عزا الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، مغادرة وفد حركته القاهرة من دون إعطاء الرد النهائي بخصوص التهدئة إلى التعنت الصهيوني والشروط غير المقبولة التي يحاول فرضها. وأضاف القيادي في "حماس" "قدمنا ورقة للمصريين تتضمن أسئلة عدة، وفي وقت لاحق سيعود الوفد إلى القاهرة لتسلم الرد"، معرباً في الوقت ذاته عن استيائه بسبب تعرض وفد الحركة إلى تفتيش دقيق من السلطات المصرية الخميس في مطار القاهرة أثناء مغادرة الأراضي المصرية. وأوضح أبو مرزوق خلال تصريحات صحفية له: "أن الكيان الصهيوني أوضح أنه سيفتح المعابر بشكل جزئي (بنسبة 75%) لحين إطلاق الجندي الصهيوني الأسير في غزة جلعاد شاليط"، مشدداً على رفض الحركة المطلق ربط قضية التهدئة وكسر الحصار بإطلاق شاليط. وأكد أن إطلاق شاليط لن يتم إلا في إطار صفقة تكفل إطلاق الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية، "ونحن لن نخضع لابتزاز"، مضيفا: "نريد أن نستوضح عن نسبة ال75% من تشغيل المعابر التي طرحها الاحتلال .. الأمر غامض بالنسبة إلينا: هل هذه النسبة من حجم البضاعة التي كانت تمر عبر المعابر قبل الحرب، أم أثناء الحصار أم قبل الحصار؟ وما هو كم السلع والمواد التي سيتم السماح بإدخالها وما هي نوعيتها"، مضيفاً أن "الحركة تريد الحصول على ضمانات مصرية بتشغيل المعابر، ولم نحصل على ضمانات بعد". وشدد أبو مرزوق أن التلويح من البعض بأن هناك ضربة صهيونية قادمة لغزة أو أن قيادات "حماس" مستهدفة "مرفوض"، وقال: "سنظل متمسكين بمواقفنا التي يعلمها الجميع جيداً حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه"، مضيفاً: "نسعى إلى التوصل إلى اتفاق تهدئة من أجل تضميد جراح شعبنا ومعالجة قضاياه الراهنة، لكن ليس معنى هذا أن تقبل حماس بتهدئة مجانية لا تضمن تثبيت وقف للنار متبادل وتشغيل المعابر وكسر الحصار... والبديل هو الاستمرار في الصمود". وعلى صعيد رفض الاحتلال وجود مراقبين دوليين على المعابر، قال أبو مرزوق: "هذا الاقتراح طرحه المصريون ووافقنا نحن عليه، لكن الاحتلال رفضه"، وتساءل مستنكرا: "كيف سيعيش الشعب الفلسطيني إذا كان الصهاينة لا يريدون فتح المعابر وكسر الحصار عنه، وفي الوقت ذاته يقومون بتدمير الأنفاق ويخضعون الشعب لحصار خانق تحت الأرض وفوق الأرض"، مشدداً على ضرورة اقتران التهدئة بتشغيل المعابر وإلا لا جدوى منها. وأشار أبو مرزوق إلى أن المفاوضات مع المصريين في شأن التهدئة لم تتوصل حتى الآن لأي توافق، بدءا بوقف إطلاق نار متبادل ومن ثم القضايا الخلافية الأخرى مثل تشغيل المعابر والأنفاق والمنطقة العازلة التي يريد الصهاينة زجها في موضوع الاتفاق. وعلى صعيد ما يتردد عن أن هناك خلافا بين قيادات حركة "حماس" في الداخل والخارج، قال أبو مرزوق: إن "القرار يتم اتخاذه في الحركة وفق آليات محددة، والترويج لمثل هذه المسائل لا يفيد .. هناك ضغوط تمارس على الحركة لاتخاذ مواقف بعينها، لقد جربوا وحاولوا كثيراً بما في ذلك فرض عقوبات على الحركة... لكن ذلك لن يجدي"، ورأى أبو مرزوق أن المرشح "الليكودي" للانتخابات الصهيوني بنيامين نتانياهو "قادم .. قادم"، وقال أن "فوزه لن يغير من موقف "حماس".