من كانوا بالأمس أطفال الحجارة، أصبحوا اليوم رجال الصواريخ والطائرات بدون طيار, هكذا بات الحال في فصائل المقاومة الفلسطينية، التي اختلفت انتفاضتها بين ماضيها وحاضرها. حركة المقاومة «حماس».. حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، أسسها الشيخ أحمد ياسين، مع قيادات بجماعة الإخوان المسلمين، في الساحة الفلسطينية، مثل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والدكتور محمود الزهار وغيرهما. كان الإعلان الأول لحركة حماس عام 1987، لكن وجودها تحت مسميات أخرى في فلسطين يرجع إلى ما قبل عام 1948 حيث تعتبر نفسها امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر عام 1928. وقبل إعلان الحركة عن نفسها عام 1987 كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت اسم «المرابطون على أرض الإسراء»، و«حركة الكفاح الإسلامي». يمثل العمل العسكري لدى حركة حماس توجهًا استراتيجيًا كما تقول، لمواجهة «المشروع الصهيوني في ظل غياب المشروع التحرري العربي والإسلامي الشامل»، وتؤمن بأن هذا العمل وسيلة للإبقاء على جذوة الصراع مشتعلة حتى تحقق أغراضها وللحيلولة دون «التمدد الصهيوني التوسعي في العالمين العربي والإسلامي». حركة «حماس»، تقول إنها ليست على خلاف مع اليهود، بداعي اختفلاف العقيدة، إلا أنها على خلاف لاحتلال فلسطين، ما يُبرهن عليه بالعديد من العمليات العسكرية عن طريق جناحها العسكري، كتائب الشهيد عز الدين القسَّام، التي أثارت عملياتها الفدائية جدلاً دوليًا انعكس على الداخل الفلسطيني. حماس تشارك بدور أساسي في انتفاضة الأقصى التي بدأت في سبتمبر 2000، ولا تزال مستمرة إلى الآن، كما كانت المحرك الرئيسي للانتفاضة الأولى في عام 1987. أطفال المقاومة من الحجارة لصواريخ القسام والطائرات بدون طيار.. أطفال المقاومة، التي بدأت بالحجارة، ووصلت إلى الصواريخ والطائرات بدون طياركشف عن اختلاف آليات وإمكانيات الانتفاضة، لتقول كتائب القسام, إنها صنعت أكثر من ربع مليون قنبلة ستكون بين بيد الأطفال، بدلاً من الحجارة، لتطول وسط تل أبيب وعمق الأراضي المحتلة. بعد عام واحد من انتفاضة الأقصى في عام 2001، بدأت المقاومة استخدام القوة والسلاح, حينما أعلن الجناح العسكري لحركة حماس لأول مرة إطلاق صاروخ القسام من غزة، وبلغ مداه أقل من أربعة كيلو مترات واتصف بعدم الدقة. واستمرت المقاومة الفلسطينية بتطوير أسلحة في العام 2002 ، ظهر بعد ذلك صاروخ القسام، والقدس الذي صنعته سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والأقصى، الذي أعلنت عنه كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، وصاروخ «ناصر»، الذي أعلنت عنه كتائب المقاومة الشعبية. وعلي صعيد آخر، بدأ التطور النوعي للقوة الصاروخية لحماس يزداد في المواجهتين اللتين خاضتهما الحركة في حرب نهاية 2008و 2009، مرورًا بالحرب التي خاضتها إسرائيل ضد حماس 2012، وعُرفت بعملية «عامود السحاب»، التي بموجبها أطلقت حماس قوتها الصاروخية نحو العمق الإسرائيلي بصاروخ «أم 75»، الذي وضع نصف سكان إسرائيل تقريبًا تحت التهديد. حماس ترعب اليهود وتقصف تل أبيب.. بدأت حماس تطور من صواريخها بشكل ذاتي على مدار عامين بداية من الحرب التي أعلنتها إسرائيل في 8 يوليو 2014، حيث أعلنت كتائب القسام أنها قصفت مدينة حيفا لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بصاروخ جديد من نوع «آر 160، و«جي 80»، الذي استهدف تل أبيب، فضلاً عن امتلاك حماس صواريخ مضادة للسفن. ولأول مرة في تاريخها أعلنت القسام أنها استخدمت طائرات دون طيار، والتي تحمل اسم «أبابيل»، حيث أنتجت منها ثلاثة نماذج استطلاعية وأخرى ذات مهام إلقاء، وأخرى ذات مهام انتحارية، في مهمة أمنية فوق أجواء إسرائيل. تلك الطائرات لأول مرة، شنت في أحد طلعاتها مهام محددة فوق مبنى وزارة دفاع الاحتلال في تل أبيب، التي يُقاد منها العدوان على قطاع غزة.