أبدي الصحفي البريطاني جون برادلي قلقه من " استبعاد مصر كلية من النقاش الذي يخوضه مرشحا الانتخابات الرئاسية الأمريكية" ، قائلا إن "الرئيس حسني مبارك سيفرض "تحدي مروع " علي الرئيس الأمريكي القادم خصوصا أن القاهرة تبدو الآن علي حافة الثورة". وأضاف برادلي-الذي سبق للسلطات في مصر أن حظرت كتابه "بلد الفراعنة علي حافة ثورة"- أن التركة التي خلفها مبارك بعد 27 عاما التي قضاها في حكم مصر تمثلت في القمع السياسي والركود الاقتصادي وحالة الاستياء التي تغلي لدي الشعب المصري والجاهز للانفجار في أي لحظة. وعدد برادلي- في مقال نشرته مجلة فوروارد اليهودية الأمريكية - مظاهر الغضب الشعبي في "الدعاية الفجة التي يتبناها الحزب الوطني دون أن يترك الفرصة لنقاش عام حر، فضلا عن إحساس المصريين بوطأة الوضع الاقتصادي في ظل عدم اهتمام الحكومة". وتوقع برادلي أن تشتعل الثورة المقبلة في مصر عقب ترشيح جمال مبارك للرئاسة في البلاد، لأن النظام " فشل في الترويج لنجل الرئيس علي أنه "رجل الشعب"، فضلا عن الفضيحة التي أحدثها القبض علي هشام طلعت مصطفي رجل الأعمال المقرب من جمال مبارك ". وأضاف برادلي أن تذمر المصريين" لا يقتصر علي صعود جمال مبارك، فهناك تصرفات مباحث أمن الدولة واستخدامها التعذيب والفساد المستشري وتصور المصريين أن النخبة تنهب البلد بدعوي تحرير الاقتصاد". وقال الصحفي البريطاني إن طبيعة هذا المشهد تعيد التذكير بوضع إيران في أواخر أيام حكم الشاه الذي حظي بمعارضة مشتتة علي نفسها، مثلما هو الحال في مصر. وذكر أن حل هذه المعضلة في يد الولاياتالمتحدة عن طريق " ربط المعونة السنوية بالتقدم علي صعيد الإصلاح السياسي خصوصا إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة وعادلة". وقال برادلي إن مبارك يبرر لواشنطن دائما إجراءاته هذه بأنها خير ضمان لعدم وصول الإخوان إلي الحكم، إلا أن الصحفي البريطاني أكد أن دعم واشنطن المستمر ل "الديكتاتور المصري" سيكون السبيل لصعود الإخوان للحكم.
