قررت “الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري” وهي هيئة دستورية لتعديل الاعلام المرئي والمسموع في تونس، الاربعاء وقف برنامج حواري يومي يبثه تلفزيون تونسي خاص، لمدة شهر كامل بعدما دعا خلاله إسلاميّان ليبيّان إلى “الحرب” بحسب الهيئة. وأعلنت الهيئة في بيان ان برنامج “ناس نسمة” الحواري الذي بثته قناة “نسمة” الاثنين “تضمن دعوة صريحة الى العنف وإلى الحرب والتباغض من قبل ضيفيْن ليبييْن”. وقالت “تحظَر بالقانون أي دعاية للحرب (..) وأية دعوة (..) تشكل تحريضا على التمييز والعداوة والعنف”. وانتقدت الهيئة مقدم البرنامج ل”عدم قدرته على إدارة الحوار بصفة متوازنة” ولانه لم يقم “بدوره في التذكير بالضوابط القانونية لحرية التعبير في تونس″. وقالت “قررنا ايقاف بث وإعادة بث برنامح +ناس نسمة+، وما يتفرع عنه من برامج اخبارية خاصة، لمدة شهر ابتداء من صدور هذا القرار، وسحب البرنامج موضوع القرار من الموقع الالكتروني للقناة ومن صفحات المواقع الاجتماعية التابعة لها”. وارجعت الهيئة قرارها الى ما “تضمنه (البرنامج) من تحريض على العنف وعدم احترام للمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والحريات العامة، وعدم احترام التعددية في التعبير عن الافكار والآراء”. ويأتي هذا القرار غداة دعوة نقابة الصحافيين التونسيين ، الهيئة الدستورية الى “تحمل مسؤولياتها واتخاذ الاجراءات اللازمة” ضد تلفزيون “نسمة” الذي اتهمته بالمشاركة في “تبييض الارهاب” و”الدفاع عن التنظيمات الارهابية”. وقالت النقابة في بيان ان اللّيبيين محمد بعيو وناظم الطياري اللذين شاركا الاثنين في برنامج “ناس نسمة” الحواري ينتميان إلى جماعات إسلامية ليبية “متطرفة” وأن القناة أعطتهما “مجالا مطولا لبث الدعوات المباشرة للاقتتال والحرب والفتنة” في ليبيا. واعتبرت النقابة ان القناة “تعمّدت توجيه الحوار في اتجاه واحد داعم لمجموعات (الاسلامي الليبي) عبد الحكيم بلحاج، وتنظيم القاعدة، وأنصار الشريعة والمجموعات المقاتلة الى جانبهم” في ليبيا. وذكرت بأنه “سبق لقناة نسمة (..) بثّ حوار مع عبد الحكيم بلحاج وتمكينه من تلميع صورته وهو المشتبه فيه من قبل وزارة الداخلية التونسية بالتحضير لأعمال إرهابية في تونس″. وطالبت النقابة الحكومة ب”تحمّل مسؤولياتها في مجابهة محاولات تبييض الارهاب والتصدي للاشخاص التونسيين والاجانب الذين يستعملون الاراضي التونسية للدفاع عن التنظيمات الارهابية”. ولم تصدر قناة “نسمة” التي يديرها نبيل القروي أي رد على الاتهامات الموجهة اليها. وفي تونس، تواجه تلفزيونات خاصة ومدوّنون ومحامون تُهم “تبييض إرهابيين” ليببين لدى الرأي العام التونسي مقابل تلقي أموال طائلة من جماعات “إرهابية” ورجال اعمال “فاسدين” موالين لهم في تونس. ودعت نقابة الصحافيين التونسيين في بيانها الثلاثاء الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري إلى “الحرص على سلامة المحتوى الاعلامي من شبهات الإرهاب المتداخل مع المال الفاسد” الذي قالت انه “اصبح بارزا للعيان في بعض القنوات” التونسية.