واصلت حركة شباب المجاهدين المسلحة تقدمها اليوم الجمعة صوب العاصمة الصومالية مقديشو، ودخلت بلدة صغيرة على مشارف العاصمة قرب نقطة تفتيش يحرسها جنود إثيوبيون مما أثار مخاوف بين السكان من تجدد القتال. ودخل مقاتلو ميليشيا الشباب بلدة إيلاشا أثناء الليل على بعد كيلومترين من سينكا طير التي يتمركز فيها جنود إثيوبيون، وتقع سينكا طير على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي مقديشو. وقال الشيخ عبد الرحيم عيسى إدو، المتحدث باسم اتحاد المحاكم الإسلامية التي يرافق مقاتلوها أعضاء حركة الشباب في إيلاشا: "نقاتل للحصول على السلام، وسوف ندافع عن الناس في إيلاشا والمناطق القريبة ضد اللصوص أو الإثيوبيين". وكان الإسلاميون الذين بدءوا كفاحا مسلحا قبل عامين ضد الحكومة الصومالية المؤقتة وحلفائها الإثيوبيين قد احتلوا إيلاشا لفترة وجيزة يوم الخميس. وتبسط الشباب سيطرتها على مزيد من الأراضي في جنوب الصومال، وفي الأسبوع المنصرم استولت على ثلاث بلدات واحتلت لفترة وجيزة ثلاث بلدات أخرى في جنوب البلاد. وغذت الفوضى التي تسبب فيها الاحتلال الإثيوبي للبلاد حالة انعدام الاستقرار في أنحاء القرن الإفريقي، وتسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية وأشعلت موجة من أعمال القرصنة في خليج عدن، وهو ممر ملاحي حيوي للتجارة بين أوروبا وآسيا. واستولى الإسلاميون يوم الأربعاء على ميركا، وهي ميناء إستراتيجي على بعد 90 كيلومترا جنوب غربي مقديشو يستخدمه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لتوصيل المساعدات الغذائية، وهو ما أعطى ميليشيا الشباب أقرب موطيء قدم لها من مقديشو. وترفض حركة شباب المجاهدين المعاهدة التي أبرمت بوساطة الأممالمتحدة لإقامة إدارة على أساس اقتسام السلطة بين الحكومة وبعض الشخصيات المعارضة المعتدلة، وتجاهلت وقفا لإطلاق النار. وكان كثير من سكان إيلاشا قد فروا بالفعل من القتال في مقديشو ويشعرون بالخوف من أن تؤدي اشتباكات جديدة إلى قطع إمدادات المساعدات الغذائية. وقالت ألاسي جيمكالي، وهي أم لأربعة أطفال في إيلاشا، لرويترز: "لا نعرف إلى أين نذهب مرة أخرى إذا وقعت اشتباكات بين القوات الإثيوبية والشباب حول مخيماتنا"، وأضافت: "مقديشو ليست مكانا نعود إليه". ووقعت الحكومة الصومالية والتحالف من أجل تحرير الصومال (جناح جيبوتي) برئاسة الشيخ شريف شيخ أحمد في أواخر أكتوبر الماضي على اتفاقية تنص على جدولة عملية انسحاب القوات الإثيوبية على مرحلتين، تبدأ أولاهما في 21 نوفمبر، ووقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وجيش موحد. ويرفض مقاتلو الحركة أي اتفاق سياسي مع الحكومة الصومالية الانتقالية، وتعهدوا بتطبيق الشريعة في كل أنحاء البلاد.