ما يحدث الآن فى غزة من مذابح وحشية وهمجية يحمل بين طياته الكثير من الرسائل المراد إبلاغها إلى من يهمه الأمر وأخشى ما أخشاه أن تختفى هذه الرسائل تحت ركام البيوت والمساجد المهدمة فلا تصل إلينا ولا نستوعب دروسها: أوّل هذه الرسائل من النظام المصرى لشعبه يقول فيها: ( أيها المصرى أنا لا أعبأ لأحد ولا تمثل إحتجاجاتكم عندى أى قيمة فأنا لا أرى سوى نفسى فأنا ربكم الأعلى من يرفع صوته قطعت لسانه ومن يرفع يده بترتها له، فالكبرياء لى والذل والهوان لكم ). الرسالة الثانية من النظام المصرى للإخوان فى مصر: ( لقد شاركت مشاركة كاملة فى الحصار وفى المذابح الإسرائيلية التى تجرى حاليا وغلقت المعابر وهددت وتوعدت ولم أستجب لكل النداءات ولم أخضع لكل إحتجاجات الشعوب التى خرجت من مشارق الأرض ومغاربها تطالبنى بفتح المعبر بشكل دائم، لم أضع أى إعتبار لأواصر الدين والعروبة والتاريخ كل هذا حتى أمنع قيام دولة إسلامية إخوانية – هكذا يعتقد النظام المصرى – على الحدود رغم صغر مساحتها وقلة حيلتها، فما بالكم لو وجدت أنّكم – إخوان مصر – تشّكلون فى مصر تهديد فعلىّ لوجودى ؟! فما ظنكم أنى فاعل ؟. الرسالة الثالثة من النظام المصرى للغرب عامة ولأمريكا وإسرائيل خاصة: أنا منكم وأنتم منى، هدفنا واحد لا مقاومة ولا عزة وكرامة، أنا عبدكم المطيع وجندكم المخلص، رضاكم غاية من أجلها يهون كل شئ الوطن، العرض، الدين، كله في حبكم يهون!!. الرسالة الرابعة من أبومازن لحماس عنوانها (أنا ومن بعدى الطوفان) : لن أتوانى عن قتلكم وإبادتكم ولن أدخر وسعا عن تقديم كافة سبل الدعم لإسرائيل حتى يقتلوا آخر واحد منكم، ولا مانع من أن أخرج على شاشات التلفاز أشجب وأدين وأستنكر حفاظاََ على ماء وجهى أمام الناس، ومن وراء الستار بل حتى من أمامه لن أتورع لحظة واحده عن إقصائكم عن طريقى لن يزاحمنى أحد فى حكمى حتى لو كان صوريا لا أملك منه سوى اللقب وتحية العلم، يكفينى ذلك، أمّا كلمات مثل الكرامة والعزة والصمود والمقاومة كل هذه الكلمات الجوفاء التى تزعجونى بها من حين لآخر أنا كافر بها لم أؤمن بها يوما فقط الكرسى هو ما أؤمن به. الرسالة الخامسة من أبومازن للشعب الفلسطينى: أمامكم خيارين لا ثالث لهما إما طريقى الذى يضمن لكم أن تبقوا أحياء ولا تسألونى أى حياة تقصد أو طريق حماس والمقاومة وأنتم تعرفون مرارة هذا الطريق أنظروا فقط من حولكم إلى البيوت والمساجد المهدمة إلى اشلاء الأطفال إلى صرخات النساء بل اسمعوا أصوات بطونكم الخاوية لعلها تقنعكم بأن الصمود لا يملأ البطون وأن الكرامة لا تقى من برد الشتاء القارس وأن المقاومة لن تحرر الأرض ولن تعيد اللاجئين، عليكم بطريقتى ومنهجى ولا مانع من قليل من الذل والمهانة ولكنى أضمن لكم أن تصل لكم المعونات يوميا وسوف نعيش على فضلات إسرائيل المهم أن نعيش، حتى لو كان عيش العبيد. الرسالة السادسة من الأنظمة العربية للشعب الفلسطينى: نصارحكم نحن أحد رجلين إما جبان رعديد وإما خائن عميل متواطئ لا تنتظروا منّا غير عبارات الشجب والإدانة لإسرائيل ولكم أيضا! ونرجوا أن تتفهموا موقفنا جيدا فأنتم لم تجربوا نشوة السلطة والكرسى والجاه ؛ نحن إرتضينا لأنفسنا أن نلعق حذاء ساكن البيت الأبيض رغم انكم – أيها الشعوب – ضربتموه به، أقصى ما يمكن أن نقدمه لكم هو الشاش الأبيض للجرحى والحليب للأطفال حتى يكفوا عن الصراخ والعويل الذى يقلق مضجعنا ويثير الشعوب علينا. الرسالة السابعة من الأممالمتحدة والمنظمات الدولية: أعذرونا نحن لم نوجد إلا لشرعنة الإحتلال وتبرير أفعاله، لا تتوقعوا منّا أن نتضامن معكم، لقد خذلكم الأخ الشقيق فكيف تتوقعون أن ينصركم الصديق هذا إذا كان هناك صديق، إن أمريكا هى التى تدفع لنا رواتبنا فكيف نعصى لها أمراً ونرفض لها طلباً. الرسالة الثامنة من الولاياتالمتحدة لحماس: لا تظنّوا أنّ معركتنا معكم، نعم قد تكونوا أنتم عنوان لمضمون يحمل إسم الإسلام، إن معركتنا الأساسية مع الإسلام وما يربّيكم عليه من قيم ومثل ومبادئ، إن كل هدفنا أن نحطم تلك المعانى فيكم، حتى لا تكونوا أنتم الشعلة التى توقظ شعوبكم النائمة الحالمة، نحن لا تشغلنا التفاصيل كثيراً وإن كنا نستنفذكم بها، مفاوضات، معابر، حصار الحدود... إلخ، المهم عندنا ألا تقوم لكم دولة مقاومة إسلامية تلتف حولها الشعوب وبالتالى لا تصبحوا فقط مصدر تهديد لإسرائيل بل يمتد التهديد لنا أيضاً نحن أمريكا وهذا ما لن نقبل به. الرسالة التاسعة من إسرائيل لحماس: ندرك جيدا أن معركتنا معكم هى معركة وجود لا حدود إما أنتم أو نحن، نعرف جيدا أننا لا نستطيع بل يستحيل أن نقضى عليكم كحركة مقاومة ولكن أقصى ما نطمح إليه هو أن نقضى عليكم كحكومة ونحن نتعاون بشكل وثيق مع الأصدقاء من الحكام العرب لتحقيق هذا الهدف وخاصة أنه فى تسعة يناير القادم لن تكون هناك شرعية فلسطينية سوى شرعيتكم التى منحتها لكم صناديق الإقتراع، لذلك تجدوننا ننسف كل مظاهر الدولة مثل المجلس التشريعى، مجمع الوزارات، المقار الأمنية، كل شىء هو هدف لنا، كل ما ينبض بالحياة ستطاله صواريخنا، نحن ندرك جيدا قوتكم ونعلم سر صمودكم ونعرف أننا قد لا ننتصر بعد كل هذا ولكننا لا نملك ولا نعرف سوى القتل والدمار فإما أنتم أو نحن. هذه هى الرسائل الشيطانية فهل يستلمها أو يعيها أحد اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.