قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" في تقرير لها من القاهرة إن "المشروعات الصناعية الناهضة التي أنشأتها الثورة الإسلامية حققت نجحا مذهلا في مصر"، مشيرة إلى أن المصنعين التابعين لشركتي "فارسي" و"سمند" الإيرانيتين في مصر نجحا في غزو الأسواق المصرية بإنتاجهما من السيارات. (الصورة للسيارة الإيرانية الصنع "سمند") وأضافت أن السيارات الإيرانية تحظى حاليا بترحيب وإقبال في الأسواق المصرية، نظرا لرخص سعرها بالمقارنة بالسيارات المستوردة من الخارج، التي تثقل كاهل المصريين، وأشارت إلى أن الوكلاء والموزعين في مصر تقدموا بطلبات كثيرة للحصول على السيارات الإيرانية التي تهدد عرش السيارات الأمريكية والأوروبية واليابانية، خاصة وأن السيارة الإيرانية تناسب الأجواء المصرية والقدرة الشرائية للمصريين. وكانت الحكومة المصرية بدأت في الآونة الأخيرة تنشيط العلاقات الاقتصادية مع جمهورية إيران الإسلامية، رغم أن العلاقات مقطوعة بين البلدين عقب قيام "الثورة الإسلامية" بقيادة الخميني في نهاية عام 1979م، وما أعقب ذلك من تطورات، كان أبرزها موافقة الرئيس السادات على استقبال أسرة شاه إيران للإقامة في القاهرة، ودفن جثة الشاه في مسجد الرفاعي بالقلعة، بعد أن رفضت جميع دول العالم استقبال أشره الشاه أو دفن جثته في أراضيها، خوفا من رد الفعل الغاضب من النظام الإسلامي الثوري في إيران. ومن أبرز النشاطات الاقتصادية الإيرانية في مصر، والتي كانت موجودة قبل "الثورة الإسلامية" ولا تزال مستمرة حتى الآن، بنك مصر إيران وشركة مصرية إيرانية تعمل في مجال النسيج، إلى جانب عدد من المشروعات الاقتصادية الأخرى ويأتي على رأسها مصانع إنتاج السيارات. وقد شهد العام الماضي تحسنا ملحوظا على المستوى الثقافي، بعد الزيارات المكثفة لعدد من المسئولين الإيرانيين لمصر، حيث قام غلام حداد رئيس البرلمان وخليفته علي لاريجاني بزيارة مصر، كما قام الرئيس السابق محمد خاتمي بزيارة مماثلة. وأسفر ذلك عن موافقة وزارة السياحة على فتح الأبواب للإيرانيين لزيارة مساجد آل البيت في القاهرة خاصة مسجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، لكن الاعتراضات الأمنية عطلت تفعيل هذا الاتفاق الذي كانت تخطط وزارة السياحة للحصول على إيرادات مالية كبيرة، خاصة وأن الكثير من الإيرانيين يرغبون في زيارة مساجد آل البيت في مصر.