عمت مظاهرات الغضب أرجاء متفرقة من العالم, حيث انطلقت الحشود تأييدا لغزة وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي الذي خلف مئات الشهداء والجرحي على مدى الأسبوعين الماضيين. وقد شهدت مدينة رام الله مظاهرات غاضبة تحولت إلى اشتباكات مع الشرطة الفلسطينية. ورفع المتظاهرون أعلاما وشعارات تحيي صمود أهل غزة ونادوا بفتح المعابر وتحرك الجامعة العربية لوقف الهجوم على قطاع غزة. وفي العاصمة الأردنية عمان اشتبك رجال الشرطة مع متظاهرين كانوا يحاولون الوصول إلى مقر السفارة الإسرائيلية. وذكر مراسل الجزيرة أن مصورا تابعا لشبكة الجزيرة قد أفرج عنه بعدما احتجز بشكل مؤقت حيث تعرض للضرب، وندد المحتجون بالصمت العالمي والعربي جراء ما يتعرض له سكان غزة. كما رفعوا أعلاما سوداء تعبيرا عن حزنهم وأخرى تمثل تيارات سياسية. وفي مدينة الإسكندرية تظاهر نحو مائة ألف شخص خرجوا في مسيرات غاضبة, ورددوا الهتافات المنددة بإسرائيل. وقد تزامنت تلك الاحتجاجات مع مظاهرات أخرى وقعت في مدينة العريش بين قوات الشرطة ومتظاهرين خرجوا عقب أدائهم صلاة الجمعة إلى شوارع المدينة في مسيرة حاشدة تعبيرا عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية في غزة واحتجاجا على الموقف العربي الرسمي الذي وصفوه بالمتخاذل. وقد اصطدم المتظاهرون بالشرطة وقذفوهم بالحجارة قبل استخدام الشرطة الهري لتفريقهم واعتقال بعض المتظاهرين. نصرة غزة وفي الدوحة خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة القطرية بعد صلاة الجمعة تلبية لنداء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجعل يوم الجمعة يوما لنصرة غزة. وجاب المحتجون الذين قادهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي شوارع في الدوحة رافعين أعلاما ولافتات تحيي صمود أهل غزة. وردد المتظاهرون شعارات تنادي بفتح المعابر وتدعو إلى تحرك الجامعة العربية ومعها الأنظمة الحاكمة لنصرة أهل غزة. وخصص القرضاوي خطبة الجمعة لنصرة فلسطين قائلا إن التاريخ لا يرحم، كما طالب بفتح المعابر. وحث القرضاوي الحكام على تلبية مناداة شعوبهم لمناصرة غزة بقرارات سياسية، وتساءل: لماذا تخلف الزعماء عن عقد قمة عربية طارئة، كما دعا المسلمين إلى مقاطعة المنتجات الأميركية. وفي البحرين انطلق عشرات الآلاف من منطقة الدراز غرب العاصمة المنامة وشارك فيها علماء دين سنة وشيعة ورجل دين مسيحي، وردد المتظاهرون شعارات غاضبة تجاه العدوان والولايات المتحدة، وأدانوا الموقف الرسمي العربي ورفعوا لافتات تحث على دعم غزة. كما شارك مئات الآلاف من اليمنيين في مسيرات ومهرجانات خرجت في شتى محافظات البلاد في يوم نصرة غزة. وخرجت أكبر هذه المسيرات في العاصمة صنعاء ومحافظات عدن وتعز وحضرموت. وطالبت الهيئة الشعبية لنصرة فلسطين في ميدان التحرير بصنعاء، بوقفة عربية جادة للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين العزل من سكان غزة. فعاليات مستمرة وفي العاصمة اللبنانية بيروت تواصلت الفعاليات السياسية بكافة المخيمات الفلسطينية ومختلف المدن للتنديد بالغزو، كما اعتصم ناشطون أمام مقر الأممالمتحدة. وشاركت في المظاهرات قوى 14 آذار والحزب السوري القومي الاجتماعي والجماعة الإسلامية وحركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية والأحزاب المسيحية الوطنية. أما في سوريا, فقد تظاهر مئات الآلاف في العاصمة دمشق وفي حلب وحمص وفي بقية المدن، وأطلقوا حملات لجمع التبرعات وفتحت لها حسابات مصرفية. العراق وتركيا وفي العراق خروج عشرات الآلاف في معظم المدن شمالا وجنوبا، في نداء واحد يطلب نصرة غزة في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، ورفعت المظاهرات الأعلام الفلسطينية. وفي تركيا, واصل عشرات الآلاف من المواطنين في كل أنحاء البلاد الاحتجاج على العدوان الإسرائيلي، ونددوا بالشعارات التي حملوها بالموقف الدولي والأوروبي اللاإنساني من سفك دماء سكان غزة.