منذ اللحظة الاولى للإعلان عن الانتخابات الرئاسية كان هناك توافق من قبل اعلام الانقلاب على عمل غسيل سمعة سياسى لحمدين صباحى بطريقة مباشرة وغير مباشرة فى وقت واحد وذلك فى إطار خطة النظام لتمرير مسرحية الانتخابات الرئاسية . وقد كان واضحا لمراقبى المشهد المصرى ان حمدين صباحى كان احد الرؤوس الهامة التى لعبت دورا محوريا وساهمت تخطيطا وتنفيذا فى عملية الانقلاب على اول تجربة ديمقراطية حقيقية شهدتها مصر على مر تاريخها ولا يخفى على المتابع ان الرجل وجوقة من الناصريين واليساريين عقدوا من قبل صفقة مع الفريق شفيق إبان انتخابات 2012 برعاية المجلس العسكرى لتقسيم الغنائم الانتخابية وقتها ولكن فشلت العملية برمتها .
ليبدأ بعد ذلك حمدين عبر مايسمى التيار الشعبى وجبهة الإنقاذ فى التشغيب والعرقلة لمسيرة الثورة المصرية رغم محاولته ارتداء عباءة الثورة وطنطنة الاعلام على ان حمدين احد وجوه ثورة الخامس والعشرين من يناير والتى اثبت الواقع ان الرجل وان كان له ظاهرا ما قد يشير الى ذلك الا ان الواقع و التركيبة الأيديولوجية للرجل والممارسات على الارض أطاحت تماماً بكل هذه الإشارات وردمت عليها المصلحة الشخصية والخصومة الأيديولوجية مع التيار الاسلامى وكذلك محاولاته المستميتة لتقديم أوراق اعتماده للخارج تحقيقا للرغبة العارمة لدية فى ركوب كرسى الرئاسية مهما كان الثمن رغم الإمكانيات المتواضعة جدا للرجل الا ان الباب كان مواربا له من قبل المسيطرين على المشهد فى ذلك الوقت لينطلق الرجل لان ذلك يخدم فى كل الأحوال على النتيجة التى يريد المتحكم فى المشهد ان يصل اليها كما ان الرجل احد الأوراق التى يمكن استخدامها بجدارة لتمرير وتدوير النظام مرة اخرى فالرجل هش للغاية وبدون قواعد او ثقل جماهيرى كما ان المساحة البيضاء فى صورته السياسية كمعارض لنظام مبارك كانت فى إطار المساحة التى حددها النظام والمتفق عليها لتجميل وجهه فى مقابل منافع مباشرة وغير مباشرة كان حمدين وغيره من الأحزاب الكرتونية اكثر المستفيدين منها مع يقين النظام بانعدام اى ظهير شعبى لهؤلاء اضافة لأوراق الضغط العديدة التى يمكن ان تلقى به وبهم فى ظلمات النسيان . وبعيدا عن تفصيلات المشهد منذ الثالث من يوليو والتى مازالت حاضرة فى ذاكرة كل وطنى فقد كان حمدين عن جدارة محور ارتكاز مهم فى تمرير الانقلاب عبر المشهد الأخير من مسرحية الانتخابات والتى ذكر الكثير من المتابعين للمشهد المصرى وانا منهم ان أوراق الضغط كان حاسمة فى استمرار حمدين فى اداء دوره فى المشهد وان كنت. ارى ان العصا لم تكن وحدها الحاسمة ولكن الجزرة كان لها أيضاً مفعول السحر وبين العصا والجزرة كان حمدين صاحب الفضل الأكبر فى تمرير المسرحية الهزلية وإضفاء مسوح من الشرعية عليها ولكن دور المساعد او الدوبلير لم ينتهى هاهنا فثمة فصول جديدة كتبت سيناريوهاتها و يتم التجهيز لعرضها قريبا فى إطار الإخراج المستمر للمشاهد المتجددة والتى اصبح حمدين بدون شك المساعد الأهم للبطل فيها . لقد قدم حمدين دورا بالغ الأهمية فى الانتخابات الاخيرة عمق به مكانته فى خيانة الإرادة الشعبية والتدليس على المصريين وكان اهم المشاهد التى أحسن حمدين أداءها وانطلت على السذج هو هذا المشهد الدراماتيكى بإعلان انسحاب مندوبيه من اللجان فى اليوم الثالث والذى انبرى كثير من أنصاره وحتى معارضيه الى تبرير ذلك بقلة إمكانياته وتململ المندوبين مع تمديد اليوم الثالث وانه من الواجب ان ينسحب وغيره من التبريرات والتأويلات التى روج لها حتى أعلام النظام وخفى على الجميع ان ما يفعله حمدين هو أحد اهم اللقطات المتفق علبها فى المشهد والاهم لدى فريق النظام والسيسى لان ما فعله حمدين من شانه ان يقطع الطريق على كشف عمليات تزوير فجة اثناء الفرز و يردم الى الأبد على اى شهادات على هذه الفضائح الانتخابية التى شهد بها الخارج قبل الداخل . لقد كان بوسع حمدين ان يستر سوءاته وسيءاته السياسية فى حق الوطن لكن يأبى الواقع الا ان يكشف لنا ان الوطن لدى البعض ليس الا بضاعة معروضة للبيع. لمن بملك او يضغط اكثر . لقد كان من فوائد الثالث من يوليو وما بعدها انها كشفت لنا عن كثير مما لا يمكن كشفه وأظهرت كثيرا من المعادن المغشوشة ومايزت الصفوف وأسقطت العديد من الأصنام والأبقار المقدسة وكشفت عن الوجه الاخر من الخيانة .
ولكن كما قلت سابقا مازالت فصول المسرحية مستمرة والأعداد والتجهيز للشخصيات قد تم ومعارضة كرتونية سيكون على رأسها البطل المساعد فى مسرحية الانتخابات هكذا يريدونها .
ولكن ثقة فى الله ثم فى هذا الشعب الذى وجه لكمة قوية فى وجه الانقلاب والسيسى وصباحى . اعتقد ان ضربة قاضية قادمة فى الطريق ستطيح بكل وجوه الخيانة فى مصر وهذه المرة ستكون فتية بايدى شبابية .