قالت إحدى كبريات الصحف البريطانية أن الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة قد تمخضت عن إلحاق "هزيمة أخلاقية بإسرائيل". وقالت صحيفة "ذي أوبزرفر" في افتتاحيتها إن العملية العسكرية (الرصاص المصبوب) "تمثل هزيمة لإسرائيل"، وهي النتيجة التي ستؤول إليها على الأرجح هذه الحرب التي وصفتها بأنها "عبثية". واعتبرت الصحيفة أن "المفهوم القائل بأن مشاكل الأمن يمكن أن تحل بالاستخدام الأحادي للقوة المفرطة ما هو إلا وهم يستبد بالسياسيين الإسرائيليين". وتضيف أن مثل هذا الفهم "لم يأخذ في الحسبان أن حرباً شاملة في قطاع غزة المكتظ بالسكان ضد حركة حماس هي بالضرورة اعتداء على السكان المدنيين"، مشيرة إلى أنه "حتى من المنظور الإسرائيلي فإن الحملة العسكرية أخفقت". ومضت إلى إن السلطات الصهيونية ستصر على القول إنها تمكنت من تحجيم قدرة "حماس" على إطلاق الصواريخ، لكن الصحيفة تعيد إلى الأذهان أن الهدف الظاهر للحرب كان تدمير تلك القدرة تماماً. كما ستزعم الحكومة الصهيونية، برأي الصحيفة أن حملتها ستظهر للعيان مدى تناقص التأييد لحماس في العديد من العواصم العربية، وأن مكانة الحركة كسلطة حاكمة في غزة قد تراجعت، وأنها لا تعدو أن تكون إرهابياً بالوكالة نيابة عن سوريا وإيران "اللتين تزودانها بالسلاح". غير أن الحقيقة في نظر الصحيفة هي أن مكانة حماس "كأداة مفضلة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي قد زادت رسوخاً بسبب وحشية العدوان العسكري العشوائي". مشيرة إلى أن "إسرائيل عجزت رغم سيطرتها على حدود غزة عن إيقاف تهريب الأسلحة عبرها".