لا زال الفلسطينيون يواصلون إطلاق اسم " غوانتاناموفلسطين " على سجن عوفر الصهيوني إلى الغرب من مدينة رام الله بالضفة الغربية، وذلك لان الظروف متشابه والسجان واحد سواء أمريكي أو صهيوني، فهما عدوان للفلسطينيين ولكل من يحمل راية الإسلام والمسلمين، حيث يشمل الجز على ظروف اعتقال غير قانونية وأنواع مختلفة من التعذيب والإذلال. ويعود سبب التسمية " غوانتانامو" لأنه سجن إرهابي متعدد لطرق التعذيب والإهانة للأسير الفلسطيني، وكذلك في كل يوم تقوم سلطات الاحتلال بتوسعة السجن على حساب مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية ليشمل السجن للأرض وللشجر والحجر والبشر في آن واحد ، حيث تحول السجن إلى مجمع حزن وآلام فلسطينية قريب من البيوت والمنازل الفلسطينية غرب مدينة رام الله ، ولذلك تتفاقم معاناة الأسرى وذويهم لأنهم لا يفصلهم عن بعضهم سوى أسلاك شائكة تدل على حقد صهيوني واضح المعالم . وفي كل يوم تتجدد نداءات الأسرى الفلسطينيين من داخل زنازينهم وخيامهم في سجن عوفر للتعبير عن استيائهم ومعاناتهم اليومية على يد قوات الاحتلال والسجانين الذين يبدؤون مع الأسرى بالظلم والتعذيب من اللحظة الأولى التي يدخلون فيها إلى سجن عوفر، إضافة إلى تمديد فترات الاحتجاز دون أية أسباب قانونية أو محاكمة ، فيما التعذيب غير القانوني واللاأخلاقي. ويذكر أن سجن عوفر من أسوأ السجون الصهيونية في الضفة الغربية ، حيث تم إعادة بناء السجن على أيدي القوات الصهيوني مطلع انتفاضة الأقصى المبارك وذلك غرب مدينة رام الله ، حيث كان السجن منذ فترة الانتداب البريطاني وأعاد الجانب الصهيوني بناءه وإدخال مئات الأسرى إليه عشية الاعتقالات المتواصلة واكتظاظ السجون في أراضي أل 48 ، حيث يفتقر السجن للظروف الإنسانية والصحية ، وتضرب حكومة الاحتلال كل القوانين الإنسانية والأخلاقية بعرض الحائط نتيجة عنصريتها مع الفلسطينيين في هذا المعتقل . ومن خلال حديثنا عبر الهاتف مع عدد من الأسرى عبر هواتفهم المهربة إلى الداخل قال لنا الأسير عبدالله مقداد والذي مضى على سجنه في عوفر التسعة شهور دون محاكمة :" نحن نتعرض لكل ألوان العذاب والاضطهاد والقمع ، خاصة في عمليات العد والإحصاء اليومي للأسرى ، وتعرضنا لمحاولات إعدام بارد خلال الأسبوع الماضي عندما هاجمنا جنود الاحتلال بالرصاص والقنابل الغازية واحرقوا خيامنا ورشونا بالماء الساخن ". وأضاف :" نحن نعاني ويلات السجانين وظلم السجن وقمعه ، وما يقدم لنا من طعام فانه يفتقر للتنوع وسيء للغاية ولا يصلح للاستخدام الآدمي ، كما يعج السجن بالعديد من الحالات المرضية ، ويهملون من حيث المعالجة والرعاية الصحية من قبل سلطات السجن ". وقد تعرض الأسرى جميعا فى عوفردون تفريق لنوع جديد من العقوبات الصهيونية من حيث تفتيش الأسرى بشكل مذل ومهين ، حيث طلب السجانون من الأسرى أن يتم تفتيشهم عراة إلا أنهم رفضوا ذلك ووقفوا جميعها في صف مواجهة ومعركة ساخنة مع عشرات الجنود الصهاينة . وكان مئات الأسرى خاضوا اشتباكات عنيفة مع السجانين والذي استعدوا قوات خاصة ومئات الجنود للمساندة في اقتحام السجن على الأسرى وتنفيذ قرار التفتيش العاري ، إلا أن صمود الأسرى ومواجهتهم مع الجنود كانت الحدث الأكبر في داخل السجن أدى إلى إصابة العشرات وجرح ثلاثة جنود من قوات الاقتحام الصهيوني ، وتخلل الهجوم استخدام خراطيم المياه الساخنة والكلاب البوليسية والرصاص والقنابل الصوتية والغازية وكان الهدف المعلن من هذا الهجوم هو قمع الأسرى . وكان الأسرى رفضوا القرار الصهيوني بالتفتيش العاري وحملوا أرواحهم على اكفهم مؤكدين أن هذا القرار لن يمر مر الكرام ولن يحدث مع أي أسير في داخل سجن عوفر، ولذلك استخدم الاحتلال قواته الخاصة وعشرات الجنود في ضرب صمود الأسرى والذين اثبتوا للاحتلال أنهم كالجسد الواحد في مواجهة العدو الصهيوني . وفي خطواتهم الاحتجاجية أعلن أسرى عوفر والذين يزيد عددهم عن 1200 أسير إضرابا مفتوحا عن الطعام للتعبير عن غضبهم واستيائهم ورفضهم للقرارات الصهيونية الجائرة بحقهم، إلا أن الرد الصهيوني على هذا الإضراب كان عنيفا وذلك بصدور قرار صهيوني حرم 400 أسير من زيارة أبنائهم في السجن ، في وقت يعيش أسرى عوفر أوضاعا قاسية جدا وان قوات الاحتلال تتعمد ممارسة سياسات إذلال متواصلة بحقهم ومحرومون من ابسط حقوقهم الإنسانية. وحسب المتابعات لمؤسسات حقوق الإنسان فان سجن عوفر متدني المستوى المطلوب لحياة الأسرى من حيث النقص في المتطلبات الأساسية ونقص حاد في الطعام ولا تنوع فيه، والحد من زيارة الأسرى لبعضهم بين أقسام السجن. ومع دخول فصل الشتاء فان إدارة السجن رفضت تغيير الخيام البالية للأسرى أو زيادة عدد الخيام حيث تكتظ الخيمة الواحدة بالأسرى في ظل أمطار غزيرة وبرد كبير، وهذا من شأنه التسبب بالمرض، وكل ذلك من إجراءات تشديد الخناق والتضييق على الأسرى.