قال الكاتب الصحفي ريك جلادستون في مقال نشر في نهاية شهر أبريل الماضي بصحيفة نيويورك تايمز إلى أنه في الوقت الذي تتبنى فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إستراتيجية فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا على خلفية الأزمة الاوكرانية، ثمة تقارير تتحدث عن مفاوضات روسية إيرانية بشأن صفقات الطاقة التي تتراوح قيمتها بين ثماني وعشر مليار دولار بالتزامن أيضًا مع العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على إيران من قبل الولاياتالمتحدة. وأضاف الكاتب بأن اتفاق الطاقه المزمع بين روسيا وإيران والذي كشفت عنه وسائل الإعلام الإيرانية هو التعاون الاقتصادي الثاني بين البلدين الذي يمكن أن يحد من فاعلية العقوبات التي تم فرضها على إيران، والتي كان لها أكبر الأثر في دفع الإيرانيين نحو محادثات ناجحة بشأن البرنامج النووي الإيراني. كما نوه الكاتب إلى أن مسئولي وزارة الخزانه الأمريكية المعنيين بفرض العقوبات الاقتصادية على إيران لم يبدوا من جانبهم أية استجابه حول التساؤلات المثارة حول ما إذا كانت صفقة الطاقة الروسية الإيرانية تعد انتهاكًا لتلك العقوبات التي تحظر التعامل مع مجموعة من الكيانات والصناعات الحكومية الإيرانية. ووفقًا لما نقله الكاتب عن وكالة مهر الإيرانية الإخبارية، فإن الاتفاق الذي نوقشت بنوده من قبل حميد شيتشيان وزير الطاقة الإيراني الذي طالب بالتوسع في العلاقات الاقتصادية بين طهران وموسكو لا سيما في مجالات الطاقه والتجارة، ونظيره الروسي الكسندر نوفاك يقضي بقيام الجانب الروسي بتصدير خمسمائة ميجا وات من الكهرباء للجانب الإيراني, بالإضافة إلى المشاركة في بناء محطات لتوليد الطاقه الكهرومائية والحرارية. وقبل ذلك، كانت الإدارة الامريكيه وفقًا للكاتب قد أعربت عن استيائها حيال بعض التقارير السابقة التي كانت قد تحدثت عن مفاوضات روسية إيرانية يتم بموجبها ضخ خمسمائة ألف برميل من البترول الإيراني لموسكو في مقابل بضائع روسية ضمن صفقة قدرت بعشرين مليار دولار باعتبار أن هذه الصفقات من شأنها أن تنتهك العقوبات الاقتصادية المفروضه على طهران. وأوضح الكاتب بأن روسيا وحدها تستحوذ على ثلث الصادرات الأوروبية من النفط والغاز إلى الاتحاد الأوروبي وهو ما يلقي بظلال من التعقيد على الخطط الأوروبية التي يسعى من خلالها القادة الأوروبيون لفرض عقوبات اقتصادية تشمل قطاعي النفط والغاز على موسكو جراء ضمها لشبة جزيرة القرم الأوكرانية. وذكر الكاتب كذلك أن روسيا عضو في مجموعة 5+1 التي تضم بجانب ألمانيا الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن, مشيرًا إلى المفاوضات التي تجريها تلك المجموعة مع إيران والتي تشمل الحصول على ضمانات من طهران بأن برنامجها النووي سلمي بالأساس وليس غطاءً لتعزيز قدراتها لإنتاج أسلحة نووية في مقابل تقليص العقوبات التي تم فرضها على إيران بما في ذلك الإفراج عن أربعة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحتجزة في المصارف الأجنبية. ورصد الكاتب عمق العلاقات الروسية الإيرانية التي امتدت لفترات طويلة خاصة مع التحول الإيراني نحو روسيا بعد الثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979 والتي أسفرت عن العديد من الاتفاقات العسكرية والتجارية لعل أهمها هو محطة بوشهر النووية الإيرانية التي شهدت سنوات من التأجيل بين الجانبين إلى أن دخلت حيز التنفيز في عام 2013والتي تعتمد بشكل تام على إيرادات الطاقة الروسية لطهران. واختتم الكاتب المقال بقوله أنه بالرغم من مشاعر القلق التي تنتاب العديد من القوميين الإيرانيين إزاء النوايا الروسية، إلا أن قادة إيران الحاليين يبدون مواقف إيجابية تجاه مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعادية للولايات المتحدة والغرب.