انتصارات وانكسارات عديدة مرات بها مصر ولكن يبقي يوم 5يونيو 1967 تاريخ غير قابل للنسيان وقتما أسفرت الحرب عن مقتل ما يقرب من 25000 عربي مقابل 800 إسرائيلي ، إلى جانب عدد كبير من الجرحى والأسرى مخلفة نكسة مريرة المذاق . قامت حرب 1967 بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن وبمساعدة لوجستية من لبنان والعراق والجزائر والسعودية والكويت، وانتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان . تفاخر اليهود بتسميتها “حرب الأيام الستة ” لأنهم استطاعوا هزيمة الجيوش العربية و احتلال الضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان. وكانت الهزيمة بمثابة انكسار الروح للعالم العربي بصفة عامة وللمصريين بصفة خاصة لأنها جاءت بعد فترة من صعود المد القومي والتحرر الوطني. وتعود بدايات العدوان الإسرائيلى إلى ما قبل 5 يونيه ، ففى 1 مايو 1967 صرح ليفى أشكول رئيس وزراء إسرائيل أنه فى حال استمرار العمليات الانتحارية فإن بلاده “سترد بوسائل عنيفة” على مصادر الإرهاب، وفى 10 مايو صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلى أنه إن لم يتوقف “النشاط الإرهابى الفلسطينى فى الخليل فإن الجيش سيزحف نحو دمشق”، وفى 14 مايو وبمناسبة الذكرى التاسعة عشر لميلاد الكيان الصهيوني، أجرى الجيش عرضًا عسكريًا فى القدس خلافًا للمواثيق الدولية التى تقر أن القدس منطقة منزوعة السلاح، وكلها كانت أشارات لنية غدر مبيتة من الجانب الإسرائيلى على العرب. وعلى الجانب الأخر فإن مصر كانت متورطة لسنوات فى حرب اليمن بشكل أنهك جيشها، وإقليميا كان العالم العربى مقسما، ودولياً كانت القوة الأعظم ” الولاياتالمتحدة ” فى خصومة مع مصر منذ الخمسينيات وكان رئيسها، ليندون جونسون، ينتظر الفرصة “لاصطياد” خصمه، جمال عبدالناصر. قبل الحرب بايام ارسلت سوريا خطاب إلى مجلس الأمن تخبره فيه باستعداد اسرائيل للهجوم على مصر وسوريا كقاسم دفاع مشترك، وخاصة بعد المصادمات التى وقعت بين الجانبين الإسرائيلى والسورى، وبعد العرض العسكرى للقوات الاسرائيلية في شوارع القدس . و في صباح 5 يونيو1967 شن سلاح الجو الاسرائيلي هجوما مباغتًا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات مطلقا بذلك شرارة الحرب. وكان الهجوم هو النقطة الفاصلة بعد 3 أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين إسرائيل و”مصر، والأردن، وسوريا”، كما قامت قوات عراقية موجودة بالأردن بمساندة قوات البلاد العربية. وكانت النتيجة صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس . وتم تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة و محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدسالشرقية والضفة الغربية.