كثّفت قوات الاحتلال من علميات القصف والتدمير واستهداف بيوت المدنيين في غزة، منفذة مجزرة في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. وارتفع عدد ضحايا العدوان المتصاعد إلى 103 شهداء و671 جريحاً، بعضهم إصاباتهم خطرة، بعد استشهاد الطفل ساهر أبو ناموس (3 سنوات)، عقب استهداف منزل عائلته في تل الزعتر شمالي القطاع غزة. وسبق ذلك إعلان المصادر الطبية انتشال جثمان الشهيد عبد الحليم عشرة (54 عاماً)، من تحت أنقاض منزل مدمر في مدينة دير البلح، وسط القطاع. بعدما أعلن مصدر طبي في غزة استشهاد المسن محمد ربيع أبو حميدان (65 عاماً) في قصف إسرائيلي شمالي القطاع، بعد نصف ساعة من استهداف المروحيات الهجومية شقة سكنية في مدينة الشيخ زايد السكنية في بلدة بيت لاهيا. كما استهدف الاحتلال سيارة تابعة لبلدية البريج وسط القطاع، الأمر الذي أسفر عن استشهاد شخصين فضلاً عن إصابة ثالث بحروح خطيرة جداً. وكان فجر اليوم الجمعة واحداً من أقسى الأيام لجهة القصف الذي طال مناطق شاسعة ومتتالية على امتداد القطاع المحاصر، وخصوصاً منازل المدنيين. وفي مدينة رفح على الحدود مع مصر، استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب 15 بعدما قصف الطيران الحربي منزلاً لعائلة غنام في حي يبنا في المدينة. ووصلت جثامين الشهداء إلى المستشفى مقطعة ومتفحمة نتيجة استهدافهم بشكل مباشر. واستشهد تحت أنقاض المنزل، الشبان وسام غنام، محمد عاشور، ومحمود غنام في العشرينات من عمرهم. كما استشهدت الفتاة كفاح غنام (20 عاماً) والطفلة غالية غنام (7 سنوات). وقبل مجزرة آل غنام، قصف الطيران المروحي شقة سكنية في حيّ تل الهوا جنوبي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد الطبيب أنس أبو الكاس، وإصابة اثنين آخرين، فيما أصيبت طفلة في الثامنة من عمرها باستهداف منزل ذويها في حي النهضة شرقي رفح جنوب القطاع. ورفع الطيران الحربي الإسرائيلي مستوى غاراته في الساعات الأخيرة بشكل قياسي، بعدما شهد العدوان تراجعاً وهدوءاً حذراً لساعة.. غير أنه سرعان ما عاد للقصف بشكل أعنف من ذي قبل، وسجل تدمير منازل مزيد من الفلسطينيين المدنيين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف منذ بدء العدوان 1100 هدف في قطاع غزة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول عسكري قوله إن جيش الاحتلال نفذ في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة نحو 200 غارة على قطاع غزة، استهدف فيها 81 منصة إطلاق صواريخ، ومقرّي قيادة، و51 نفقاً، وسبع مؤسسات حكومية. في المقابل، واصلت المقاومة ردودها على العدوان الإسرائيلي. وأكدت تقارير إسرائيلية أن حركة "حماس" أمطرت إسرائيل، صباح اليوم الجمعة، بتسعة صواريخ استهدفت مدينة أسدود، وأصاب أحدها محطة للوقود مخلفاً دماراً في الممتلكات، فضلاً عن وقوع ثماني إصابات على الأقل في صفوف الإسرائيليين. وقال موقع "يديعوت أحرونوت" إن القصف الصاروخي تجدد في الثامنة من صباح اليوم الجمعة، وإن صفارات الإنذار انطلقت في مدن الجنوب وبلدات السهل الساحلي بدءاً من نيس تسيونا، رحوفوت، يفني، نتيفوت، وكريات ملاخي فضلاً عن مستوطنات شاعر هنيغف وساحل عسقلان. كذلك، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها قصفت مطار اللد (بن غوريون)، أكبر المطارات الإسرائيلية، فيما طلبت من شركات الطيران الأجنبية التي تسيّر رحلاتها لإسرائيل بوقفها بسبب المخاطر المحدقة بالمطارات. وقالت "القسام"، في بيان أصدرته، إنها "لأول مرة تستهدف مطار بن غوريون الواقع على بعد 15 كليومتراً (جنوب شرق) من مدينة تل أبيب، بأربعة صواريخ من طراز "ام 75" محلي الصنع". كذلك قصفت "القسام"، مدينة عسقلان وقاعدة أوفيكيم بخمسة صواريخ، فيما قصفت ب9 صواريخ مدينة أشدود، حسب البيان. وقالت الكتائب إنها قصفت كذلك، قاعدة "تسيلم" العسكرية الإسرائيلية، ب6 صواريخ. وتصدّت في ذات السياق إلى محاولة إنزال بحرية مقابل بحر المحافظات الوسطى. وفي وقت سابق، أعلنت كتائب "القسام" أنها تمكنت من السيطرة على بث القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي، لنصف ساعة فجر الجمعة، وبثت رسالة تهديد ووعيد للإسرائيليين. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن منظومة القبة الحديدية اعترضت 3 صواريخ أطلقت من قطاع غزة على تل أبيب. في هذه الأثناء، أغلقت السلطات المصرية معبر رفح ، بعد يوم واحد من فتحه أمام الجرحى وذوي الجنسيات الأجنبية والمصرية، على ما ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم. وأعرب البزم عن أسف وزارة الداخلية لهذه الخطوة من الجانب المصري. واعتبر الإغلاق "استهتاراً واستخفافاً بمعاناة المسافرين والجرحى". وكان المعبر قد فتح أمس الخميس. وسافر مصريون من أبوين مصريين وأصحاب الجوازات الأجنبية و11 مريضاً فقط قبل أن يغلق من جديد. المصدر : العربي الجديد