سادت حالة من القلق والارتباك في أمريكا بعد اصطدام طائرة مروحية صغيرة بإحدى البنايات في مدينة نيويورك. ما أعاد ذكرى الحادى عشر من سبتمبر إلى أذهان الأمريكيين ، وتعكس حالة التوتر والرعب التى فجرتها هذه الحادثة ، مدى تغلغل الأثر النفسى لتفجيرات برجى التجارة ، كما تؤكد أن كل ما ادعاه الأمن الأمريكى من وضعه لنظم محكمة لتأمين حركة الطيران فى أجواء أمريكا ، مشكوك فى مصداقيته. اصتدام مروحية ببناية فى نيويورك يعيد رعب 11 سبتمبر المقاتلات الحربية حلقت فوق المدن الأمريكية سادت حالة من القلق والارتباك في أمريكا بعد اصطدام طائرة مروحية صغيرة بإحدى البنايات في مدينة نيويورك. ما أعاد ذكرى الحادى عشر من سبتمبر إلى أذهان الأمريكيين ، وتعكس حالة التوتر والرعب التى فجرتها هذه الحادثة ، مدى تغلغل الأثر النفسى لتفجيرات برجى التجارة ، كما تؤكد أن كل ما ادعاه الأمن الأمريكى من وضعه لنظم محكمة لتأمين حركة الطيران فى أجواء أمريكا ، مشكوك فى مصداقيته . وذكرت وكالة فرانس برس نقلاً عن مسئول أمريكي أن المقاتلات الحربية حلقت فوق المدن الأمريكية وذلك بعد تلك الحادثة. وقال العميد 'تيم كياتينج' قائد القيادة الشمالية الأمريكية: مقاتلاتنا مع أنظمة الإنذار المبكر تحلق الآن فوق المدن الأمريكية. ولم يحدد 'كياتينج' عدد المدن الأمريكية التي تحلق فوقها المقاتلات الحربية ،نافيا وجود أية دلائل على عمل 'إرهابي' وراء هذه الحادثة. وأظهرت مقاطع فيديو من مكان الحادث العشرات من سيارات الشرطة والمطافي وهي تحيط بالموقع. وصرح الناطق باسم سلطة المطارات في نيويورك ونيوجيرسي التي تدير جميع مطارات نيويورك قائلاً "ليس لدي أدنى فكرة من أين أتى هذا الشيئ (الطائرة).. لم نسمع من أي من منشآتنا بأن هناك طائرة مفقودة." واستبعد رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية مارك ميرشون في نيويورك لCNN وجود مؤشرات إرهابية في الحادث. وقال مصدر أمريكي مسؤول إنه ما من سبب يدعو للاعتقاد بأن الحادث عمل إرهابي مشيراً إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة الطيران الفيدرالي يعملان على التحقق من ذلك.
وقد قررت قيادة الدفاعات الجوية في أمريكا الشمالية " نوراد " تشكيل دوريات جوية في عدد من المدن دون تسميتها، بالرغم من استبعاد واشنطن أن الحادث إرهابي.
ورفض قائد " نوراد " في حديث لشبكة سى إن إن الإفصاح عن تلك المدن أو عدد المقاتلات المشاركة في العملية، إلا أنه شدد أن الخطوة التأهب، تدخل في إطار احترازي. وقد اتخذت "نوراد" تدابير مشابهة عقب هجمات 11/9 قبيل خمسة أعوام. وقال مصدر أمريكي بارز في واشنطن إن بوش أحيط بالحادث وأن الإدارة تراقب الوضع عن كثب !! وقد أعلن عمدة نيويورك مايكل بلومبرج مقتل شخصين هما راكبي الطائرة الصغيرة التي اصطدمت بمبنى في نيويورك. وقال في مؤتمر صحفي إن الراكبين أحدهما مدرب طيران والثاني كان يتعلم القيادة. وقالت مصادر بإدارة شرطة نيويورك إن الطائرة يملكها لاعب فريق يانكيز للبيسبول كوري ليدل الذي يعتقد أنه كان يقود الطائرة برفقه مدربه. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن كل الدلائل المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن الاصطدام مجرد حادث. كما أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الداخلي أنه لا توجد أدلة على أن الحادث "هجوم إرهابي". ورغم ذلك حلقت مقاتلات فوق كبريات المدن الأميركية كإجراء احترازي، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني أن جميع مطارات نيويورك تعمل بشكل طبيعي. الطائرة اصطدمت بالطابق العشرين ببرج "بيلاير" المكون من 52 طابقا بالشارع 72، والذي يبعد ثمانية كيلومترات فقط عن مركز التجارة العالمي. وأدى ذلك لحريق هائل سبب سحابة من الدخان بسماء منهاتن، في مشهد أعاد للأذهان هجمات سبتمبر 2001. ونجحت فرق الإطفاء في السيطرة على الحريق خلال أقل من ساعة، حيث تم استخدام خراطيم المياه من الدور التاسع عشر لإخماد النيران. كما هرعت على الفور للمبنى سيارات الإسعاف والفرق الطبية. ورجحت تقارير أولية أن يكون الجو الضبابي والسحب الكثيفة في سماء نيويورك سببا في الحادث. وذكرت شاهدة عيان لوكالة أسوشيتد برس أنها شاهدت دخانا منبعثا من الطائرة التي قالت إنها انحرفت على ما يبدو عن مسارها. شاهد آخر قال إنه كان يعمل بإحدى الشقق وشاهد من النافذة طائرة تتجه نحو البرج قبل أن تنحرف في محاولة، على ما يبدو، لتفاديه إلا أنها اصطدمت به. الطائرة من طراز (سيروسز إس آر 20) بمحرك واحد، وتسع أربعة ركاب فقط ومجهزة بمظلات للمساعدة في تنفيذ هبوط اضطراري في حالة وقوع مشكلات فنية. وقالت مصادر هيئة الطيران إنها أقلعت من مطار بنيوجيرسي في الساعة الثانية والنصف مساء بالتوقيت المحلي. وأكد متحدث باسم الهيئة أن الطائرة كانت تحلق وفق تعليمات الطيران برؤية العين المجردة، مما يعني أن قائدها ليس ملزما بأن يكون على اتصال دائم بأبراج المراقبة الجوية. ويتألف المبنى في أغلبه من شقق سكنية فاخرة ويوجد به أيضا مستشفى ومكاتب إدارية، وقد بني منتصف الثمانينيات قرب واحدة من أشهر صالات المزادات بالعالم ويضم 183 شقة سكنية يصل سعر بعضها إلى مليون دولار.