حذر خبراء اتصالات من تكرار حوادث قطع الكابلات البحرية للانترنت، ورجحوا فرضية "العمل التخريبي" وراء تكرار الأعطال. ووصف المهندس محمود ابو شادي النائب الأسبق للمصرية للاتصالات رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات قطع الكابلات البحرية ب"المصيبة"، وطالب بسرعة التحرك من قبل مسئولي الاتصالات في مصر، وقال "انقطاع الكابلات المغذية لمصر سيؤثر علي قطاع الاتصالات وبالتالي الاقتصاد المصري لانه يعتمد بشكل أساسي علي الاتصالات . وقال أبو شادي "الكوابل البحرية تمتد في مسارات محددة ومؤمنة من مسارات السفن علي أعماق آمنة وبالتالي فان أسباب تعرض هذه الكبالات للقطع مجهولة". ولم يستبعد وجود عمليات قرصنة لصالح بعض الشركات العاملة في مجال الكابلات، خاصة ان هذه الشركات ضخمة وكبيرة ويتم استئجار كابلات منها في حالات الكوارث. بدوره، حذر المهندس عمرو موسي خبير الاتصالات من تكرار هذه الكارثة عقب انقطاع الكابلات المصرية امام الاسكندرية قبل شهور وقال، ان مسئولي وزارة الاتصالات اكدوا له استحالة تكرار هذه الواقعة مرة اخري. وقال موسي "ليست لدينا في مصر وتحديدا في قطاع الاتصالات دراسة مخاطر يتم بناء عليها اعداد دراسة "الاستمرارية للخدمة" للوقاية من الكوارث". واضاف" معني انقطاع خدمة الانترنت بشكل كامل انه ليست لدينا دراسة مستوي الخدمة واستمراريتها والا كان سيتم تحميل الخدمة علي كابلات بديلة او توصيلها بشكل مؤقت وان كانت بطيئة لحين الانتهاء من اصلاح الاعطال. واكد ان مصر في تعاقداتها مع شركات الكوابل البحرية لم تفرض شروطا جزائية لتحمل نفقات استئجار الكابلات في حالة قطع اي منها . خسائر من ناحية أخري تسبب تعطل الكابلات الي حدوث خسائر مالية كبيرة قدرها مراقبون بنحو مليون دولار. وقال مختصون ان قائمه القطاعات المتضررة تركزت في قطاعات مزودي خدمه الانترنت والدفع بالبطاقات الالكترونية وبعض المؤسسات المصرفية . ورغم ان العطل تزامن مع يوم عطلة رسمية في مصر، الا ان مئات الشركات الخاصة وبعض المصالح الحكومية الهامة التي تعمل ايام العطلات، اكدت تكبدها خسائر كبيرة. وقال مراقبون ان الخسائر لم تصل الي مثيلاتها في عطل سابق شهدته مصر ودول بالمنطقة مطلع العام، نظرا لحدوث العطل في يوم اجازة رسمية وهو ما ابقي قطاع البنوك والبورصة والمؤسسات المالية الكبيرة، خارج دائرة الخاسرين. وكانت شركة "فرانس تليكوم" للاتصالات قد اعلنت أنه يجرى حاليا العمل على الحد من اضطرابات الانترنت بين أوروبا ومنطقة الشرق الاوسط واسيا على الرغم من استمرار انقطاع ثلاثة كابلات تحت البحر المتوسط، وذلك من خلال وضع مسار بديل للاتصالات. وأوضح المتحدث باسم الشركة أن الاتصالات الجارية بين أوروبا والمنطقة يتم العمل على إعادة توجيهها عبر الولاياتالمتحدةالأمريكية كحل مؤقت يعمل حاليا بشكل جيد نتيجة انخفاض الضغط على الاتصالات بسبب عطلة نهاية الاسبوع. وتوقع المتحدث أن يتم إصلاح أحد الكابلات الثلاثة التى انقطعت وذلك فى يوم 25 ديسمبر الحالى على أن تعود حالة الاتصالات التليفونية والانترنت الى طبيعتها بحلول يوم 31 ديسمبر أو مطلع يناير القادم. وأوضح المتحدث أن سفينة إصلاح تابعة لفرانس تليكوم ستصل صباح الاثنين القادم إلى موقع القطع فى الكابلات بين جزيرة صقلية وتونس لاصلاح الخطوط التى تربط بين ايطاليا ومصر. جدير بالذكر بأن الشركة المصرية للاتصالات تقوم بتنفيذ كابل بحري خاص بها باسم TE-North يربط الإسكندرية بمرسيليا فى فرنسا وينتظر ان ينتهى العمل فيه خلال تسعة أشهر من كما قام جهاز تنظيم الاتصالات بالترخيص لشركتين مصريتين أخرتين لإنشاء كابلات بحرية ويجرى اتخاذ الإجراءات الخاصة بها لبدء العمل فيهما وستوفر هذه الكابلات المصرية مسارات بديلة إضافية. آثار الأزمة وأكدت الشركات العالمية التي تقوم بتقديم الخدمة أن التأثير شمل دول عربية أخرى وفصل جنوب أوربا عن المنطقة بنسب كبيرة حيث وصل الانقطاع في بعضها بصورة شبه كاملة لخدمات الانترنت. و جدير بالذكر قيام بعض الشركات في مصر مثل شركة اوراسكوم بتنفيذ كابلات بحرية للإنترنت خاصة بها لربط خدمة الانترنت في مصر بأوروبا و العالم كله. كانت مصر قد تعرضت لازمة انترنت عندما انقطع كابلان قبالة الاسكندرية في مصر يوم 23 يناير 2008 ، مما أثر على سرعة الخدمة وقال المهندس عقيل بشير رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات إن القطع البحري شمل الكابلات الرئيسية الثلاثة وثلاثة اخرين في البحر المتوسط تربط اوروبا بالشرق الاوسط وآسيا مشيرا إلي أن هذه الكابلات تقع علي مسافات متابعدة. لكن بشير اكد انه من السابق لأوانه الحديث عن الاسباب قائلا ان "كل الاحتمالات واردة" مشيرا الي ان السفن التي ستصل لاصلاح الاعطال هي التي ستحدد ما حدث لافتا الي ان الحكومة الايطالية قالت انه لم تحدث اية زلازل او كوارث طبيعية يمكن ان تكون السبب وراء القطع لهذه الكابلات.