هكذا مجدي !! .. لا تستغربوا فعله لقد ذاق حلاوة الأذى في سبيل ربه ودينه ووطنه .. لقد حبس وسيحبس وسيتكرر حبسه – مثله مثل أبيه الزعيم الوطني المسلم أحمد حسين - ولكنه أبدا سيظل مع الحق ليصدق فيه قول رسولنا الكريم فيما معناه " لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " 0
يقول خالد محمد خالد في كتابه المبدع " رجال حول الرسول " .. الأمراء والمال كانت قضية أبي ذر المتمرد على الباطل .. يصدق فيه نبوءة رسولنا الكريم فيما معناه " يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده " .. ولكن مجدي أحمد حسين أحسن حظا .. إنه ليس وحده.. معه الشعب ممثلا في كل أبناء مصر المخلصين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.