نشرت بوابة الاهرام خبرا عن حملة السيسى إنه تلقى اتصالين هاتفيين صباح الجمعة الماضية من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للتهنئة بالفوز في الانتخابات الرئاسية.
الخبر فى موقع بوابة الأهرام وماجاء به وفقا لحملة السيسى يحمل دلالات معتبرة وخطيرة على الصعيد الاستراتيجى فى علاقات النظام المصرى بإسرائيل تعبر عن مرحلة ما بعد تنصيب السيسى وتدعم ما يؤكده دوما رافضوا انقلاب الثالث من يوليو على ان الثالث من يوليو لم يكن انقلابا على رئيس شرعى منتخب فحسب ولكنه كان انقلابا على كل الثوابت الاستراتيجية لمصر والأمة العربية والإسلامية وتأكيد على انهيار العقيدة الاستراتيجية الثابتة للأمن القومى المصرى تجاه المحتل الإسرائيلي كما انه لا يمكن اعتباره في اطار الرد البروتوكولى المعهود فى إطار التزامات مصر بمعاهدة دولية تخضع لحماية المجتمع الدولى ولكنه تجاوز ذلك الى الحميمية المفرطة التي عبر عنها الثلاثى بيريز نتينياهو السيسى . موقف الاعلام والقوى الداعمة للسيسى
************************************
التعامل مع الخبر بين حجم السقوط الكبير للاعلام المصرى الرسمى والخاص وأكد على ازدواجية المعايير لكثير من الداعمين لنظام الانقلاب حيث أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على خطاب بروتوكولى للخارجية المصرية باسم الرئيس مرسى قبل ذلك بينما غضوا الطرف عن تواصلات السيسى المباشرة والحميمية مع العدو الاول لمصر ولم يحركوا ساكنا فى دلالة على ان الكيد والطعن فى الدكتور مرسى كان هو الهدف واحد أدوات الانقلاب عليه . دلالات هامة حول علاقات السيسى مع اسرائيل
*********************************** يأتِى هذا الخبر كاشفا ًمؤكدا على ان قيادات الحكومة الإسرائيلية تعيش ازهى مستوى من العلاقات مع النظام المصرى منذ اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام وهذا ما أكدت عليه كثير من المراكز البحثية في كثير من عواصم الدول الأوربية وأمريكا في العديد من تقاريرها حيث أشاروا أن مصر بعد الانقلاب بقيادة السيسى انتقلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع الكيان الصهيوني ومن ثم فإنه إذا كان من المؤكد أن راس النظام المخلوع مبارك كان يمثل كنزا استراتيجيا لإسرائيل وللغرب فإن السيسى بالنسبة لهم يمثل مغارة كنوز استراتيجية .
ويؤكد هذا الامر ويدعمه الاستراتيجيات المعتمدة والمنفذة على ارض الواقع منذ الثالث من يوليو بالنسبة لسيناء وغزة والتيارات السياسية الإسلامية ومستوى التعاون الامنى الاستخبارى العسكرى الذى يمدحه نظام الاحتلال ويثنى على جهود الجانب المصرى ودوره فيه . تساؤلات ومفارقات
******************
ماجاء في صلب هذا الخبر من إعلان بيريز ونتينياهو الاستعداد للتعاون الكامل في مختلف المجالات مع نظام السيسى وتأكيد القناعة التامة بأن السيسى سيقود مصر إلى المكانة التي تستحقها ووصفه بالقائد العظيم يمثل مفارقة ويضع علامات استفهام وتساؤلات عديدة خاصة لدى انصار الشرعية والكثير من المصريين .
حيث ان القاعدة المتفق عليها تقول ولسان حال كثير من المصريين يقول ( أنه إذا مدحك عدوك فاعلم أنك في خطر) فما بالك إذا بالغ عدوك في ذلك بل وطالب العالم أجمع بدعمك على ما انت فيه ؟ إذا فلا شك مطلقا أنك في خطر بل ربما تكون انت الخطر ذاته ؟!
كذلك فإنه من المفارقات ان ثوابت العقيدة الاستراتيجية الإسرائيلية والتي تدرس في مراكزهم ومعاهد دراساتهم الاستراتيجية والأمنية والتي تبنى عليها العقيدة العسكرية للجيش تقوم على أن مصر هي العدو وأن اول وأهم استراتيجيات الامن لديهم هو اضعاف مصر وافشالها ومحاولة تحزيم مصر عبر حدودها الغربية والشرقية والجنوبية وتهديد أمنها المائى فى منابع نهر النيل وجنوب السودان و اضعاف مصر إقتصاديا وعلميا وهذا بالفعل ماحدث ويحدث وأكده قيادات إسرائيلية رفيعة المستوى مرارا من انهم نجحوا في اختراق مصر خلال الثلاثين سنة الماضية في أدق مفاصل الدولة المصرية .
لذلك فقد بات من المؤكد ان الالتزامات الدولية الموروثة (عن نظام يوليو 1952 الذى تمدد مرة اخرى مع تولى السيسى) والمكبلة لمصر فد أهدرت مصالح شعبها وأهدرت محوريتها وأضعفت قدراتها وكذلك سياسات النظام المستمرة مع تولى السيسى جعلت مصر أرضا رخوة وحولتها من دولة كان يسمح لها في بعض الأوقات أن تكون لاعبا ضمن فريق إلى ملعب للفرق الكبرى لتحرز أهدافها في شباك الدولة المصرية لتجير تلقائيا لمصلحة اسرائيل . شتان بين خطاب مرسى وخطاب السيسى والتعامل مع كليهما فمرسى لم يخاطب احدا فى اسرائيل مطلقا خلال فترة وجوده فى الحكم اما السيسى فمنذ اللحظة الاولى قامت استراتيجيته على قاعدة تطبق بحذافيرها على الارض وهذه القاعدة هى ( ان الوصول الى قلب أمريكا لا يكون. الا من خلال المرور عبر شرايين اسرائيل ) .